“أحد أمرين”.. ماذا يعني قصف مطار دمشق في بداية 2023؟

تشي الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل على مطار دمشق الدولي، فجر يوم الاثنين، بأن الحرب التي تقودها منذ سنوات ما تزال متواصلة، لكسر التموضع الإيراني في المنطقة، حسب روايتها، وبينما يغيب الخط الزمني الخاص بما تعمل عليه اعتبرت صحف ومراكز أبحاث إسرائيلية أنا ما حصل في بداية 2023 يرتبط بـ”أمرين”.

وتقول صحيفة “جورناليزم بوست” في تقرير تحليلي لها، اليوم، إن الهجوم الذي استهدف مطار دمشق هو الثاني من نوعه منذ شهر يونيو 2022، وهو “تذكير بحادث آخر وقع في سبتمبر عندما استهدفت غارات جوية مطار حلب”.

وتضيف الصحيفة: “تستخدم إيران المطارات في سورية لتهريب الأسلحة، وغالباً ما تنقلها إلى سورية أو حزب الله في لبنان”.

وتعد الضربة “أمراً مهماً”، لأنها تأتي مع بداية العام الجديد وأيضاً مع وجود حكومة جديدة لإسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو، وفق الصحيفة.

وأشار جيسون برودسكي، مدير السياسات في “متحدون ضد إيران نووية”، في تغريدة على “تويتر”، بقوله: “مع تأجيل زيارة إبراهيم رئيسي إلى سورية يوم الثلاثاء بسبب التوترات بين إيران ودمشق بشأن مطالبتها بتنازلات سيادية، تأتي الضربة في وقت لافت”.

وأضاف: “سيكون من المهم أيضاً مراقبة كيف ستؤثر الضربة على الزيادة الطفيفة في الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة إلى حزب الله باستخدام مطار بيروت بدلاً من مطار دمشق الدولي”.

وكان النظام السوري قد أعلن خروج مطار دمشق عن الخدمة لساعات، ليعود ويعلن استئناف الرحلات الجوية، في الساعة التاسعة من صباح اليوم الاثنين.

وتحدث النظام السوري عن مقتل عسكريين اثنين، وإصابة آخرين بجروح، وأضرار مادية في أبنية المطار الدولي.

في المقابل أشار مركز “ألما” الإسرائيلي إلى أن الضربة استهدفت المدرج الشمالي المدني والمدرج العسكري.

وذكر: “لإعادة فتحه اختصر السوريون المدرج (المدني) بمقدار 500 متر لمواصلة العمليات المنتظمة، بينما ما يزال العسكري الجنوبي معطل”، و”يحتمل أن تكون أهدافاً تعرضت أيضاً لهجمات قرب منطقة الغزلانية”.

من جهتها ذكرت صحيفة “Intelli Times” الاستخباراتية عبر “تويتر” أنه وعندما تستهدف إسرائيل مطاراً فهذا يعني “أحد أمرين”، الأول لـ”منع عمليات الإنزال بما في ذلك الأسلحة أو الفرق”، والثاني للرد “على تجديد نشاط إيران وحزب الله ميدانياً”.

وكان مطار دمشق الدولي قد تحول، وبشكل أساسي منذ 2022، إلى هدف رئيسي للغارات الإسرائيلية، في ظل معلومات استخباراتية تفيد بأنه تحول إلى محطة لوصول الأسلحة القادمة من إيران.

وجاء ذلك بعدما كثفت إسرائيل من قصفها للشحنات البرية التي تحاول طهران تمريرها إلى لبنان عبر سورية، ما دفعها للاعتماد على الخطوط الجوية، إلى دمشق ومطار حلب الدولي.

وعلى الرغم من أن الطائرات الإسرائيلية لم تغادر الأجواء السورية، على مدى السنوات الماضية، إلا أما اتبعته خلال 2022 كان مختلفاً، من زاوية كم الضربات وتوقيتها، والنقاط التي استهدفتها، إذ تركّزت بشكل أساسي، وخاصة في الربع الثاني من العام الفائت على المطارات (دمشق وحلب).

ولم تقتصر “الحرب الإسرائيلية” على ضربات الجو، بل تواصلت على البر، مستهدفة شحنات أسلحة إيرانية، في المنطقة الساحلية وفي محيط العاصمة دمشق، وأخيراً في معبر البوكمال الحدودي، في حادثة كانت هي الأولى من نوعها، من زاوية الإعلان الرسمي عنها.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا