غليان شعبي و”ليلة طويلة”.. ماذا يحصل في ريف حلب؟

شهدت مدن عفرين وجنديرس ومارع بريف حلب الشمالي، ليلة الجمعة، مظاهرات غاضبة احتجاجاً على أسعار الكهرباء المرتفعة، وسرعان ما تطورت بجزء منها لعمليات حرق لمقار الشركات التي تغذي المنطقة بالشبكة.

وقال مراسل “السورية.نت” في ريف حلب، اليوم السبت إنّ “الاحتجاجات انطلقت في مدينة عفرين، وتطوّرت إلى اقتحام شركة الكهرباء ومقر المجلس المحلي، تزامناً مع إطلاق النار على المتظاهرين”.

وأضاف المراسل أنّ “الاحتجاجات قوبلت في مدينتي عفرين وجنديرس بإطلاق رصاص ما أسفر عن جرحى”.

وعثر المتظاهرون على جثة متفحّمة تعود لأحد المحتجّين داخل مجلس مدينة عفرين، كما قُتل أحد المشاركين في المظاهرات صباح اليوم بعد إصابته بطلق ناري خلال احتجاجات جنديرس.

“حالة طبيعية”

ورداً على اقتحام المتظاهرين شركة الكهرباء في مدينة عفرين، قالت الأخيرة في تعليق متداول، مساء أمس، إنها “تتعرض لأعمال إرهابية وتخريب ممنهج يستهدف البنية التحتية لقطاع الكهرباء، ويطال جميع المرافق والأقسام والأنظمة والبرمجيات وحرق وسرقة ونهب الحواسيب وكافة المعدات”.

من جهته وصف بيان لـ”اتحاد الإعلاميين السوريين” ما حصل بأنه “حالة انفجار غضب الشارع في عفرين ومدن أخرى”.

واعتبر البيان أن الأمر “كان متوقعاً وحالة طبيعية ضد شركة الكهرباء الاحتكارية وشركائها، كنتيجة وردة فعل على مقدمات كثيرة سابقة”.

وأوضح البيان أنّ “الاحتجاج السلمي جاء على قرارات شركة الكهرباء الجائرة، لإيقاف سلسلة ممارسات التجبّر والاحتكار والابتزاز، دون تقديم أي إجراء من شأنه احتواء الموقف ونزع فتيل أزمة كان يجدر بهم تجنبها”، بحسب تعبير الاتحاد الإعلامي.

وأشار إلى “إطلاق النار على المتظاهرين، في مشهد مؤسف للاعتداء الصارخ، والتعدي على كرامتهم وحرياتهم والاستهتار بالدماء”.

ولم يصدر حتى ساعة إعداد هذا التقرير أي تعليق من جانب تحالف “الجيش الوطني السوري”، بينما لم تعلن المجالس المحلية في ريف حلب أي موقف، بشأن ما حصل في ليلة الجمعة.

“تضامن مع الاحتجاجات”

ولاقت الاحتجاجات تضامناً واسعاً من ناشطين ومغرّدين لما اعتبروها “تجديداً لروح الثورة السورية”، بينما انتقد آخرون عمليات الحرق والتخريب التي طالت مقار الشركات ومقر المجلس المحلي.

الصحفي السوري ماجد عبد النور قال عبر “تويتر”: “القضية ليست قضية كهرباء، إنما القلوب ممتلئة والاحتقان الممزوج بالقهر بلغ عنان السماء، ستنفجر ثورة لا عقلانية تحرق الأخضر واليابس”، وفق تعبيره.

وتابع: “الفساد والظلم والجور بلغ أوجهه ومنتهاه. تتحمل تركيا المسؤولية الأولى عن كل ما يجري، فهي التي اختارت الفوضى والفشل بإصرارها التعامل مع الفاسدين”.

وكذلك الأمر بالنسبة للباحث السوري، أحمد أبا زيد، حيث قال: “هناك وضع قهري يرافقه عدم ثقة بجميع المؤسسات ينتظر أي سبب لينفجر، ما حصل ليلة أمس مؤشر لانفجار أكبر إن استمر وضع الشمال الحال”.

أما الناشط الإغاثي، عباس شمس الدين فاعتبر أن “التظاهر حق ضد الفساد، ومحاسبة الفاسدين حق. لكن بدون حرق وتخريب ممتلكات هي بالأساس من حق الشعب في عفرين”.

وكان أهال في عفرين قد دعوا، قبل يومين، إلى احتجاجات أمام مقر لجنة “رد المظالم” في المدينة، بعد رفض شركة الكهرباء المثول أمام اللجنة بعد وصولها عدة شكاوٍ عنها.

 

وكانت “الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية”، رفعت أسعار الكهرباء مؤخراً لتصل إلى 4 ليرات تركية ونصف لكيلو واط الكهرباء بعد الـ 100 كيلو واط الأولى.

 

وإلى جانب ارتفاع أسعار الكهرباء المستمر، تفاقمت ظاهرة “التقنين” وانقطاع التيار الكهربائي خلافاً للعقود المبرمة مع الشركة والمجالس المحلية في المدن والبلدات.

وتشهد مدن وبلدات منطقة ريف حلب الشمالي والشرقي، احتجاجات مستمرة على “التجاوزات والانتهاكات بحق الأهالي”، وللمطالبة بتحسين الواقع المعيشي والخدمي.

وكانت احتجاجات واسعة، خلال الشهر الماضي استمرت لأسبوع، أطاحت برئيس فرع الشرطة العسكرية في مدينة الباب على خلفية اشتراكه بإطلاق سراح عنصر سابق في قوات الأسد متورّط بجرائم تصفية واعتقال سوريين.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا