هل عرقلت زيارة حلفاء النظام خطوات التطبيع مع تركيا؟

تسارعت التصريحات حول مسار التقارب بين نظام الأسد وتركيا،  منذ لقاء موسكو في 28 كانون الأول / ديسمبر الماضي، إذ تسارعت بعض المواقف بين رافضين وداعين لحث الخطى في هذا المسار.

لكن هذا التسارع شهد نوعاً من الهدوء أو تسكين الخطوات، بعد زيارات مسؤولين من الدول الحليفة للنظام إلى دمشق، ولقائهم برئيس النظام.

حيث زار دمشق خلال الشهر الحالي وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ثم مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، وأخيراً وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

العودة إلى التلويح بالعمل العسكري

أعاد إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية، التلويح بإمكانية شن تركيا عملاً عسكرياً في الشمال السوري ضد “قوات سوريا الديمقراطية”.

وقال قالن في تصريحه لوسائل إعلام السبت، إن العملية العسكرية ما تزال خياراً مطروحاً اعتماداً على مستوى التهديد الذي تواجهه بلاده.

ونشرت وزارة الدفاع التركية أمس السبت، مقطعاً مصوراً قالت إنه لعمليات استهداف مواقع “وحدات حماية الشعب” و”حزب العمال الكردستاني” شمالي سورية.

وفي 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2022، أطلقت تركيا عمليتها (المخلب السيف) في سورية والعراق، لكنها اقتصرت على القصف المدفعي والغارات الجوية، مع التهديد بعملية برية.

وتراجعت حدة القصف والتهديد بعد المعارضة الأمريكية والروسية لعملية برية، بالمقابل تصدرت فكرة العمل العسكري ضد “قسد” مطالب الأتراك في محادثات التطبيع مع روسيا ونظام الأسد.

تأجيل المحادثات الوزارية

وبالنسبة لاجتماع وزراء الخارجية (تركيا وروسيا ونظام الأسد) والذي كان من المتوقع أن يعقد خلال الشهر الحالي، تحدث قالن عن إمكانية عقده منتصف شباط / فبراير المقبل.

وكانت روسيا تحاول عقد الاجتماع المرتقب منتصف الشهر الحالي (اليوم)، بينما أنقرة حاولت التمهل، إذ رد جاوويش أوغلو على طلب نظيره الروسي سيرغي لافروف، بأنه يجب التحضير الجيد للقاء وعقده في الوقت الذي تكون فيه الأطراف مستعدة.

وأكد أوغلو الخميس الماضي على أنه لا يوجد موعد محدد لعقد محادثات وزراء الخارجية، مشيراً إلى أنه قد يعقد في أقرب وقت ممكن.

من ناحية أخرى، اعتبر بشار الأسد خلال لقائه مع لافرنيتييف يوم الخميس، أن “إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب” في الشمال السوري، هي الأهداف والمبادئ والثوابت التي يمكن البناء عليها للوصول إلى نتائج ملموسة.

وهو ما تكرر عل لسان وزير خارجية النظام فيصل المقداد، في مؤتمر صحفي مع حسين أمير عبد اللهيان أمس.

ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن مصدرين تركيين قولهما إن أنقرة “رفضت أحد مطالب دمشق الأساسية وهو: تصنيف جميع الجماعات المتمردة السورية على أنها إرهابية”.

زيارات الحلفاء المتتالية..بن زايد أول الواصلين

في الرابع من الشهر الحالي، وصل وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى دمشق، حيث التقى رئيس النظام، وذلك بعد حوالي أسبوع من محادثات وزراء دفاع وقادة أجهزة استخبارات النظام وروسيا وتركيا في موسكو.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”، أن بن زايد والأسد ناقشا “عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنها تطورات الأوضاع في سورية ومنطقة الشرق الأوسط”.

أما روسيا الراعي الأساسي للمحادثات، فقد التقى مبعوث رئيسها إلى سورية ألكسندر لافرنتييف مع الأسد في 12 الشهر الحالي.

وقال لافرنيتييف إن بلاده تقيّم إيجابيًا اللقاء الثلاثي بين وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا، مشيراً إلى “أهمية متابعة هذه اللقاءات وتطويرها على مستوى وزراء الخارجية”، وفق “سانا”.

إيران الداعم الأكبر

الزيارة الأبرز إلى دمشق، كانت لوزير خارجية إيران عبد اللهيان قبل يومين.

وصرح عبد اللهيان قبل وصوله، أن بلاده “سعيدة بالحوار بين سورية وتركيا(..) ويمكن أن ينعكس إيجاباً لمصلحة البلدين”، لكنه أشار في ذات السياق إلى ضرورة العمل وفق مسار “أستانة” و”أن تكون سورية حاضرة”.

وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مع نظيره المقداد، إن “سورية وتركيا بلدان مهمان في المنطقة، ولطهران علاقات متميزة وجيدة مع كليهما. نحن سعداء بأن الجهود الدبلوماسية التي بذلناها أدت إلى أن يأخذ الحوار مكان الحرب”.

وأشار إلى استمرار بلاده في “جهودها الدبلوماسية من أجل التقارب وحل المشاكل العالقة بين سورية وتركيا”.

الصحفي السوري رائد جبر يرى أن خطوات التطبيع بين تركيا والأسد ستتم مباركتها عبر محادثات “أستانة”، بمعنى أن إيران ستشارك بشكل أو بآخر بهذا الموضوع.

وأوضح لـ “السورية نت” أنه في حال مضت مسارات التطبيع، سيكون هناك نوع من التعنت لدى الإيرانيين في البدايات، وربما محاولة دفع النظام إلى التعنت أكثر في مطالبه وهو يخوض نقاشات صعبة وتفصيلية مع الجانب التركي في مسار التطبيع.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا