عرّاب القوانين.. “أصدقاء سورية” في الكونغرس يوجهون أنظارهم للسويداء

وجه تجمع “مجموعة أصدقاء سورية الحرة المستقرة والديمقراطية” في الكونغرس الأمريكي أنظاره إلى محافظة السويداء، التي تشهد انتفاضة شعبية ضدّ نظام الأسد منذ حوالي شهر.

وخلال الأيام الماضية، أجرى الرئيسان المشتركان للتجمع وهما النائب الديموقراطي في الكونغرس برندن بويل، والنائب الجمهوري فرينش هيل، اتصالاً هاتفياً مع رئيس مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، حكمت الهجري.

وتناول الاتصالان، اللذين تم تنسيقهما مع “المنظمة السورية للطوارئ“، الأوضاع في المحافظة خاصة بعد إطلاق عناصر النظام النار على المتظاهرين أمام فرع “حزب البعث”، الأسبوع الماضي.

وحسب الكاتب السوري ماهر شرف الدين، فإن النائب بويل أجرى، أمس الثلاثاء، اتصالاً مع الشيخ الهجري “اطمأن من خلاله على سلامة المتظاهرين بعد حادثة إطلاق النار الأخيرة”.

وأشاد بويل بـ “سلمية التظاهرات في السويداء، وقال إنه غير مستغرب من هذه السلمية لأنه سبق له أن اطّلع على تعاليم الدروز الروحية التي تدعو إلى السلام والمحبة”.

وجاء الاتصال بعد أسبوع من اتصال النائب في الكونغرس الأمريكي، فرينش هيل، مع الشيخ الهجري.

 واستمر الاتصال بين هيل والشيخ الهجري نصف ساعة، واستفسر الأول عن حقيقة ما يجري في السويداء.

كما استفسر عن الأوضاع الأمنية في المحافظة، خصوصاً بعد قيام النظام بإطلاق النار على المتظاهرين.

ما هو تجمع أصدقاء سورية؟

تأسس تجمع “أصدقاء سورية الحرة المستقرة والديمقراطية” في مايو / أيار 2017، بانضمام 50 عضواً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ويعتبر أول تجمع في الكونغرس الأمريكي لدعم سورية، ويضم حالياً 38 عضواً برئاسة النائبين برندن بويل عن الحزب الديمقراطي، وفرينش هيل عن الحزب الجمهوري.

وحسب منظمة “الأمريكيون من أجل سوريا حرة” فإن التجمع هو عبارة عن “منتدى يمكن لأعضاء الكونغرس من خلاله التعرف على الصراع في سورية”.

كما يمكن لأعضاء الكونغرس ضمن التجمع “مناقشة الأفكار السياسية مع الخبراء، والانضمام معاً في نهاية المطاف لتعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة والمساءلة للشعب السوري”.

ويعتبر التجمع ورئيساه الراعي الرئيسي للقوانين التي يسنها الكونغرس الأمريكي ضد نظام الأسد.

وكذلك يعتبر رئيسا التجمع عرابا مشروع “قانون الكبتاغون” الذي قدم إلى الكونغرس، كجزء من قانون تفويض الدفاع المدني.

ويطالب هذا القانون الحكومة الفيدرالية بوضع خطة لتعطيل وتفكيك إنتاج النظام السوري وتهريبه لمخدرات الكبتاغون.

وقاد النائب هيل أيضاً مشروع قانون، وافق عليه مجلس النواب الأمريكي نهاية فبراير الماضي، بشأن الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا.

ونص المشروع على دعم الاستجابة الإنسانية، فيما أدان النظام السوري، ودعا إلى زيادة الرقابة على وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية.

من جانبه، قاد النائب برندن بويل مشروع “محاربة التطبيع مع نظام الأسد”، الذي أجازته لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ووصل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، في يوليو/ تموز الماضي.

وينص البند الرئيسي لمشروع قانون “محاربة التطبيع” على حظر الاعتراف بالأسد أو تطبيع العلاقات مع أيّ حكومة يرأسها.

كما ينص على تطبيق قانون قيصر لردع نشاطات إعادة الإعمار في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام.

وينتقد النائبان بشكل مستمر الانفتاح العربي على نظام الأسد، ويدعوان إلى حل الملف السوري وفق قرارات الأمم المتحدة.

اهتمام أمريكي بالسويداء

وتشهد محافظة السويداء منذ شهر احتجاجات في ساحة الكرامة، إذ يطالب المتظاهرون بإسقاط نظام الأسد، وتطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 للحل السياسي في سورية.

وكان أول تعليق أمريكي على احتجاجات السويداء صدر عن ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، في أغسطس/ آب الماضي خلال كلمتها في جلسة لمجلس الأمن.

وقالت إنه “في الأيام الأخيرة، شهدنا احتجاجات سلمية في مدن مثل درعا والسويداء، حيث دعا السوريون إلى تغييرات سياسية وطالب جميع الأطراف باحترام القرار (2254)، هذه هي المناطق التي بدأت فيها الثورة، ومن الواضح أن المطالب السلمية لم يتم التجاوب لها”.

وخلال الأيام الماضية برز الاهتمام الأمريكي بما يجري في السويداء من خلال اتصالات النواب الأمريكيين.

إذ قال النائب فرينش هيل لشبكة “CBS News” إنه ناقش مع الشيخ الهجري إحباطات السكان المحليين واحتجاجاتهم السلمية.

وأضاف أن “الهجري أبلغه أن قوات الحكومة السورية تقطع الوصول إلى المياه والكهرباء في المدينة”.

كما اتهم الشيخ الهجري حكومة الأسد والميليشيات بتهريب المخدرات في المنطقة، حسب هيل.

من جانبه، قال الكاتب ماهر شرف الدين في تسجيل مصور، إن هناك اهتماماً أمريكياً “واضحاً” لما يجري في السويداء.

وأضاف أن الهدف من الاتصالات هو “توجيه رسالة إلى محور الممانعة بدفع الثمن في حال تعرض الشيخ الهجري لأي خطر”.

وأشار شرف الدين إلى أن الحراك في السويداء لا ينتظر وعوداً من أحد، وفق تعبيره.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا