والدة “أوستن تايس”: نأمل أن يناقش بايدن القضية مع أمير قطر

تأمل والدة الصحفي الأمريكي، أوستن تايس المحتجز في سورية منذ عام 2012، أن تكون قضية ابنها على جدول الأعمال، عندما يزور أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني البيت الأبيض.

ومن المقرر أن تكون الزيارة يوم الاثنين المقبل، على أن يلتقي آل ثاني الرئيس الأمريكي، جو بايدن.

وكان “تايس” قد أجرى زيارة إلى سورية في صيف عام 2012 لتغطية أحداث الثورة، لكن تم اعتقاله على حاجز قريب من دمشق، بحسب المعلومات الصادرة عن الخارجية الأمريكية، وهو صحفي، وجندي سابق في قوات البحرية الأمريكية.

ويتهم النظام السوري باختطافه واحتجازه فيما بعد، بينما تنفي حكومة الأخير أي علاقة باختطاف المواطنين الأمريكيين في سورية.

إذ قال فيصل المقداد، وزير خارجية الأسد، عام 2016، إن “أوستن تايس ليس موجوداً لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.

وذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، اليوم السبت أن “قطر تتمتع بتاريخ طويل من التوسط في إطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك الأمريكيين مثل الرقيب في الجيش، بو بيرجدال”.

وأخبرت ديبرا تايس (والدة الصحفي) الموقع الأمريكي أنها تعتقد أن “قطر يمكن أن تساعد في تأمين حرية أوستن، إذا حصلت على موافقة من الولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات شديدة على نظام الأسد في سورية”.

واعتبرت ديبرا تايس أن سياسة إدارة بايدن الحالية تجاه سورية “تتجاهل حتمية بقاء الأسد في السلطة، وهذه الآن أفضل فرصة منذ سنوات لتأمين إطلاق سراح ابنها”.

وتابعت: “أعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تنتبه إلى أن الأمور تتغير بسرعة في الشرق الأوسط، وأن جيران سورية حريصون جداً على حل النزاع. إعادة أوستن إلى الوطن سيزيل عقبة أمام بعض هذا التقدم”.

“سياقات”

واستعرض “أكسيوس” عدة سياقات تخص قطر ومدى إمكانيتها في لعب دور “الوسيط”، حيث أشار إلى أنها “غالباً ما تتخطى ثقلها في الشؤون الدولية من خلال العمل كوسيط بين الغرب وخصومه، بما في ذلك الجماعات المتطرفة مثل طالبان وحماس”.

في عام 2014، توسطت قطر في مفاوضات سرية للإفراج عن بيرغدال من طالبان، مقابل الإفراج عن خمسة من معتقلي خليج غوانتانامو، الذين تم نقلهم إلى الحجز القطري في الدوحة.

في نفس العام، سهلت قطر الإفراج عن الكاتب الأمريكي بيتر ثيو كيرتس من فرع تنظيم “القاعدة” في سورية.

في عام 2017، قال الموقع الأمريكي إن “قطر دفعت ملايين الدولارات كفدية مقابل إطلاق سراح 26 رهينة، من بينهم أفراد من العائلة المالكة، محتجزين لدى الجماعات المرتبطة بإيران والقاعدة في العراق وسورية”.

كما تقدم قطر الدعم لمركز ريتشاردسون الذي أمّن الإفراج عن الصحفي الأمريكي، داني فينستر من ميانمار في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتستضيف قطر أيضاً نهائيات كأس العالم، في وقت لاحق من هذا العام، وقد “تسعى إلى تلميع صورتها الدولية بعد اتهامها بتمويل الإرهاب وحصارها من قبل دول خليجية أخرى في عام 2017″، بحسب “أكسيوس”.

وكانت عدة دول عربية قد اتخذت خطوات لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد.

لكن قطر وحتى الآن تغلق سفارتها في دمشق، بينما استبعدت التطبيع مع نظام الأسد.

وبذلك يوضح الموقع الأمريكي: “قد يجعل ذلك من الصعب بدء المفاوضات بشأن تايس، لا سيما مع استمرار إدارة بايدن – على الأقل من حيث المبدأ – في معارضة إعادة دمج سورية في العالم العربي”.

“يمكننا الحوار”

وفي أواخر العام الماضي 2021 قالت الولايات المتحدة الأمريكية، إن الحوار مع نظام الأسد “ممكن”، من أجل إطلاق سراح “تايس”.

وفي مؤتمر صحفي له، في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “يمكننا الحوار مع النظام السوري حول إطلاق سراح أوستن تايس، بمعزل عن عدم وجود علاقات دبلوماسية معه”.

وأضاف برايس: “ننظر الى إعادة مواطنينا المعتقلين في الخارج بمعزل عن مقاربتنا الدبلوماسية مع سورية”.

وجاء ذلك بعد أربعة أشهر من تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حيث قال في أغسطس/آب 2021 إن واشنطن تعتقد أن بشار الأسد قادر على تحرير أوستن تايس والكشف عن مصيره.

وطالبت بلينكن المسؤولين السوريين بالمساعدة في إطلاق سراح أوستن (40 عاماً) وجميع الأمريكيين المحتجزين على الأراضي السورية.

ويبلغ عدد المفقودين الأمريكيين في سورية حوالي ستة، حسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، في مارس/آذار 2019.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن نظام الأسد هو من يحتجزهم على الرغم من رفضه الاعتراف بهم.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا