لحل الملف الأمني.. النظام يفتتح أول مركز “تسوية” في السويداء

أعلن النظام السوري عن افتتاح مركز لـ “تسوية” أوضاع المطلوبين في محافظة السويداء، جنوبي سورية، بعد مساعٍ من جانبه لحل الملف الأمني في المحافظة.

وذكرت وكالة أنباء النظام “سانا”، اليوم الأربعاء، أن المركز سيُفتتح غداً الخميس، بمناسبة الذكرى الـ 49 لحرب تشرين.

وأشارت إلى أن المركز سيعمل على “تسوية أوضاع المطلوبين والفارين والمتخلفين عن خدمة العلم والخدمة الاحتياطية”.

وهذه المرة الأولى التي يتم فيها افتتاح مركز “تسوية” في محافظة السويداء، التي تشهد أحداثاً أمنية عدة بين مجموعات محلية وقوات الأسد، على غرار محافظة درعا المجاورة لها.

ويأتي ذلك بعد جهود من قبل النظام لحلحلة الوضع الأمني الذي تشهده السويداء منذ أشهر، حيث تم اقتراح فكرة مركز “التسوية” قبل أيام، خلال زيارة أجراها وفد أمني للمحافظة.

وذكرت مصادر خاصة من داخل مدينة السويداء لـ”السورية.نت”، قبل أسبوع، أن مدير إدارة المخابرات العامة، اللواء حسام لوقا، ووزير الداخلية في حكومة الأسد، محمد الرحمون، وصلا إلى المدينة في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، على رأس وفد أمني.

واجتمع الوفد مع عدد من مشايخ عقل الطائفة الدرزية، بينهم يوسف جربوع وحمود الحناوي.

من جانبها قالت شبكة “السويداء 24″، إن وفد نظام الأسد طرح “سلسلة من الاقتراحات تتضمن رؤية السلطة لحل الملف الأمني”.

ومن المقترحات “افتتاح مركز تسوية، وإجراء تسويات للمطلوبين إلى الخدمة الإلزامية، والتحاقهم بالخدمة بعدها، وتعزيز دور الضابطة العدلية ومهام الشرطة، والتوصل لاحقاً إلى حل مسألة السيارات غير النظامية، والسلاح غير المرخص”.

رعاية روسية سابقة

وكانت محافظة السويداء شهدت نهاية يوليو/ تموز الفائت، تحركات عسكرية للفصائل المحلية ضد مجموعات مدعومة من “الأمن العسكري” التابع لنظام الأسد، في محاولة منها “لإنهاء حالة الفوضى ووضع حد للانتهاكات من خطف وقتل وسرقة”، حسب تعبيرها.

وتمكنت تلك الفصائل، على رأسها “حركة رجال الكرامة”، من القضاء على 4 مجموعات، سواء عبر مداهمة مقراتها وقتل واعتقال عناصرها، أو من خلال اتفاق تسليم أسلحتها، وعلى رأسها مجموعة “راجي فلحوط”، المدعومة من مخابرات النظام العسكرية.

ويتهم أهالي السويداء جماعة “راجي فلحوط”، بارتكاب انتهاكات في المحافظة من خطف وقتل وسرقة، إلى جانب دعمها من الأمن العسكري التابعة لقوات النظام.

وسبق أن طُرحت فكرة “التسوية” في السويداء خلال العامين الماضيين، إذ شهد أواخر عام 2020  تحركات روسية غير مسبوقة، في خطوة لفرض اتفاق “تسوية” على غرار ما شهدته محافظة درعا، بعد السيطرة الكاملة عليها، منذ آب 2018.

وذكرت شبكات محلية حينها أن الضباط الروس طرحوا تسوية تتعلق بالفارين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية في صفوف قوات الأسد، إلا أنه لم يتم افتتاح مركز مخصص لذلك.

وفي فبراير/ شباط 2021، عملت الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد على إجراءات “تسوية” للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية من شبان محافظة السويداء، في وقت كانت فيه روسيا تواصل عمليات تجنيد شبان السويداء، تحت غطاء شركات أمنية محلية، من أجل نقلهم للقتال في ليبيا.

وتعتبر السويداء إلى جانب محافظة درعا أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، والتي تشهد خروج مظاهرات مناهضة له بين الفترة والأخرى.

وبينما تتركز الهتافات ضمن الاحتجاجات على الواقع المعيشي المتردي، تنسحب في أوقاتٍ إلى المطالبة بإسقاط الأسد، وخروج روسيا وإيران بشكل كامل من الأراضي السورية.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا