لأول مرة في تاريخ كأس العالم..تقنيات جديدة بـ”قطر 2022″

يترقب عشاق “الساحرة المستديرة”، انطلاق فعاليات كأس العالم في قطر، مساء الأحد20 نوفمبر/تشرين الثاني، في المباراة الافتتاحية التي ستجمع صاحب الأرض مع منتخب الإكوادور.

وهي المرة الأولى التي يقام فيها كأس العالم في العالم العربي، حيث جهزت له الدوحة من أكثر من عقد، وأنفقت نحو 300 مليار دولار تحضيراً للحدث العالمي، من خلال بناء الملاعب والفنادق وتطوير البنى التحتية لاستيعاب مئات آلاف المشجعين.

و يميز المونديال الحالي في قطر، ما سيشهده اللاعبون والمشجعون على حد سواء من التقنيات الجديدة، التي لم يسبق لها مثيل في كأس العالم، وأبرزها:

تقنية “التسلل شبه الآلية”

تشهد نسخة قطر 2022، تطبيق تقنية جديدة لكشف التسلل، ما سيساعد الأطقم التحكيمية على اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة في تحديد حالات التسلل.

ويعمل نظام التقنية الجديد بالذكاء الاصطناعي، عبر تركيب كاميرات، يصل عددها إلى 12 كاميرا، مثبتة تحت سقف الملعب.

وتهدف هذه الكاميرات إلى تعقب أطراف اللاعبين لاكتشاف ما إذا كانوا في وضع تسلل، ومتى تم إجراء التمريرة بالضبط، والموقع الذي كان فيه اللاعب المهاجم بالنسبة إلى اللاعبين المدافعين.

وترسل الكاميرات تنبيهاً إلى حكم مساعد الفيديو (VAR)، الذي بدوره يصدر توصيته لحكم الملعب لإيقاف اللعب بسبب التسلل.

وتساعد التقنية الجديدة حكام المباراة، على اتخاذ القرار الصحيح بسرعة في نصف ثانية، دون التسبب في إيقاف اللعب لفترات طويلة.

كرة “الرحلة”

كما تتميز الكرة التي ستُلعب بها المباريات رسمياً في كأس العالم، بتقنيات جديدة طورتها شركة “أديداس” للمونديال، وأطلقت على الكرة اسم “الرحلة” مستوحاة من ثقافة قطر.

وصممت الشركة الكرة باستخدام بيانات واختبارات صارمة، إذ جرى ضبط الكرة من الداخل لتحسين الدقة والثبات واتساق الحركة ودعم اللعب السريع، خاصة مع تحرك الكرة في الهواء، إضافة إلى دقة الارتداد.

ووضعت الشركة داخل الكرة جهاز استشعار يرسل بيانات تلقائية إلى غرفة حكام الفيديو خلال المباراة، بسرعة تقدر بـ500 مرة في الثانية، الأمر الذي سيحدد متى تم لعب لكرة بدقة أكبر، ما يساعد على اتخاذ قرارات تحكيمية دقيقة وسريعة.

أما الشكل الخارجي للكرة، فقد تم اعتماد جلدٍ صناعي محكم ومكون من 20 قطعة، وتعد أول كرة لكأس العالم تصنع حصرياً من الأحبار والمواد اللاصقة المائية.

تقنية التبريد

ما يميز كأس العالم في نسخته الحالية، إقامته في فصل الشتاء، إذ كان الموعد المحدد لإقامة البطولة عادة في الشهر السادس والسابع.

لكن الفيفا اضطر إلى تأجيل الحدث الكروي ستة أشهر إضافية، ولعبها في فصل الشتاء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة الكبيرة في قطر.

ورغم انخفاض درجات الحرارة هذه الأيام في قطر، ووصولها إلى 26 درجة تقريباً، إلا أنها تبقى شاقة على الجماهير واللاعبين القادمين من أوروبا وغيرها من المناطق، التي تعودت على درجات حرارة منخفضة.

وبسبب ذلك استثمرت الدوحة في تقنية التبريد، لخفض درجات الحرارة في الملعب إلى حدود 18 درجة مئوية تقريباً.

وابتكرَ فكرة تبريد الملاعب، الدكتور سعود عبد العزيز عبد الغني، الأستاذ في كلية الهندسة بجامعة قطر.

وتقوم الفكرة على تبريد الهواء من الخارج ومروره من مداخل خاصة توضع أسفل مقاعد الجماهير، إضافة إلى فوهات كبيرة لتبريد أرضية الملعب.

ويوجد تقنيات توزيع الهواء في الملعب، قبل أن يُسحب الهواء المبرد ويعاد تبريده مرة أخرى، وتنقيته مجدداً لإدخاله إلى الملعب.

ويقول عبد الغني إن “الأشخاص الذين يعانون من الحساسية لن يواجهوا مشاكل داخل الملاعب، لدينا أنقى هواء موجود”.

ملعب “974”

وأبرز ما يميز مونديال قطر هو الملاعب الثمانية، التي ستُقام فيها منافسات كأس العالم، وخاصة الملعب الذي يطلقُ عليه 974 القابل للتفكيك بالكامل.

ويتميز الملعب، الذي يعتبر أول ملعب قابل للتفكيك في تاريخ كأس العالم، ببنائه من 974 حاوية شحن بحري، في المنطقة الصناعية راس أبو عبود.

وسمي الملعب باسم 974 نسبة إلى عدد حاويات الشحن البحري التي استخدمت في بنائه، إضافة إلى أن الرقم 974 هو رمز الاتصال الدولي لقطر.

ويستوعب الملعب 40 ألف متفرج، حيث جرى تصميمه بطريقة مرنة تتيح إعادة تفكيكه والاستفادة من أجزائه، بعد إسدال الستار على منافسات البطولة.

ويستضيف الملعب سبعة مباريات في المونديال، تبدأ في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، بمباراة المكسيك وبولندا بالمجموعة الثالثة.

غرف حسية

وخصصت قطر غرفاً حسية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة للتمتع بكأس العالم، من خلال استحداث غرف مخصصة للأشخاص المصابين بالتوحد أو الذين يعانون اضطرابات في المعالجة الحسّية.

وهذه الغرف متوفرة في ثلاثة ملاعب، هي “البيت، ولوسيل، والمدينة التعليمية”، كما ستكون ست غرف مماثلة على مقربة من مناطق المشجعين الرئيسية.

وتتسع كل غرفة لعشرة أشخاص، مزودة بأدوات يمكن للأطفال والشبان أن يلتهوا بها إذا ما تعرضوا للتوتر بسبب الجو الضاغط في المدرجات، إذ يوجد في كل غرفة فرش ملونة للجلو، وحصائر حسّية للمسها، وأجهزة عرض، ومصابيح وألياف ضوئية مُنيرة.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا