“مهاجر ضد مهاجر”.. اليونان “توظف لاجئين” في عمليات الإبعاد باتجاه تركيا

قالت منظمة “هيومن رايتش ووتش” إن الشرطة اليونانية وظفت لاجئين ومهاجرين عرب وأفغان وباكستانيين، بهدف إشراكهم في عمليات إبعاد طالبي اللجوء الجدد، وإعادتهم إلى الحدود مع تركيا.

وأورد تقرير للمنظمة شهادات لأكثر من 20 لاجئاً ممن أكدوا تواجد مهاجرين باكستانيين وأفغان وعرب مع الشرطة اليونانية، وأن هؤلاء هم من أبعدوهم إلى الضفة التركية، بواسطة قوارب عبرت بهم نهر إيفروس، وألقتهم في وسطه، بعد ضربهم وأخذ نقودهم. 

كما نشر التقرير شهادات لمهاجرين وطالبي لجوء، كانوا محتجرين على الحدود البرية بين اليونان وتركيا عند نهر إيفروس، قبل أن يتم تسليهم لرجال ملثمين أجبروهم على ركوب قوارب صغيرة، وتوجهوا بهم إلى منتصف النهر، ليلقوا بهم هناك، بهدف دفعهم إلى العودة إلى تركيا.

وفق شهادات الناجين، فإن أشخاصاً يتحدثون العربية، أو إحدى لغات جنوب آسيا، كانوا يقودون القوارب التي تعيدهم إلى تركيا، ومعظمهم كانوا يرتدون زياً أسوداً شبيه بالملابس العسكرية، ويغطون أوجههم بأقنعة. 

ثلاثة من أصحاب الشهادات قالوا إنهم تحدثوا مع سائقي القوارب، وقالوا لهم إنهم أيضاً مهاجرون، ووظفتهم الشرطة اليونانية لمدة 3 أشهر، للقيام بتلك المهمات، مقابل وعود بتزويدهم بوثائق تخولهم التحرك بحرية داخل اليونان، كما تمكنهم من السفر لدولة أخرى.

ووصف شاب أفغاني آخر يبلغ من العمر 18 عاماً، تجربته بعد أن نقلته الشرطة اليونانية من مركز الاحتجاز إلى النهر، بقوله: “على الحدود كان هناك أشخاص آخرون ينتظروننا، من لغتهم تمكنا من تحديد أنهم باكستانيون أو عرب. أخذ هؤلاء الرجال نقودنا وضربونا. ألقوا بنا في وسط النهر”.

المنظمة الحقوقية أوردت في تقريرها، شهادة كانت منظمة “جسور” غير الحكومية قد نشرتها في 2021، للاجئ سوري تم إبعاده إلى تركيا، قال فيها “كان هناك ضابطان آخران مع القارب على جانب النهر (…) أحدهما سوري، ويتحدث بالعربية ويرتدي ملابس سوداء”.

وعثر في 2 فبراير/ شباط الماضي على جثث 22 من المهاجرين المتوفين جراء الصقيع في ولاية أدرنة التركية المتاخمة لليونان، وقال المسؤولون الأتراك إنه ليس لديهم معلومات حول جنسيات الضحايا.

وتعليقا على الحادثة، نشر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو تغريدة على “تويتر”، أرفقها بصور مموهة لجثث على جانب طريق، وأكد أن هؤلاء الضحايا من بين 22 مهاجرا أبعدتهم وحدات الحدود اليونانية، وجُردوا من ملابسهم وأحذيتهم.

ولم تنف اليونان وفاة أو طرد هؤلاء اللاجئين، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليقاً على الحادثة، بأنها ليست المرة الأولى التي تمارس فيها اليونان هذا النوع من السلوك.

تضاعف الانتهاكات

وأعربت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، في 18 فبراير/ شباط 2022، عن قلقها إزاء زيادة وفيات المهاجرين غير الشرعيين على الحدود بين تركيا واليونان، ورفضها إعادتهم قسراً من الحدود اليونانية.

وذكرت المنظمة أن أول شهرين من العام الحالي شهدا مصرع 21 مهاجراً على الحدود، مضيفة أن الرقم يمثل أكثر من ضعفي وفيات الفترة ذاتها من العام الفائت.

وأبدت قلقها من زيادة عدد الوفيات، “ومن سوء معاملة المهاجرين في المنطقة رغم المناشدات التي أطلقتها المنظمة حتى الآن”.

وأكدت على “أنه من غير المقبول معاملة المهاجرين بهذه الطريقة، وضرورة إيلاء الأولوية لإنقاذ أرواح المدنيين الذين يعانون وضعا صعبا”.

وأفادت المنظمة بحصولها على شهادات تفيد بوجود حالات مثل إبعاد المهاجرين والترحيل الجماعي، واستخدام القوة ضد الذين يريدون عبور حدود اليونان.

وأضاف البيان، أن مثل هذه الأفعال لا تتماشى مع التزامات الدول بمبدأ عدم الترحيل وفق القانون الدولي والإقليمي.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا