“العين على دونباس”.. ما الذي يريده بوتين من قلب أوكرانيا الصناعي؟

تتجه أنظار المراقبين والمتابعين للحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى أقليم دونباس جنوب شرقي البلاد، وهي المنطقة التي تعتبر موسكو معركة السيطرة عليها “مرحلة رئيسية” من عمليتها العسكرية الجارية منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

وقال الزعيم الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في 19 أبريل/ نيسان الجاري، إن المعركة على دونباس قد بدأت، ويشارك فيها جزء كبير جداً من الجيش الروسي.

ويرى محللون، أنه لا يمكن التكهن بالمنتصر في معركة دونباس “معقل أوكرانيا الصناعي”، والتي يسيطر عليها جزئياً موالون لروسيا، لاسيما في ظل توقعات بأن تكون “شرسة”، وأن تُشكل في نهاية المطاف مسار الحرب.

ما هي الأهداف؟

وتسعى روسيا إلى السيطرة الكاملة على جنوب أوكرانيا ومنطقة دونباس، من أجل إقامة جسر بري نحو شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، كما قال جنرال في الجيش الروسي.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية، اليوم الجمعة، عن روستام مينيكاييف، نائب قائد قوات المنطقة العسكرية الروسية الوسطى، قوله: “منذ بداية المرحلة الثانية من العملية الخاصة والتي بدأت قبل يومين، أحد أهداف الجيش الروسي هو بسط سيطرته الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا”.

وأضاف: “سيضمن ذلك ممراً برياً إلى شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى إجهاد البنى التحتية الحيوية للاقتصاد الأوكراني، موانئ البحر الأسود التي تسلّم عبرها المنتجات الزراعية والمعدنية”.

ويبدو أن هذه التصريحات، تؤكد أن روسيا تسعى أيضاً للسيطرة على أوديسا، الميناء الأوكراني الكبير والمدينة الثالثة في البلاد.

وحسب مينيكاييف، فإن السيطرة على جنوب أوكرانيا، من شأنها أن تسهّل مساعدة الانفصاليين الموالين لروسيا في ترانسد نيستريا، الذين سيطروا على هذه المنطقة، من مولدافيا المتاخمة لغرب أوكرانيا منذ عام 1992.

“عملية خاصة”

يصف الكرملين هجومه في أوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/ فبراير بأنه “عملية خاصة لحماية السكان الناطقين بالروسية”، و”إنقاذ الروس في منطقة دونباس من إبادة جماعية، على أيدي نازيين جدد أوكرانيين”، وفق ما صرح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وبعيداً عن الأهداف المعلنة من قبل موسكو، المتعلقة بـ”تحرير” كامل أراضي منطقتي دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس لصالح “الجمهوريتين الشعبيتين” فيها، تؤكد الأوساط الأوكرانية وجود أهداف أخرى، واستراتيجية تتبعها موسكو لتحقيق تلك الأهداف.

وبحسب تلك الأوساط، فإن أهداف روسيا تتجاوز أراضي الإقليم إلى مساحات أبعد بكثير، وجلّها لا يتعلق بـ”حماية أراضي وسكان الجمهوريتين”، اللتين اعترفت باستقلالهما موسكو قبيل الحرب، واستراتيجية معركتها مبنية على هذا الأساس.

“دونباس ليست الهدف الأخير”

الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يرى أن هدف روسيا “تدمير الجيش الأوكراني” في دونباس، لا سيما وأن جله يوجد على جبهات القتال هناك، وجنوده هناك “الأكثر كفاءة”، بحسب مستشار الرئيس أوليكسي أريستوفيتش.

وكانت مصادر محلية وروسية، قد قدرت أن نصف تعداد جيش أوكرانيا النظامي، البالغ نحو 250 ألفاً، انتشر في محيط إقليم دونباس قبل الحرب، عندما كانت معظم التوقعات تشير إلى اشتعال الحرب هناك، وهناك فقط.

ويتكون أقليم دونباس من منطقتي لوغانسك ودونيتسك، ويشكل 10 في المئة من مساحة أوكرانيا، وتقدر مساحته بـ52 ألف كيلو متر، وحتى عام 2014، كان يوصف بسلة الغذاء والصناعة في أوكرانيا

وترى أوكرانيا، بأن دونباس، التي توصف بـ”القلب الصناعي القديم لأوكرانيا”،  ليس آخر حلقة في سلسلة أهداف روسيا، وأن نجاحها فيه سيعني – بالضرورة – انتقال تلك الأهداف إلى مناطق أخرى، من بينها العاصمة كييف مجدداً.

وتتقاسم القوات الأوكرانية إقليم دونباس مع أعدائها الموالين لروسيا منذ 2014.

وقتل أكثر من 90 جندياً أوكرانيا في عام 2021 على خط التماس بين القوات الأوكرانية، والقوات الانفصالية في المنطقة المدعومة من روسيا.

ويقع إقليما دونيتسك ولوهانسك اللذان اعترفت روسيا باستقلالهما، في حوض دونباس، وأصبحا منذ 2014 خارجين عن سيطرة كييف، وأودى النزاع المستمر فيهما منذ 2014 بحياة أكثر من 14 ألف شخص.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا