“منعطف خطر” في السودان.. لماذا اندلع الصدام بين رجال القيادة؟

يمر السودان بـ”منعطف خطر” بعدما دخلت عاصمته الخرطوم، صباح اليوم السبت في مواجهات مسلحة، بين قوتين الأولى هي الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان والثانية هي “قوات الدعم السريع” التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”.

ويدير كل من البرهان وحميدتي البلاد من خلال ما يسمى بـ”المجلس السيادي”، منذ انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وبينما تتولى “قوات الدعم السريع” قيادة نائب رئيس المجلس الفريق أول محمد حمدان دقلو، يقود الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة.

وتعثرت الخطوة المقترحة لتشكيل حكومة بقيادة مدنية لدمج “قوات الدعم السريع” في “الجيش الوطني”، خلال الأيام الماضية.

إذ أرادت “قوات الدعم السريع” تأجيلها لمدة عشر سنوات، لكن الجيش قال إن ذلك يجب أن يحدث في غضون عامين.

وكان هناك خلافات أخرى حول شروط دمج قوات حميدتي في الجيش.

لماذا اندلع الصدام؟

وعلى إثر الخلاف المذكور نشرت “الدعم السريع”، يوم الخميس، قوات قرب القاعدة العسكرية في مروي مع تصاعد التوترات، التي سبق وأن تحدث عنها صحفيون ووسائل إعلام، على مدى الأيام الماضية.

وقال البرهان، قبل أيام، إنه مستعد للتحدث مع الرجل الثاني في القيادة لحل الخلاف حول من سيقود جيشاً موحداً في حكومة مدنية مقترحة.

كما حثت القوى الغربية والزعماء الإقليميون على تهدئة التوترات والعودة إلى المحادثات الهادفة إلى استعادة الحكم المدني.

وفي حين كانت هناك مؤشرات يوم الجمعة على أن الوضع سيحل، سرعان ما انقلب ذلك مع ساعات صباح اليوم السبت، إذ انتشرت قوات كل من الطرفين ودخلت في مواجهات مسلحة ما تزال مستمرة حتى الآن.

وبعد ساعات من المواجهات أعلنت “قوات الدعم السريع” السيطرة على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم، وعلى المطار الدولي، ولكن الجيش من جهته قال إنه ما زال يسيطر على جميع القواعد والمطارات.

وقالت القوات التي يقودها حميدتي في بيان إنها سيطرت على مطار الخرطوم الدولي بالعاصمة وقاعدة مروي العسكرية بشمال البلاد.

وجاء البيان بعد أن أفاد شهود بإطلاق نار كثيف في أجزاء مختلفة من البلاد، وأضاف: “إزاء الهجوم الذي شنته قوة من القوات المسلحة صباح اليوم السبت (…) على قواتنا المتواجدة في أرض المعسكرات بسوبا (…) وهذا التعدي الذي تصدت له قوات الدعم السريع بكل بسالة وتضحية، فقد تمت السيطرة الكاملة على المواقع التالية: القصر الجمهوري، وبيت الضيافة”.

من جهته، اتهم الجيش السوداني “قوات الدعم السريع” بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى بعيد اعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.

وأكد الجيش في بيان إنه ما زال يسيطر على جميع القواعد والمطارات، مشيراً إلى أن قواته الجوية تنفذ عمليات لمواجهة قوات الدعم السريع.

وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لوكالة “فرانس برس”: “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”.

وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

من هي قوات “الدعم السريع”؟

ويقدر محللون عدد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد، وقائدها هو الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وانبثقت مما يُسمى ميليشيا الجنجويد المسلحة التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور واستخدمها نظام عمر البشير الحاكم آنذاك في مساعدة الجيش في إخماد تمرد.

ونمت القوات بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية.

وإضافة لذلك، نمت أعمال دقلو (حميدتي) التجارية بمساعدة من البشير، ووسعت أسرته ممتلكاتها في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية، بحسب وكالة “رويترز”.

في 2017، أقر قانون يمنح “قوات الدعم السريع” صفة قوة أمن مستقلة. وقالت مصادر عسكرية إن قيادة الجيش طالما عبرت عن قلقها إزاء نمو قوات حميدتي ورفضت دمجها في صفوفها.

في أبريل/نيسان 2019، شاركت “قوات الدعم السريع” في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبشير.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقع حميدتي اتفاقاً لتقاسم السلطة جعله نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

كما شاركت قواته في انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021 الذي عطل الانتقال إلى إجراء انتخابات، ومنذ ذلك الوقت يقول حميدتي إنه يأسف لحدوث الانقلاب، وعبّر عن موافقته على إبرام اتفاق جديد لاستعادة الحكومة المدنية الكاملة.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا