مهمة “سرية” يقودها رئيس المخابرات المصرية في دمشق

كشفت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية والمقربة من نظام الأسد عن زيارة “سرية” أجراها رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل إلى العاصمة دمشق.

وذكرت الصحيفة في تغريدة عبر حسابها الرسمي في “تويتر” اليوم الاثنين، أن عباس كامل زار دمشق يوم الاثنين الماضي، والتقى عدداً من “المسؤولين السوريين”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها: “عباس كامل تم استقباله من قبل اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني، وبحث معه تطورات الحرب على الإرهاب في سورية ومستجدات الأوضاع في المنطقة”.

وتعتبر زيارة كامل إلى دمشق لافتةً، كونها تأتي بصورة مفاجئة، في الوقت الذي يسود فيه توتر بين تركيا ونظام الأسد، في محافظة إدلب شمالي سورية.

ولم يعلن نظام الأسد بشكل رسمي عن زيارة كامل إلى دمشق وللقائه علي مملوك، كما لم تتطرق وسائل الإعلام المصرية الرسمية إلى اللقاء المذكور أيضاً، حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

“تحالف أمني لمواجهة تركيا”

وكانت صحيفة “العربي الجديد” قد نشرت تقريراً، في 2 من آذار الحالي، قالت فيه إن اللواء عباس كامل “يواصل جهوده في الوقت الراهن من أجل تشكيل تحالف أمني استخباراتي لمواجهة الوجود التركي في المنطقة العربية”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها قولها إن “اجتماعاً جرى في القاهرة الأسبوع الماضي تحت مسمى المنتدى العربي الاستخباري، بحث مسألة التدخّل التركي في المنطقة”.

وبحسب المصادر فإن “المنتدى انتهى بتوصية خاصة يتم رفعها للقيادات السياسية، بضرورة إعادة سورية إلى الجامعة العربية، وإنهاء تجميد عضويتها في أسرع وقت، وضرورة وجود دمشق خلال القمة العربية المقبلة في الدورة التي ترأسها الجزائر”.

وأشارت الصحيفة إلى “تنسيق من قِبل المحور المصري- الإماراتي- السعودي، بتنفيذ من القاهرة، بشأن تقديم الدعم اللازم لنظام الأسد، وقيادة مواجهة غير مباشرة مع تركيا على الأراضي السورية”، لافتةً إلى أن “الملف السوري من المقرر أن يشهد نشاطاً واسعاً ضد أنقرة خلال الفترة المقبلة”.

لقاء سابق بين مملوك وكامل

وليست المرة الأولى التي يلتقي فيها علي مملوك وعباس كامل، إذ سبق وأن زار مملوك العاصمة المصرية القاهرة، في كانون الأول من عام 2018.

وقالت وكالة أنباء نظام الأسد (سانا)، حينها، إن مملوك زار مصر بدعوة من رئيس جهاز المخابرات المصرية، عباس كامل.

وأضافت “سانا” أن الطرفان عقدا لقاء ثنائياً بحثا خلاله “مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب”.

وكان الرئيس المصري السابق، محمد مرسي قد اتخذ موقفاً مؤيداً للمعارضة السورية، وهاجم الأسد وقرر قطع العلاقات معه، وهو ما خالف التوجه الذي سار عليه الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، والذي دعم بتصريحاته النظام و”الجيش السوري” ضد ما وصفه بـ”العناصر المتطرفة”.

“وثائق استخباراتية”

في سياق ما سبق كانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية قد نشرت وثائق، في حزيران من العام الماضي، قالت إنها موجهة من المخابرات العامة المصرية إلى وزارة الخارجية وإدارات إعلامية بشأن ملفات سبع دول، بينها سورية.

وقالت الصحيفة، في ذلك الوقت، إن الوثائق تضمنت توجيهات وتنبيهات تخص الملفات الخارجية لدول سورية واليمن وليبيا والسودان والجزائر وقطر وتركيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق حُددت من قبل مدير المخابرات، اللواء عباس كامل، بمتابعة من الرئاسة، وتتضمن ما يجب وما لا يجب قوله والعمل به.

وبشأن سوريا، طلبت المخابرات من الخارجية والإعلام إبراز أهمية سوريا لمصر، وتسليط الضوء على التاريخ المشترك للبلدين، إلى جانب “ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مع الترويج لدعم خيارات الشعب، لكن مع رفض أي تدخل خارجي في شؤونه، وضرورة انسحاب أشكال الوجود الأجنبي كافة”.

كما طلبت إبراز دور مصر وتحركها ودعمها للحل السياسي، ورفض أي أجندات انفصالية، وإبراز الدور الذي تقوم به أمريكا وفرنسا وتركيا في دعم قوميات أخرى، إضافة إلى ترحيب مصر باللاجئين السوريين.

وبحسب الصحيفة، فإن الوثائق شددت على استعادة سوريا لمحيطها العربي (الجامعة العربية)، والتركيز على دور تركيا ودعمها لـ “منظمات إرهابية” وتحديد أطماعها التاريخية في سوريا وحشدها ضد الكرد، ومساعيها لتغيير الهوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتعزيز وضعية التركمان في مناطق نفوذها.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا