“اليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان”..أطفال سورية يحتاجون مزيداً من الدعم

في الرابع من حزيران وما يحمله من مناسبة دولية أقرتها الأمم المتحدة، تحت عنوان “اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان“، تبدأ تلك الصور السوداء والضبابية التي وثقت ما تعرض له الأطفال في سورية من اعتداءات مختلفة، بالقفز إلى أذهاننا دون مواجهة أي صعوبة في تذكرها.
تلك الصور التي لطالما ملأت شاشات التلفزة واحتلت الصفحات الأولى في وسائل الإعلام العربية والعالمية، حيث أنه من الأيام الأولى للثورة السورية، تعرض الأطفال للاعتقالات والاعتداءات، وهنا نذكر الشهيد حمزة الخطيب وهو طفل من آلاف الأطفال الذين تعرضوا لمثل هذه الاعتداءات الوحشية، وقد دفعوا حياتهم ثمناً لذلك.
ومع استمرار حرب النظام على الثورة السورية، ازداد تعرض الأطفال وتأثرهم بما تخلفه عليهم العمليات العسكرية من أضرار  سواءً كان ذلك في المجال التعليم والصحة، حيث تعرضت نسبة كبيرة من الأطفال في مختلف المناطق للانقطاع عن التعليم لعدة أسباب.
في مقدمتها القصف الذي كانت تتعرض له المناطق في شمال سورية وإدلب على وجه التحديد، وخوف الأهالي من إرسال أطفالهم إلى المدارس.
ويضاف إلى ذلك أيضاً عمليات التهجير التي تعرضت لها عشرات المدن، وعدم الشعور بالاستقرار وفقدان أو وفاة الآلاف من الآباء.

كل ذلك أدى لانقطاع نسبة كبيرة من الأطفال عن الدراسة، وألقى على عاتقهم تحمل المزيد من الأعباء والمسؤوليات، هذا كله أدى إلى خلق جيل متأخر علمياً وثقافياً ويصعب توجيهه، لأن ضعف المستوى التعليمي والأرضية الثقافية عند الكثير من الأطفال، أدى إلى تعرضهم للاستغلال بصورٍ مختلفة، سواءً الاستغلال الجسدي من خلال إجبارهم على  الالتحاق بالقوات العسكرية، والزج بهم في معارك لا يعلمون عنها شيء في الكثير من الأحيان، وتكليفهم بأعمال تفوق طاقاتهم الجسدية  وأيضاً الاستغلال المادي الذي تجلى  بقبولهم العمل بأسعار زهيدة جداً  وانتشار عمالة الأطفال بشكل كبير.
فضلاً عن  الاعتداء الجنسي والذي تجلت أكثر صوره في المعتقلات، حيث أضحى الاعتداء الجنسي على الأطفال وسيلة للضغط عليهم ودفعهم للاعتراف بأشياء غير صحيحة في أغلب الأحيان، وأيضاً وسيلة من وسائل الإذلال والاحتقار وإشباع الرغبة الشهوائية الحيوانية لدى سلطات نظام الأسد الأمنية.

عانى الأطفال في سورية وما زالوا، في ظل سنوات الحرب من التذبذب والتغير في الوضع النفسي، وذلك نتيجة لما يتعرضون له من مآسٍ جديدة بين الفينة والأخرى، تتسبب في انخفاض وارتفاع مستوى الصحة النفسية لديهم وآخرها عندما حدث الزلزال في تركيا وسورية، والذي تسبب بوفاة الآلاف من المواطنين بينهم نساء وأطفال، وخلف دماراً واسعاً في الممتلكات.
منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم لم تتشكل لدى الأهالي بما فيهم الأطفال ما يمكن أن نسميه “الاستقرار النفسي”، حيث أنهم دائماً في حالة من القلق النفسي و في جاهزية دائمة لأي هزة أو زلزال ممكن أن يحدث من جديد.
وإذا بحثنا أكثر عن الفئات التي تعتبر نسبة القلق النفسي لديها مرتفعة، لوجدنا أن النساء هن الأكثر تخوفاً من ذلك، وتصرفاتهم هي التي تنعكس بدورها على الأطفال وتتسبب بزيادة القلق النفسي لأطفالهن.

ولذلك وفي ظل الحروب والكوارث، تعتبر مراكز حماية الطفل متنفساً أساسياً يلجأ إليه الأطفال، فهي تبعدهم عن مناخ الحرب والقصف والتوتر النفسي، وتعمل على إعادة دمجهم في حياة اجتماعية مُعالجة للعديد من المشاكل السلوكية التي قد يعاني منها  الأطفال مثل الخجل والعنف، وذلك من خلال المشاركة في عدة أنشطة ترفيهية وتوعوية بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه في معالجة الكثير من الحالات التي قد يتعرض لها الأطفال، مثل الانقطاع عن المدرسة وعمالة الأطفال ودورها في تلبية وتأمين بعض الاحتياجات التي قد تكون عائقاً أمام استمرار الطفل في دراسته مثل الحاجة إلى نظارة أو سماعة وغير ذلك.

إن الحري بكل مسؤولٍ عن المؤسسات والهيئات والمنظمات المحلية والدولية والعالمية العاملة في مجال حماية ورعاية الطفولة، أن تضع كل قدراتها وإمكانياتها لتحسين وضع الأطفال وحمايتهم من كل خطر يهددهم أو يتسبب لهم بالأذى على اختلافه الجسدي والنفسي، وبالتالي تسعى جاهدة من أجل تفعيل ماتتضمنه المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بالطفولة، وتعريض كل من يتجاوزها للمساءلة والعقوبة حتى لا تبقى تلك الاتفاقيات والبنود الواردة فيها مجرد حبرٍ على ورق.

المصدر السورية.نت


المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

قد يعجبك أيضا