90% في سورية “تحت خط الفقر” و9 ملايين يفتقدون الغذاء الكافي

حذر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، من كارثةٍ تتفاقم في سورية، إذ قال إن أكثر من تسعة ملايين وثلاثمائة ألف من سكانها، لا يحصلون على الغذاء الكافي، فيما يعيش 90% من السكان تحت خط الفقر.
وقالت المنظمة الدولية، في إفادة صحفية من جنيف، إن عدد من يفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية في سورية، ارتفع بواقع 1.4 مليون في غضون الأشهر الستة الماضية.
وذكرت إليزابيث بايرز، المتحدثة باسم البرنامج، أن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بأكثر من 200 بالمئة في أقل من عام واحد، بسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان المجاور، وإجراءات العزل العام، لمنع تفشي فيروس “كورونا” المستجد.
وقالت أكجمال ماجتيموفا، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية، خلال إفادة صحفية منفصلة، إنه وبعد تسعٍ سنوات من العمليات العسكرية، يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكان سورية تحت خط الفقر، الذي يبلغ دولارين في اليوم بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية.

الأمطار تغرق 54 مخيماً في إدلب.. مناشدات لاحتواء “الكارثة”

وأضافت أنه لا يعمل إلا أقل من نصف المستشفيات العامة في سورية، في حين هاجر نصف العاملين في المجال الطبي، بعد سنة 2011، ويواجه الباقون ”تهديداً دائماً بالخطف والقتل”.
وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، التي تستقيها من وزارة الصحة في حكومة الأسد، فإنه قد تم تسجيل 248 إصابة بـ”كورونا”، وتسع وفيات في مناطق سيطرة النظام، بينما تم تسجيل خمس حالات إصابة، ووفاة واحدة في مناطق “الإدارة الذاتية” في شمال شرق البلاد.
وقال ريتشارد برينان مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية ”الأرقام الرسمية أقل كثيراً على الأرجح من الأعداد الحقيقية، وهذا ليس مقتصرا على سورية على الإطلاق”.
وأضاف أن “ما نعرفه يقيناً في سورية هو عدم وجود تفشٍ متفجر.. لا يمكنك التستر.. ولا يمكنك إغفال تفشٍ خارج عن السيطرة. المنشآت الصحية ليست محملة بما يفوق طاقتها ولذلك ما زالت لدينا الفرصة لتكثيف استعدادنا”.
وأضاف أنه لم يتم تسجيل حالات إصابة في المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال غربي سورية، لكنه قال إن المنطقة المكتظة بالسكان ليس بها سوى مختبر واحد يعمل وخطر انتشار “كورونا” بسرعة بها قائم.

 

على شفا مجاعة
وكان المدير التنفيذي، لبرنامج الأغذية العالمية، ديفيد بيسلي، قد حذر أمس الخميس، من موجات نزوحٍ جماعي جديدة في سورية، إذا لم تساهم الدول المانحة، بإرسال المزيد من المخصصات المالية، لتخفيف المعاناة الإنسانية في المناطق المنكوبة.
وشدد ذات المتحدث، على ضرورة وصول المساعدات العابرة للحدود، في وقت يعيش المزيد من السكان “على شفا المجاعة”.

مطالب بالضغط على روسيا لمنع عرقلة إيصال المساعدات لسورية.. وتحذيرات من مجاعة

وأضاف بيسلي، في تصريحات نشرتها “أسوتيتد برس”، بأن على المجتمع الدولي، الإدراك بأنه إذا لم تصل المساعدات الكافية لإغاثة المحتاجين لها، فإن “6.5 مليون نازح داخلياً في البلاد سيفعلون ما يلزم لإطعام أطفالهم، مما يعني أنهم سيهاجرون”، مُذكراً بموجة اللجوء الضخمة التي انطلقت من السوريين نحو أوروبا، سنة 2015.وتبنى مجلس الأمن الدولي، عام 2014، القرار رقم “2165”، وينص على إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية، وإلى ما وراء خطوط التماس في سورية، لمدة عام واحد قابل للتمديد، وعبر 4 معابر هي: باب السلامة وباب الهوى الحدوديين مع تركيا، والرمثا مع الأردن واليعربية مع العراق، حيث جرى العمل بالآلية ذاتها حتى مطلع عام 2020، وكانت تغطي ما لا يقل عن مليون سوري بحاجة للمساعدات الفورية.

 

إلا أن روسيا عرقلت قرار التمديد، مطلع العام الجاري، وفرضت سياستها بتقليص عدد المعابر من 4 إلى 2 (تبقى فقط باب الهوى وباب السلامة)، وتمديد القرار مدة 6 أشهر تنتهي في يوليو/تموز القادم، في وقتٍ ازدادت فيه أعداد المنكوبين المحتاجين لمساعدات غذائية، بفعل العمليات العسكرية التي شنها النظام وحلفاءه قبل نحو خمسة أشهر، وأدت لنزوح مئات الآلاف في إدلب وحلب.

منظماتٌ إغاثية في الشمال: احتياجاتٌ وتحدياتٌ تتفاقم وأرقام تنذر بكارثة

المصدر السورية.نت رويترز أسوشيتد برس
قد يعجبك أيضا