“عبارة وتحليلات”.. تركيا قد ترد في شمال سورية بعد هجوم أنقرة

رجّح كتاب ومحللون أتراك أن تشن تركيا “عملية خامسة” في شمال سورية، رداً على الهجوم الذي تبناه “حزب العمال الكردستاني” (pkk) واستهدف من خلاله، الأحد، مبنى وزارة الداخلية في العاصمة أنقرة.

ونفذ الهجوم الذي وصفته تركيا بـ”الإرهابي” شخصان أحدهما “انتحاري” حاول اختراق البوابة الرئيسية، وعندما عجز عن ذلك أقدم على تفجير نفسه.

وتمكن عناصر الحراسة من تحييد الآخر، بعد محاولته تقديم المساندة بإطلاق الرصاص المباشر على الكرفانات الواقعة على جانبي البوابة الرئيسية لمبنى “الداخلية”.

وأسفرت الحادثة، الأولى من نوعها في العاصمة منذ 2016، عن إصابة اثنين من رجال الشرطة الأتراك.

وبعد 4 ساعات من حصوله تبناه “حزب العمال”، الذي تصنفه أنقرة ودول غربية منظمة “إرهابية”.

ماذا حصل؟

وفي أعقاب الهجوم الذي تزامن مع افتتاح العام التشريعي الثاني للدورة الـ28 للبرلمان التركي قال الرئيس، رجب طيب أردوغان إن “العملية تمثل الأنفاس الأخيرة للإرهاب”.

وأضاف في كلمة ألقاها خلال مشاركته في الافتتاح أن “استراتيجية حماية حدودنا الجنوبية بأكملها بشريط أمني يصل عمقه إلى 30 كيلومتراً على الأقل وإبقاء الأنشطة الإرهابية خارج هذا الشريط تحت الرقابة المطلقة ما تزال مستمرة”.

كما أعاد أردوغان التذكير بعبارته الشهيرة (سنأتي فجأة ذات ليلة)، التي تدل على نية تركيا تنفيذ عملية ضد “حزب العمال”، والذي ينتشر في شمال سورية والعراق.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، تدمير 20 هدفاً للحزب المذكور، خلال غارات جوية استهدفت معاقله في متينا وهاكورك وقنديل وكاره.

وأفادت الوزارة في بيان نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن “النضال” سيستمر حتى تحييد آخر “إرهابي”، مشيرة إلى تدمير 20 هدفاً “يضم مخابئ ومخازن ومغارات” يستخدمها الحزب.

“عبارة تلتها تحليلات”

في غضون ذلك فتحت العبارة التي أعاد أردوغان التذكير بها (سنأتي ذات ليلة) باب تحليلات وترجيحات، من جانب كتاب ومحليين مقربين من الحكومة.

كما علّق عليها وزير الدفاع التركي، يشار غولر بالقول في أثناء حضوره حفل استقبال السنة التشريعية الثامنة والعشرين للبرلمان: “احتفظوا بهذه الأغنية في إذنيكم”.

وذكر الكاتب المقرب في صحيفة “حرييت“، عبد القادر سيلفي، اليوم الاثنين، أن “عمق 30 كيلومتراً لم يعد كافياً في شمال سورية”، مرجحاً أن تطلق بلاده “عملية خامسة” رداً على هجوم العاصمة.

ويقول سيلفي: “هذا الهجوم يقدم الإجابة اللازمة لمن يتساءل عما تفعله تركيا في سورية، ويبدو أنه رغم كل الإجراءات المتخذة، فإن الإرهابيين قادرون على العبور من سورية إلى تركيا”.

كما “جاء هؤلاء الإرهابيون إلى قيصري بأسلحتهم”، و”ربما لم تعد تركيا تكتفي بخط أمني يبلغ طوله 30 كيلومتراً”، وفق سيلفي.

ويضيف: “يمكن نقل هذا الخط بشكل أعمق. يمكن إجراء العملية المتوقعة فجأة في إحدى الليالي. لا أعرف ما إذا كانت ستكون عملية واسعة النطاق، ولكن بعد هذا الحادث، ضربت طائرات إف-16 أوكار الإرهابيين الليلة الماضية. لقد تعلم حزب العمال الكردستاني الدرس اللازم”.

وتتجه الأنظار الآن نحو “العملية البرية الخامسة”، وفق تقرير لموقع “سي إن إن تورك“، ونقل عن خبراء أمنيين قولهم: “يبدو من المرجح أن تبدأ العملية البرية في منطقة عين العرب-تل رفعت-منبج”.

من جهتها أشارت الكاتبة المقربة من الحكومة، هاندي فيرات إلى عبارة أردوغان “يمكننا أن نأتي فجأة في إحدى الليالي”، واعتبرت أن “الإرهابيين يعرفون الآن أن تركيا سترد”.

وأضافت فيرات أن “أنقرة حددت منذ فترة طويلة جميع الأهداف التابعة للتنظيم الإرهابي في العراق وسورية وبين البلدين، وتأتي سنجار على رأس هذه الأهداف”.

“المنطقة بين سورية والعراق وضرورة تطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية تمت مناقشتها مؤخراً مع الحكومة المركزية العراقية، وتم التأكيد على ضرورة القيام بعمليات مشتركة”.

ومع ذلك تابعت الكاتبة أن “الأمر لا يقتصر على سنجار فقط. وكانت أنقرة تستعد، إلى حد ما لعملية تمشيط ضد مقاتلي التنظيم الإرهابي الذين تراكموا في المناطق التي أنشأت فيها منطقة عازلة (في إشارة لشمال سورية). إذا بدأت هذه العملية فجأة في إحدى الليالي، فلا ينبغي أن تكون مفاجأة لأحد”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا