نعوة وضغوط و”تبديل طرابيش”..ماذا يحصل في “الائتلاف السوري”؟

يشهد البيت الداخلي لـ”الائتلاف السوري”، صراعاً وخلافات بشأن اسم الرئيس الجديد، الذي من المقرر أن يتم اختياره يوم غد الثلاثاء، ضمن آلية أثارت الكثير من الجدل، ودفعت أعضاء حاليين وسابقين لشن هجوم وانتقادات.

ونشر الرئيس الأسبق لـ”الائتلاف” أحمد معاذ الخطيب، تغريدة عبر موقع “x”، قال فيها: “أنعي إلى جميع السوريين: وفاة الائتلاف الذي كان معارضاً”.

وأشار إلى وجود “تهديد مُشين لإجبار أعضائه على التصويت لقيادة مفروضة عليه”، معتبراً أن “حزب البعث الستاليني لم يستطع إركاع السوريين، ولن تستطيع عقلية فتافيته الوصاية عليه بالإجبار اليوم”.

وشارك الخطيب رسالة وجهها الرئيس السابق للائتلاف، نصر الحريري، ونقل فيها كلاماً عن رئيس “الحكومة السورية المؤقتة”، عبد الرحمن مصطفى، إذ قال إنه سيتم انتخاب هادي البحرة رئيساً جديداً للائتلاف بالإجبار.

واعتبر البيان المنسوب للحريري، أن تركيا تمارس ضغوطات باتجاه اختيار شخصيات محددة لقيادة الائتلاف.

كما اتهم في البيان، أجسام الائتلاف، بـ”توفير الفرصة للتدخلات الخارجية لتوجيهه والإملاء عليه”، رغم تأكيده “تقدير الموقف التركي من القضية السورية، وتجربة تركيا في الديمقراطية”.

ومن المقرر أن يجري “الائتلاف” “انتخابات” لاختيار اسم رئيسه الجديد، يوم غد الثلاثاء، في ظل الحديث عن محاولات “فرض” اسم هادي البحرة، والذي يشغل منصب الرئيس المشترك لـ”اللجنة الدستورية السورية”.

“الخلافات إلى العلن”

وبدأت الانتقادات تخرج للعلن، خلال الأسبوعين الماضيين، من قبل أعضاء في الائتلاف،  بينهم نصر الحريري، ونائب الرئيس ربا حبوش، من حيث الطريقة التي تتم فيها الانتخابات.

وتمت الإشارة بشكل مباشر إلى أن “منصب الرئاسة”، سيكون من نصيب هادي البحرة.

وقال نصر الحريري في وقت سابق، إن هادي البحرة عضو دائم في الهيئة السياسية، ولا يمكن أن تخلو القوائم الثابتة الجاهزة في كل دورة من اسمه.

من جهتها طالبت ربا حبوش، بعملية انتخابية ديمقراطية شفافة داخل الائتلاف، تمنع فيها التفويضات ويمنع إدخال الهاتف المحمول لغرفة التصويت.

وشبهت حبوش في رسالة تداولتها وسائل إعلام، آلية التفاوض في “الائتلاف” بالانتخابات في مناطق سيطرة النظام، إذ تُجمع البطاقات الشخصية للمشاركين بالانتخابات من قبل شخص واحد، وينتخب عوضاً عنهم، دون استشارة صاحب البطاقة.

وفي 23  أغسطس/آب الماضي، سُرّبت رسالة أخرى نُسبت لحبوش، طالبت فيها بتغيير آليات التصويت وعقد اجتماعات “الائتلاف” بطريقة علنية، كمحاولة لبناء ثقة جديدة مع السوريين، وإصلاح الأخطاء والعثرات التي يعانيها.

“لعبة تبديل طرابيش”

وتأسس “الائتلاف الوطني السوري” في تشرين الثاني 2012، في العاصمة القطرية الدوحة، إذ قدم نفسه كـ”مظلة جامعة لقوى الثورة والمعارضة” ضد نظام الأسد.

لكن هذا “المظلّة”، ومنذ تأسيسها لاقت انتقادات كثيرة من قبل سوريين، فيما اعتبرها آخرون أنها لم تقدم “تقدماً سياسياً ملموساً” من شأنه أن يخدم قضية ملايين السوريين، المناهضين للنظام.

ولم يصدر أي بيان رسمي من جانب “الائتلاف” بشأن الأصوات التي خرجت على العلن، من  أعضاء حاليين وسابقين فيه،  بينهم الحريري وحبوش ومعاذ الخطيب.

وكتبت الناشطة السياسية السورية، عالية منصور في موقع “x”: “شو تأثيره بالملف السوري حتى في ناس مهتمة بأخباره؟”.

وأضافت: “اعتراض البعض على نية الأتراك تعيين هادي البحرة رئيساً للائتلاف، يعني إذا عينوا غير هادي هيدا الائتلاف رح يصير ممثل الثورة؟. فخار يكسر بعضه”، حسب تعبيرها.

واعتبر الكاتب والأكاديمي السوري المعارض، عبد الباسط سيدا:”يبدو أن أصحاب لعبة تبديل الطرابيش في الائتلاف قد سدوا آذانهم كي لا يسمعوا آراء وانتقادات السوريين المناهضين لفساد وإفساد واستبداد سلطة آل الأسد، ولم تعد مأسي السوريين خاصة الأهل في المخميات تهمهم”.

وتابع: “لذلك نقترح عليهم أن يُمعن كل واحد منهم النظر في نفسه أمام المرآة، ويحكّم ضميره”.

من جهتها قالت الباحثة السورية، رهف الدغلي عبر “x”، إن “الائتلاف يقدم اليوم صورة عن فشل ممارسة أدنى مبادئ التداول الديمقراطي للسلطة”.

واعتبرت من “المؤسف أن يتم تقديم شعارات عن الكرامة والحرية كنقاط ارتكاز من قبل هذه المؤسسة، دون إدراك أنه لا مجال للإصلاح، وأن المخرج هو استقالة أعضائه”.

وتابعت الدغلي: “لا يمكن لمؤسسة تدعي تمثيلها من قبل دول إقليمية أن ترهن قرارها الخارجي والداخلي أيضا، وتصبح بموضع التابع الفاقد لأدنى مقومات أدوات صنع القرار أو الاعتراض عليه”.

قد يعجبك أيضا