أردوغان يُصعّدُ بـ”منظومة صواريخ”..النظام:التنسيق شرطٌ بـ”أضنة”

واصلت أنقرة تحركاتها التصعيدية، في أعقاب قتلِ نظام الأسد، لسبعةٍ جنودٍ أتراك، قبل يومين، قُرب مدينة سراقب شرقي إدلب، إذ أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، عزم بلادهِ، نَشرَ منظومة الصواريخ “حصار إيه”، على الحدود مع سورية، و”في أسرع وقت”.
وقال أردوغان، خلال كلمةٍ له، في مراسم تشغيل منشأة تابعة للجيش التركي، بولاية “قيرق قلعة” وسط البلاد، إن بلاده ستقوم “بنشر منظومة حصار إيه على الحدود السورية، في أسرع وقت، الأمر الذي سيساهم في سد نقص كبير بهذا الشأن”.
وخلال حديثه، قال الرئيس التركي، إن منظمة “حصار إيه”، منخفضة الإرتفاع، تم انتاجها بشكل كامل محلياً، من قِبل شركتي “أسيلسان”، و”روكيتسان” التركيتين، واجتازت اختبارات الأداء من خلال “تدمير الأهداف بنسبة مئة بالمئة”.

أردوغان: على روسيا تفهم حساسيتنا
وكان أردوغان، قد قال صباح اليوم، خلال كلمةٍ في مقر حزب “العدالة والتنمية”، بالعاصمة أنقرة:”إذا لم ينسحب النظام السوري إلى خلف نقاط المراقبة التركية(خلال فبراير/ شباط الجاري)، فإن تركيا ستضطر لإجباره على ذلك”، مضيفاً أن “قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب، وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة”.
ووجهَ الرئيس التركي، رسالةً لموسكو، إذ قال بأن “مطلبنا الوحيد من روسيا هو تفهم حساسياتنا في سورية بشكل أفضل”، قائلاً:”عند تعرض جنودنا أو حلفائنا لأي هجوم، فإننا سنرد بشكل مباشر ودون سابق إنذار وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم(..)إنّ كان من غير الممكن ضمان أمن جنودنا في إدلب، فإنه لا يمكن لأحد الاعتراض على حقنا في حمايتهم”.
مليون نازح قرب الحدود
وتحدث أردوغان، عن قضية الأعداد الضخمة من النازحين، جراء استمرار العمليات العسكرية، لقوات الأسد وروسيا وإيران، في شمال غربي سورية، إذ أكد أن “عدد النازحين من إدلب إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتنا، وإلى القرب من الحدود التركية بات قريباً من حاجز المليون شخصاً”.
الرئيسان التركي والروسي
الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
وأضاف “لا يحق لأحد وضعنا تحت عبء بهذا الحجم، وإننا عازمون على إحلال الأمن بالسرعة القصوى وتأمين عودة أهالي إدلب إلى ديارهم، ولن نصمت إزاء أي انتهاك سيحدث بعد الآن للاتفاقيات التي عقدناها بشأن سورية”.
وتابع:” أكدت لبوتين أمس على ضرورة التزام النظام السوري بحدود اتفاقية سوتشي، إذ أصبحت 2 من أصل 12 نقطة مراقبة تركية في مناطق سيطرة النظام..في حال لم تنسحب قوات الأسد إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال شباط/ فبراير الحالي، فإن الجيش التركي سيضطر لإجبارها على ذلك”.
واعتبر أردوغان أن استهداف الجنود الأتراك من قبل نظام الأسد في إدلب، بداية لمرحلة جديدة بالنسبة لبلاده، وقال “من يسأل عن سبب تواجد الجيش التركي في سورية، إما جاهل، أو يكنّ عداء متعمداً للشعب والجمهورية التركية”، مشيراً إلى أنه و”كما يقوم النظام السوري باستهداف المدنيين عند أبسط انتهاك لقوات المعارضة، فإن الرد على انتهاكات النظام السوري بعد الآن سيكون بالرد المباشر على جنوده”.
يُذكر أن الجيش التركي أرسل، أمس الثلاثاء، تعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب، وهي عبارة عن كبائن حراسة متنقلة ومقاومة للرصاص، حسبما ذكرت وكالة “الأناضول”، التي أضافت أن 10 شاحنات محمّلة بكبائن الحراسة، دخلت من قضاء ريحانلي التركي، إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبلغت التعزيزات العسكرية التركية، التي تم دفعها إلى داخل سورية، عشرات المدرعات والأليات العسكرية، خلال الأيام القليلة الماضية. وارتفعت وتيرة إرسال التعزيزات، بعد يوم الإثنين الماضي.

نظام الأسد..أضنة بشروط

حسني مبارك أثناء توسطه للمحادثات بين سورية وتركيا
الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أثناء اجتماعه في أنقرة برئيس الوزراء التركي الأسبق سليمان ديميرل للتوسط بين سورية وتركيا تحضيراً لاتفاق أضنة – أكتوبر/تشرين الأول 1998
بموازاة ذلك، قالت وزارة خارجية الأسد، اليوم الإثنين، إنها “تستهجن”، إصرار الرئيس التركي، على “الاستمرار بالكذب والتضليل إزاء سلوكياته في سورية، وخاصة ادعاءه فيما يتعلق بدخول قواته إلى شمال حلب بموجب اتفاق أضنة لمكافحة الإرهاب”.
وقال مصدرٌ في الوزارة حسب “سانا”، إن “اتفاق أضنة يفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتباره اتفاقاً بين دولتين وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات هذا الاتفاق التصرف بشكل منفرد”.
المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا