بعد جدل “العودة”.. أردوغان: تركيا لن تطرد اللاجئين السوريين

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إن بلاده “لن تطرد اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها”، في موقف يأتي بعد أيام من إعلانه “خطة العودة الطوعية” الخاصة بهم.

وجاء حديث أردوغان خلال فعالية أقيمت في إسطنبول، بمناسبة الذكرى الـ32 لتأسيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك.

وأضاف: “نحن أبناء ثقافة تدرك جيداً معنى المهاجرين والأنصار. بإمكان اللاجئين السوريين العودة إلى بلادهم متى أرادوا، أما نحن فلن نطردهم من بلادنا أبداً”.

وزاد الرئيس التركي أن “أبواب تركيا مفتوحة للسوريين، وسنواصل استضافتهم ولن نرميهم في أحضان القتلة”.

ويأتي ما سبق في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الخطاب المعادي للاجئين السوريين في تركيا، من جانب أحزاب المعارضة في البلاد.

كما أن ذلك جاء بعد أيام من كشف أردوغان عن مشروع “العودة الطوعية”، والذي سيستهدف قرابة مليون سوري، على أن يعودوا “طوعاً” إلى “المنطقة الآمنة” في شمال سورية.

وقال أردوغان في رسالة مصورة موجهة للسوريين، في 3 مايو/ أيار الجاري، إن الخطة تشمل 13 منطقة في الشمال السوري، من بينها اعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض.

وأضاف: “نحن بصدد الإعداد لمشروع جديد يتيح العودة الطوعية لمليون من الإخوة والأخوات السوريين الذين نستضيفهم في بلدنا”، دون الكشف عن خطة زمنية أو تفاصيل إضافية حول المشروع.

“تساؤلات”

وأثارت تصريحات أردوغان المتعلقة بـ”العودة الطوعلية”، تساؤلات حول آلية التنفيذ، والأسباب التي دفعته إلى طرح الخطة في الوقت الحالي، ومدى قدرة الحكومة التركية على تنفيذ ما وعدت به من عملية بناء البنى التحتية وتجهيز المنطقة، قبل الشروع في إعادة اللاجئين.

ورغم أن المنطقة الآمنة وإعادة اللاجئين السوريين مطلب أردوغان منذ سنوات، إلا أن طرحه في الوقت الحالي اعتبره مراقبون أنه بمثابة رد فعل على حملات التحريض التي تقودها أحزاب المعارضة، استعداداً لانتخابات الرئاسة في 2023.

وأدت مواقف المسؤولين الأتراك في هذا المجال، إلى تخوف سوريين من أن تكون العودة “إجباراً لا طوعاً”، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتي يحاول كل طرف سياسي سحب ورقة اللاجئين من يد الآخر.

ومشروع المنطقة الآمنة وإعادة اللاجئين السوريين كان مطلباً للرئيس التركي منذ تسع سنوات، ولم يتوانى عن طرحه في المحافل الدولية ولقاءاته مع مسؤولين من الدول المنخرطة في الملف السوري، إلا أن مطالبه لم تجد أي تأييد من قبل المجتمع الدولي.

وطرح المشروع لأول مرة خلال زيارة الرئيس التركي إلى واشنطن في أيار/ مايو 2013، ولقائه بالرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما.

وكانت تركيا تصر، حينها، أن “المنطقة الآمنة” هدفها حماية المدنيين الفارين من نظام الأسد، وتوفير ملاذ آمن لهم وظروف مناسبة لهم، ما سيسهم في العودة الطوعية للاجئين المتواجدين على أراضيها.

“تحفظ أوروبي”

وفي 2015، وخلال اجتماع أردوغان مع رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، في بروكسل بحث الطرفان “المنطقة الآمنة”، وطالب الرئيس التركي قادة الاتحاد الأوروبي بدعمها وتبينها.

لكن هذه المطالب واجهت بتحفظ أوروبي، “خوفاً من استخدامها من قبل أنقرة لضرب الأكراد في شمال شرق سورية”، إضافة إلى رفض روسي، وهو ما بدا على لسان تصريحات مسؤولي موسكو، برفضهم مراراً لإقامة المنطقة الآمنة، “كونها ترسيخ للواقع وسط محاولتها إعادة سيطرة النظام لكامل الأراضي السورية”.

وبناء على ذلك عمدت تركيا على توسيع عملياتها العسكرية في المنطقة، في محاولة منها لإنشاء منطقة آمنة بنفسها.

وشنت ثلاث عمليات عسكرية، هي “درع الفرات”  ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب في عام 2016،، وعملية “غصن الزيتون” ضد “وحدات حماية الشعب” في عفرين ريف حلب في 2018، وآخرها كانت عملية “نبع السلام” في شرقي سورية عام 2019.

وقبل عملية “نبع السلام” وخلال كلمة له في الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، أكد أردوغان أنه “يمكن إعادة ثلاثة ملايين لاجئ سوري حول العالم إلى بلادهم حال توسعة المنطقة الآمنة”.

وقال إنه “في حال مد عمق المنطقة الآمنة إلى خط دير الزور- الرقة، بوسعنا رفع عدد السوريين الذي سيعودون من بلادنا وأوروبا وبقية أرجاء العالم إلى ثلاثة ملايين”

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا