تسود مخاوف بشأن مصير عشرات آلاف اللاجئين السوريين في السودان، في ظل اشتداد المعارك بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، ومع بدء دول عربية وغربية بعمليات إجلاء لرعاياها بشكل سريع.
ويعيش أكثر من 90 ألف لاجئ سوري في العاصمة الخرطوم، وأجزاء أخرى من السودان، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة لعام 2021.
ومنذ اندلاع المعارك وسط العاصمة السودانية وفي مناطق أخرى لا تعرف الظروف التي يعيشها اللاجئون السوريين، وكذلك الأمر بالنسبة للطرق والخيارات التي سيسلكونها في الأيام المقبلة.
وكانت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري قد نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن “سورية تتابع باهتمام كبير أوضاع الجالية السورية والبعثة الدبلوماسية في السودان الشقيق”.
وأضاف المصدر، يوم الأحد، أن “السفارة السورية في الخرطوم وجهت إلى تسجيل أسماء الجالية السورية الراغبين بالإجلاء، وفق الإمكانات المتاحة وفي إطار الحفاظ على حياة السوريين بعيداً عن الأخطار المحتملة”.
ومع ذلك أشارت جهات حقوقية وسوريين تحدثوا لموقع “السورية.نت” إلى أن أرقام السفارة السورية في الخرطوم مغلقة بشكل كامل، منذ اندلاع القتال، فيما يرفض الكثير من اللاجئين هناك العودة إلى سورية، في حال تم الإعلان عن أي خطة إجلاء.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في تقرير له اليوم الاثنين أن “النظام السوري قتل شعبه داخل وطنهم فكيف سيحميهم خارج أسواره”.
وطالب المرصد بـ”التدخل السريع لحماية السوريين المتواجدين في السودان وإجلائهم من هناك، لاسيما بأن الكثير منهم مطلوبين للنظام ولا يستطيعون العودة إلى بلادهم وقلة قليلة من الدول التي قد تستقبلهم لمجرد أنهم سوريون”.
وذكر المحامي السوري أدهم المقيم في الخرطوم لموقع “السورية.نت” أن “السوريون في السودان باتوا ينتظرون خياراً وحيداً في الوقت الحالي”.
ويتمثل هذا الخيار بالتحرك من الخرطوم إلى الولاية الشمالية ومن ثم مصر، إذ يوضح المتحدث أن “الكثير من العائلات تنتظر افتتاح القنصلية المصرية يوم غد الثلاثاء في بور سودان”.
ويضيف: “ستتضح الأمور بعد افتتاح القتصلية، وما إذا كانت العوائل ستتمكن من العبور إلى مصر أم لا”.
وأوضحت الطبيبة السورية، هبة المهيد أن “الكثير من السوريين ناشدوا سفارات دول عربية وأجنبية في السودان خلال الأيام الماضية من أجل عملية نقلهم وإجلائهم، إلا أنهم لم يتلقوا أي خبر حتى الآن”.
وأضافت الطبيبة التي تقيم في العاصمة السودانية لـ”السورية.نت”: “في الوقت الحالي لم يعد أي إنسان في شوارع الخرطوم. هناك مخاوف من دخول العصابات إلى المنازل”، فيما باتت المياه والمواد الغذائية منقطعة، بسبب إغلاق المحال التجارية بشكل كامل.
وتسببت الاشتباكات المتواصلة في مناطق عدة بالسودان، منذ السبت الماضي، بمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح.
كما دفعت عشرات الآلاف للنزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.