هل يمكن أن يتردد صدى “غرق موسكفا” الروسي في سورية؟

غرق الطراد الروسي “موسكفا” في 15 من أبريل / نيسان الحالي، بعدما حاولت القوات الروسية جره إلى ميناء سيفاستوبول، جراء تعرضه لضربة بصاروخ تبنت أوكرانيا إطلاقه.

ورغم نفي موسكو لرواية كييف بشأن ما حصل، تصر الأخيرة على أن الطراد قد أغرق بصاروخين مضادان للسفن من نوع “نبتون”.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي في وقت سابق لشبكة “CNN”: “هذه ضربة كبيرة لأسطول البحر الأسود. سيكون لهذا تأثير على قدراتهم”.

وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد السبب الدقيق لغرق السفينة.

وأضاف “نحن أيضاً لسنا في وضع يسمح لنا بدحض رواية الجانب الأوكراني”.

وتابع: “من المعقول والمحتمل بالتأكيد أنهم ضربوا هذا بصاروخ نبتون أو ربما أكثر”.

ماذا يعني زوال الطراد؟

وبغرق “موسكفا” الذي يزن 12.490 طناً يكون هو أكبر سفينة حربية يغرقها عدو لروسيا، منذ الحرب العالمية الثانية.

كما يشكل غرقه أكبر خسارة بحرية لروسيا منذ 1905 ومعركة تسوشيما ضد الإمبراطورية اليابانية يومها، بحسب مصادر غربية متقاطعة.

ووفق وكالة “ريا نوفوستي” الروسية خضع الطراد لعمليتي تجديد وتحديث كبيرتين، آخرهما بين عامي 2018 و2020. ويمكن أن يصل طاقمه إلى 680 عنصراً.

وكانت الحرب الأولى التي شارك فيها في جورجيا في أغسطس/ آب 2008، ليكون عقب ذلك طرفاً في الحرب الروسية ضد السوريين، عندما تدخلت موسكو في عام 2015 إلى جانب النظام السوري.

ونشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً، اليوم السبت أوضح فيه أن “موسكفا” وقبل إصلاحه في 2016 قاد بشكل متكرر الأسراب العسكرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط، والتي كانت مجهزة بشكل أساسي بسفن أسطول البحر الأسود.

وجاء في التقرير: “قضية زواله بالنسبة لموسكو متروكة للنقاش، وخاصة حول ما إذا كان غيابه سيضعف التجمع الروسي في البحر الأبيض المتوسط، وقدرة روسيا على نشر القوة في سورية”.

“دور كبير في سورية”

ودخلت السفينة الخدمة في عام 1982 ويمكن اعتبارها الآن قديمة.

لكن في أثناء مشاركتها بالحملة الروسية في سورية، لعبت دوراً مهماً في توفير الدفاع الجوي للقواعد الروسية في حميميم وطرطوس الساحلية.

وقبل أسبوع أشارت وكالة “رويترز” إلى أن موسكو لن يكن بمقدورها تعويض “موسكفا”، حيث تمتلك روسيا سفينتين أخريين من نفس الفئة فقط.

وهما “مارشال أوستينوف” و”فارياج”، والتي تخدمان على التوالي مع أسطول روسيا الشمالي، والمحيط الهادئ.

بدوره أوضح مسؤول في “البنتاغون” أن تركيا بموجب اتفاقية مونترو “تمنع السفن الحربية من دخول البحر الأسود، ولن يكون بمقدورهم (الروس) أن يستبدلوا البارجة بأخرى من طراز سلافا”.

وتتحكم أنقرة في الوصول إلى البحر الأسود من خلال معاهدة مونترو الموقعة عام 1936 والتي تضمن حرية إبحار السفن التجارية في وقت السلم، وتمنحها حق منع السفن الحربية من عبور مضيقي البوسفور والدردنيل في حال النزاع، لا سيما إذا كانت تركيا نفسها مهددة أو إذا كانت هذه السفن عائدة إلى قواعدها.

ووفق “المونيتور” فقد “شكل إغلاق تركيا لمضيق البحر الأسود أمام جميع السفن الحربية تحديات لقدرة موسكو على ضمان أنشطة وحدتها في سورية”، رغم أن المجال الجوي التركي لا يزال متاحاً للطائرات الروسية المتجهة إلى سورية.

وأضاف: “تم تنفيذ عمليات الإمداد والتجديد المبكر للقوات الروسية في سورية من خلال ما يسمى بالخطوط السورية السريعة – وهو مصطلح يستخدم في وسائل الإعلام الروسية لوصف الرحلات المنتظمة لسفن الإنزال الروسية إلى سورية”.

وفي الوقت الحالي كانت معظم سفن إنزال الدبابات الروسية، بما في ذلك سفن أسطول البلطيق والشمال، عالقة في البحر الأسود خلال الحرب الروسية في أوكرانيا، بعد إغلاق المضائق.
علاوة على ذلك، تم توريد المجموعة الروسية في سورية عبر ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود.

“بدائل”

ويرى كمران حسنوف، الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي أن إغلاق المضائق بالنسبة لروسيا لا يمثل مشكلة كبيرة لإمداد مجموعتها السورية.

وقال لـ”المونيتور” إنه بينما كانت المضائق مغلقة أمام السفن الحربية، يمكن إيصال كل ما هو مطلوب إلى سورية على متن سفن مدنية، من البحر الأسود ومن بحر البلطيق وموانئ روسية أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، هناك جسر جوي قيد التشغيل، وهو قادر على توصيل جميع البضائع الضرورية بسرعة.

ويجب أيضاً أن يؤخذ في الاعتبار أنه في حالة حدوث تصعيد حاد للوضع في سورية، ستكون روسيا قادرة على زيادة عدد قواتها الجوية في سورية بسرعة، وكذلك إرسال قواتها المحمولة جواً إلى هناك.

ولم تغلق إيران والعراق مجالهما الجوي في وجه روسيا، بما في ذلك لغرض استخدامه لدعم العمليات في سورية.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا