مجرى صرف صحي في أكثر المناطق حيوية بإدلب.. ومنظمة تستجيب (صور)

بالقرب من شريانٍ حيوي (أوتستراد باب الهوى) يشق مجرى من الصرف الصحي المكشوف أراضي زراعية ومخيّمات نازحين وأبنية سكنية، مجاوراً عدة بلدات منها باتبو وكفرناصح بريف حلب الغربي، ومجمع “قصور سرمدا” السكني، ما يزيد من الأخطار الصحية على السكان المحليين.

وإلى جانب البلدات والتجمعات السكنية، تتأثر حوالي 5 مخيمات وهي (السلام والمحسنون والزربة وتل خزنة وزيتان) قرب بلدة باتبو، بالمخاطر الصحية والأمراض الجلدية نتيجة الميثان المنبعث من الصرف الصحي العشوائي.

الصرف الصحي يجاور شريان حيوي (طريق باب الهوى ـ إدلب) بالقرب من الأراضي الزراعية (السورية.نت)
الصرف الصحي يجاور شريان حيوي (طريق باب الهوى ـ إدلب) بالقرب من الأراضي الزراعية (السورية.نت)

“معاناة منذ سنوات”

منذ حوالي 4 سنوات، يعاني قاطنو مخيم “المحسنون” البالغ تعداده حوالي 2000 نسمة من أضرار الصرف الصحي، الذي يمر من منتصف المخيم، بحسب مديره “فراس علي الشيخ”، موضحاً أنّ “الصرف جلب للسكان الويلات على مدار سنوات التهجير، من أوساخ وروائح كريهة وأمراض معدية وجراثيم”.

ويضيف أنّ “متنفّس الأطفال الوحيد يقع بالقرب من الصرف الصحي، على اعتبار أنه يمر بالمخيّم، فيما لا توجد مساحات أخرى للعب أو التجوّل بالنسبة لهم. الآن هم الضحية الأكبر منه”.

نهر الصرف الصحي يمر داخل مخيم للنازحين قرب بلدة "باتبو" بريف حلب الغربي (السورية.نت)
نهر الصرف الصحي يمر داخل مخيم للنازحين قرب بلدة “باتبو” بريف حلب الغربي (السورية.نت)

من جهته، يقول عبد العزيز وهو من قاطني مخيم “المحسنون” لـ”السورية.نت” إنّ “معاناة المقيمين في المخيم من جرّاء الصرف الصحي تزداد شتاءً بسبب زيادة منسوبه لحد يصل إلى الطرقات”.

ويتابع: “يصل إلينا مختلف أنواع الحشرات والبعوض، وهناك أكثر من 15 حالة مصابة بـ اللشمانيا، بالوقت الحالي، بينما الأعداد في تزايد”.

ويؤكد أنّ “انقسام المخيم على طرفي نهر الصرف يزيد من معاناتنا، وتلحق الأضرار على وجه الخصوص الأطفال”.

ويشير عبد العزيز إلى أنّ “الأطفال نتيجة غياب خيارات اللعب أمامهم لا يجدون فرصة للتسلية إلا بمياه الصرف الصحي”.

“أمراض بالجملة”

يقول هاني المصطفى، وهو رئيس المجلس المحلي في بلدة “باتبو” غربي حلب إن “البلدة تسجّل حوالي 200 إصابة باللاشمانيا بسبب شريط الصرف الصحي”.

ويوضح لـ”السورية.نت” أنّ “أكثر من 10 آلاف نسمة من سكان البلدة وأكثر من 5 آلاف من القاطنين في مخيمات النازحين يعانون من أضرار الصرف الصحي.

وذلك نتيجة للأمراض المعدية والأوبئة والجراثيم التي يساهم في نشرها بين السكان المحليين وخاصةً مع تفشي وباء الكوليرا.

وتستعد منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” وهي إحدى مشاريع “المنتدى السوري” لإطلاق مشروع لتغطية الصرف الصحي المكشوف، بالتعاون مع المجلس المحلي.

ويعتبر “المصطفى” أنّ “مشروع تغطية الصرف الصحي من أفضل المشاريع الخدمية المقدّمة للبلدة”.

“2200 متر”

محمد قنّاص، وهو مدير مكتب سرمدا في منظمة “إحسان”  المنفذة للمشروع يقول لـ”السورية.نت” إنّهم “يهدفون إلى تغطية مياه الصرف الصحي المكشوفة على امتداد يصل إلى 2200 متر”، مبيناً أنّ “امتداد الصرف على مسافة أطول، لكن المشروع الحالي يغطّي فقط هذا الامتداد”.

ويوضّح قنّاص أنّ “المشروع يتضمن مدّ أنابيب بقطر 120 سنتمتراً، بعد الحفر في الأرض، حتى يقطع منطقة باتبو حيث المنطقة الأكثر ضرراً”.

وإلى جانب تغطية الصرف بأنابيب، يشير مدير مكتب المنظمة الإنسانية في سرمدا إلى أنّ “المشروع يتضمن أيضاً إنشاء محطة معالجة مياه صرف صحي باستطاعة إنتاجية 800 متر مكعّب في اليوم”.

ويلفت إلى أنّ “محطّة واحدة لا تستوعب الغزارة اليومية، نتيجة التوسع العمراني والكثافة السكانية التي تسجل تزايداً في المنطقة”.

فريق من منظمة "إحسان للإغاثة والتنمية" خلال معاينة مكان تنفيذ المشروع (السورية.نت)
فريق من منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” خلال معاينة مكان تنفيذ المشروع (السورية.نت)

“أضرار بيئية”

في غضون ذلك يعتبر قنّاص، الذي يسعى جاهداً من خلال مشاريع “إحسان” إلى توسعة المشاريع التي تحسّن من واقع الإصحاح والصرف الصحي والتلوّث البيئي، أنّ “مشاكل الصرف الصحي تؤثّر بشكل سلبي على المياه الجوفية، بسبب تغلغلها في باطن الأرض، ما يلحق ضرراً بمياه الشرب والآبار”.

ويشير إلى “أهمية مشاريع الإصحاح، لمكافحة الأمراض التي تلحق بالسكان المحليين، في وقت تنطوي مخاطر في استخدام مياه الصرف الصحي لري الأراضي الزراعية”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا