ماذا تريد “تحرير الشام” من عملياتها “خلف الخطوط”؟

أعلنت”هيئة تحرير الشام” عن تنفيذ ست عمليات خلف خطوط قوات النظام السوري، خلال الربع الأخير من العام الحالي 2022.

وتعتمد “تحرير الشام” صاحبة النفوذ الأكبر في إدلب شمال غربي سورية في هذه العمليات على عناصر “النخبة” من مختلف ألويتها، إضافة إلى مجموعات التي تسمى بـ”العصائب الحمراء”، والمتخصصة والمدربة على تنفيذها.

وتطلق “تحرير الشام” على تسلل عناصرها والاشتباك المباشر مع قوات الأسد في نقاطهم بالأسلحة الخفيفة داخل نقاطهم بـ”العملية الانغماسية”.

وفي حين يتمكن عناصر “تحرير الشام” من الانسحاب في بعض الأحيان، يستمروا  في الاشتباك في أحيان أخرى حتى يقتلوا.

و”العمليات الانغماسية” ليست بالأسلوب الجديد لدى “تحرير الشام”، لكن عملياتها المتكررة خاصة خلال الأشهر الأخيرة الماضية كان لها رسائل أرادت “تحرير الشام” إيصالها لعدة أطراف، وفق مراقبين تحدثت إليهم “السورية.نت”.

“قوة لا يستهان بها”

ورغم إعلان “الهيئة” بين حين وآخر عن قصف نقاط تمركز قوات النظام عن بعد في أرياف إدلب وحلب وحماة واللاذقية، إلا أن “عملياتها خلف الخطوط” لها تأثير ووقع مختلف.

ويرى الباحث في مركز “عمران للدراسات الإستراتيجية”، نوار شعبان، أن إطلاق “تحرير الشام” لمثل هذه العمليات “محاولة منها لإيصال رسالة أنها ماتزال قوة قادرة على تهديد الاستقرار الهش في هذه المنطقة”، وأن “قدرتها لا تقتصر على ضبط مناطق سيطرتها ومحاربة خلايا حراس الدين وتنظيم الدولة أو غيرهم”.

و”الرسالة” موجهة للجانب الروسي وللأطراف المؤيدة والموالية للنظام، بالتحديد، وتشي من جانب آخر أن “عناصر الهيئة قادرون على التسلل إلى خلف خطوط النظام وضرب نقاطه العسكرية”.

ويوضح شعبان لـ”السورية نت”، أن “تحرير الشام” في هذه الحالة “تضمن أن تؤخذ دائماً بعين الاعتبار كقوة لها كلمة في أي مرحلة من مراحل المفاوضات”.

“اتفاق يحكم إدلب”

وتخضع إدلب لاتفاق موسكو الموقع في 5 من آذار / مارس 2020، بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين.

نص الاتفاق في أبرز بنوده على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة على طريق “M4″، لكن هذه البنود لم تطبق بشكل كامل، نتيجة استمرار النظام وروسيا باستهداف منازل المدنيين في المنطقة، وتوقفت لاحقاً الدوريات المشتركة، مع هجمات صغيرة بين حين وآخر لقوات الأسد والقوات الخاصة الروسية.

في المقابل حافظ الاتفاق على خرائط السيطرة الجغرافية.

وبحسب إحصائية لـ”الدفاع المدني السوري“، قتل 61 شخصاً جراء قصف النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، بينهم 24 طفلاً و5 نساء، وأصيب 152 شخصاً بينهم 51 طفلاً و20 امرأة، منذ بداية العام الحالي حتى 5 من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.

واستجاب “الدفاع المدني السوري” خلال نفس الفترة، لأكثر من 450 هجوماً، من بينها نحو 60 غارة جوية وأكثر من 300 هجوم مدفعي، وأكثر من 30 هجوم صاروخي، إضافة لهجمات أخرى بأسلحة متنوعة بينها صواريخ موجهة وهجومان بقنابل عنقودية.

وقتل 10 مدنيين وأصيب 36 آخرين جراء 27 هجوماً شنته قوات النظام وروسيا بصواريخ موجهة على المدنيين، خاصة خلال عملهم في الأراضي الزراعية.

“6 عمليات في محاور مختلفة”

آخر عمليات “تحرير الشام” “خلف الخطوط” كانت يوم السبت الماضي، واحدة على محور داديخ شرقي إدلب نفذها مقاتلون من “لواء الزبير بن العوام”، وأخرى بمحور قرية البيضا بريف اللاذقية الشمالي نفذها مقاتلون من “لواء معاوية بن أبي سفيان”.

ونشرت معرفات “تحرير الشام” مقاطع مصورة للحظة اقتحام نقطة على محور داديخ ثم نسفها بعد الانسحاب منها.

وذكرت أنها قتلت وجرحت عدة عناصر وضباط من قوات الأسد، كما أوقفت هجوماً على محور ريف حلب الغربي.

وشن مقاتلو “العصائب الحمراء” في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، هجومين (عمليتين انغماسيتين) استهدفا مرابض المدفعية وراجمات الصواريخ في محوري قريتي جورين وترملا شمال غربي حماة.

وفي 5 من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، التفت مجموعة من “القوات الخاصة للواء عمر بن الخطاب” على مجموعة لقوات الأسد حاولت التقدم على محور “الفوج 46” بريف حلب الغربي.

سبقها عملية على محور جداريا بريف حلب الغربي في أيلول / سبتمبر.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا