التوائم الملتصقة بإدلب..ولادات نادرة تخفي أسباباً وتواجه تحديات

برأسين وجسد واحد، كانت إحدى الولادات النادرة التي شهدتها منطقة شمال غربي سورية، في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تحت ما يعرف باسم “التوأم السيامي”، حيث ولد طفل بجسد واحد ورأسين وأربعة أطراف، في حالة تكررت في المنطقة خلال السنوات الماضية.

في مايو/ أيار عام 2017، تم الإعلان لأول مرة عن ولادة حالة نادرة من التوأم السيامي في بلدة كفرتخاريم شمال غربي إدلب، حيث ولدت طفلة برأسين وجسد واحد وثلاثة أيدي، وفي منتصف عام 2018، تم الإعلان عن حالة ثانية لطفل برأسين أيضاً في بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي، ثم شهد عام 2020 ولادة لطفلين ملتصقين من ناحية البطن.

ارتفاع نسبة تلك الحالات استدعى تسليط الضوء على الولادات النادرة في محافظة إدلب، لمعرفة ما إذا كانت تخفي وراءها متغيرات وتأثيرات خارجية، أم أنها ضمن الحدود الطبيعية التي تحدث في كل بلدان العالم.

متغيرات خارجية

يقول الدكتور وائل حبيب، مدير مشفى العيادات في مدينة إدلب، إن المشفى شهدت قبل أيام ،ولادة نادرة لطفل برأسين وجسد واحد وأربعة أطراف، مشيراً إلى أنه لم يتم إجراء دراسة وافية لهذه الحالة، بسبب تحويلها مباشرة إلى تركيا لتوفير دعم الحياة لها، إلى جانب عدم رغبة الأهل بإعطاء معلومات تفصيلية عنهم.

وتحدث حبيب لـ “السورية.نت” عن زيادة نسبية للولادات النادرة والمشوهة في المنطقة، مرجعاً الأمر لأسباب وعوامل عدة، من بينها تأثير الحرب والأسلحة المستخدمة، وما تحويه من مواد كيماوية قد تتسبب بإحداث طفرات جينينة تؤدي لمثل هذه الولادات.

وأشار حبيب لوجود مسببات أخرى، مثل زواج الأقارب الذي لا يزال منتشراً في المنطقة، إلى جانب النزوح وتغير نمط الحياة ونقص الغذاء والفتيامينات، وزيادة تناول الأدوية المزمنة، خاصة المهدئات النفسية، ما يؤثر على صحة الأجنّة.

من جانبها، اعتبرت مسؤولة الصحة الإنجابية في مديرية صحة إدلب، بتول الخضر، أن انتشار الولادات النادرة في إدلب، لا يزال عند الحدود الطبيعية، مشيرةً إلى أن الأمر يحدث في جميع بلدان العالم.

وأشارت في حديثها لـ “السورية.نت”، إلى أن العوامل الوراثية هي المسبب الرئيسي للولادات النادرة، التي تحدث بسبب الجينات الخاصة بالأفراد.

غياب الأرضية الطبية

تغيب الإحصائيات الدقيقة حول عدد الولادات النادرة أو المشوهة التي تحدث في منطقة شمال غربي سورية، بحسب مدير مشفى العيادات في إدلب، الدكتور وائل حبيب، الذي أرجع الأمر إلى عدم وجود نظام صحي موحد في المنطقة.

وأضاف: “لا يوجد نظام صحي موحد بين المشافي في إدلب لإحصاء هذه الحالات، لكن الولادة الأخيرة التي حصلت قبل أيام انتشرت على نطاق أوسع إعلامياً بسبب ندرتها الشديدة”.

ولفت حبيب إلى أنه لا يتم تسجيل جميع الولادات النادرة في المنطقة، خاصة أن بعضها يحصل خارج المستشفيات والعيادات، أو يموت التؤام الملتصق قبل أن يولد.

وحول العلاج، قال حبيب إن الشمال السوري عموماً يفقتر لإمكانيات رعاية مثل هذه الحالات، حيث يتم تحويلها مباشرة إلى المستشفيات التركية لتلقي العلاج، لافتاً إلى أنه حتى الدول المتقدمة تواجه صعوبات في ذلك.

وأضاف: “النظام الصحي في منطقتنا بالكاد يستطيع تقديم الرعاية الأولية والثانوية فقط”.

من جهتها، أشارت مسؤولة الصحة الإنجابية في مديرية صحة إدلب، بتول الخضر، إلى إحالة الولادات النادرة إلى تركيا مباشرة، بسبب عدم توفر العلاج اللازم لها.

وتحدثت عن عقبات عدة يواجهها القطاع الطبي شمال غربي سورية عند حدوث ولادة نادرة، وأبرزها انعدام الخدمات المتقدمة (عناية متقدمة للأطفال- عمليات جراحية متقدمة)، وصعوبة الوصول السريع للمنشآت التركية.

ما هو التوأم السيامي؟

طبياً، يُعرّف التوأم السيامي على أنه حالة يولد فيها توأمان ملتصقان بأجزاء معينة من الجسد، مثل الرأس أو البطن أو الصدر أو الأرداف، وأحياناً تلتصق بأكثر من جزء من الجسد.

والسبب العلمي لمثل هذه الحالات، هو أنه في الوضع الطبيعي وبعد أسبوعين من إخصاب البويضة، تنقسم هذه البويضة إلى نصفين لتكوين توأمين متطابقين منفصلين، أما في حالات التوأم السيامي يوجد نظريتن، الأولى انقسام البويضة المخصبة في وقت متأخر أو عدم انقسامها تماماً، والثانية انقسام البويضة المخصبة ثم إعادة التحامها مرة أخرى.

وبحسب إحصائية لجامعة مينيسوتا الأمريكية نُشرت عام 2017، تحدث التوائم الملتصقة مرة واحدة كل 200 ألف ولادة حية حول العالم.

وفي معظم الأحيان يحدث إجهاض للأجنة أو يحدث وفاة للتوائم الملتصقة، بعد فترة قصيرة من الولادة، وفي أحيان أخرى تنمو حتى موعد الولادة ثم يتم إجراء جراحة لفصلها.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا