الانتخابات التركية.. أوزداغ وأوغان يساومان بين “الشوطين”

مع بدء العد التنازلي لموعد الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في تركيا تتركز الأنظار على اسمين خارج سباق المنافسة.

والاسم الأول هو زعيم “حزب النصر”، أوميت أوزداغ والثاني هو سنان أوغان مرشح “تحالف الأجداد”.

وأوغان وأوزداغ يتحدان ضمن التحالف المذكور، ورغم خسارتهما السباق في البرلمان والرئاسة أيضاً في الجولة الأولى، إلا أنهما يواصلان التأكيد على فكرة “الدور المحوري” المرتبط بهما.

وكان أوزداغ المعادي للاجئين قد التقى بمرشح “تحالف الأمة” المعارض، كمال كلشدار أوغلو، يوم أمس الجمعة.

وبعد ساعات التقى أوغان بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في مكتبه بدولما بهشة بإسطنبول.

وخلال بيان صحفي مشترك قال كلشدار أوغلو إن لقائه مع أوزداغ “كان جميلاً ومثمراً”، بينما قال الأخير إنه سيعلن عن قرار الدعم في الجولة الثانية بعد “التشاور”.

في المقابل لم يصدر أي تفاصيل عن فحوى الاجتماع بين أردوغان وأوغان، وما إذا كان الطرفان بحثا قضية الدعم في جولة الإعادة.

وذكرت قناة “هالك تي في”، اليوم السبت، إن أوزداغ طرح على كلشدار أوغلو سؤالين في أثناء اللقاء الذي جمعهما يوم الجمعة، الأول يتعلق بموقف مرشح المعارضة من “حزب الشعوب الديمقراطي” الكردي.

أما السؤال الثاني يرتبط الاقتصاد، إذ قال أوزداغ لكلشدار أوغلو: “إذا تم انتخابك، هل ستكون قادراً على التكيف مع حالة الخراب الذي يعيشه الاقتصاد حالياً”.

وأوضحت القناة المحسوبة على المعارضة أن السياسيان ناقشا أيضا “موضوع التعديل الدستوري”.

“بين الشوطين”

ومن المقرر أن تجري جولة الإعادة في الثامن والعشرين من شهر مايو/أيار الحالي، وكانت عملية التصويت في الخارج قد بدأت صباح اليوم السبت.

ويرتبط الاهتمام اللافت بكلا الشخصين “أوزداغ وأوغان” بالنسبة التي حصلا عليه في انتخابات الرئاسة في الجولة الأولى، وهي 5 بالمئة، فيما يرى مراقبون أنها ستلعب دوراً لحسم اسم الرئيس الثالث عشر.

وذكرت وسائل إعلام مقربة من الحكومة، السبت، أن الاجتماع بين أردوغان وأوغان استمر ساعة تقريباً، وجاء بعدما ناقش الأخير أوميت أوزداغ بهذه القضية، واتفقا على المضي فيها.

ومن المقرر أن تجتمع الهيئة الإدارية العامة في “حزب النصر”، يوم السبت لمناقشة الاجتماع مع كل من كلشدار أوغلو وأردوغان.

وبالإضافة إلى ذلك، ستجري مناقشات بين أوغان والأطراف الأخرى المشكّلة لـ”تحالف الأجداد”، على أن يتم الإعلان بعد ذلك عن قرار ملموس.

في غضون ذلك قال نائب رئيس “حزب النصر”، شكرو سينا غوريل، لموقع قناة “بي بي سي تركيا” إنه لا يمكن التعبير عن موقف بالفعل في الوقت الحالي.

وأضاف غوريل: “نريد تغيير يتماشي مع مبادئنا. أولوياتنا واضحة، ومن يقدرها سندعمه”.

من جانبه صرح أوغور باتور، نائب أوزداغ المسؤول عن الإعلام، أن الطرفين عبروا عن مطالبهم المشتركة خلال الاجتماعات، وأنهم سيقيمونها في لجانهم المخولة كحزب وتحالف.

وأشار باتور إلى أن طلب أردوغان للقاء أوغان هو تطور حديث للغاية.

وقال: “في رأيي الشخصي، لن تكون هذه عملية يمكننا أن نقررها في غضون يومين ونقول إننا نؤيد ذلك”.

هل دعم أوغان مهماً؟

وحصل الرئيس أردوغان على 49.52 في المائة من الأصوات، وكلشدار أوغلو على 44.88 بالمئة، في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.

ورغم أن محرم إينجه كان على ورقة الاقتراع، حصل سنان أوغان على نسبة 5.17 في المائة من الأصوات، وهو ما يقارب الفارق بين المرشحين.

ويُنظر إلى أصوات أوغان على أنها أصوات احتجاج “للناخبين المعارضين لكلا الجانبين”.

وبالنظر إلى أن هناك فرقاً بين أردوغان وكلشدار أوغلو يقارب 2.5 مليون صوت، فإن موقف 8.5 مليون ناخب لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وحوالي مليون صوت “باطل” وكتلة أوغان التصويتية سيكون “عاملاً حاسماً”.

وفي حين أنه من المتوقع أن يتم تقسيم الناخبين الذين يدعمون أوغان بين أردوغان وكلشدار أوغلو، فإن الخيار الذي سيتخذه قد يوجه الناخبين المترددين، وخاصة أولئك الذين لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع.

ومع ذلك ترى الصحفية في موقع “خبر تورك” ناغيهان ألتشي أن “حصول سنان أوغان على نسبة 5.18 في انتخابات 14 مايو لا يعني أنه يسيطر على كل القاعدة التصويتية التي اتجهت إليه”.

وتقول في مقالة تحليلية: “هذا التحليل السياسي خاطئ تماماً”، و”بصرف النظر عن التحالف الذي يتفق معه أوغان، فإن الأصوات المدلى بها لصالحه، في 14 مايو، ستنقسم إلى قسمين مثل البطيخ”.

بدوره يوضح الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي أن كلشدار أوغلو يحاول دعوة المترددين إلى التصويت في الجولة الثانية وبشكل كبير.

كما يحاول “جذب الناخبين المعارضين الذين أصيبوا بالإحباط بسبب خيبة الأمل في الجولة الأولى من الانتخابات”.

وفي حين “فتح كلشدار أوغلو الطريق، إلا أن القومية ليست قميصاً موسمياً يتم ارتداؤه بين دورتين انتخابيتين”، حسب تعبير سيلفي، في إشارة منه إلى الحملة الأكثر قومية التي بدأها مرشح المعارضة الرئاسي، وبشكل لافت.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا