انخفاض الدعم يهدد حياة مرضى “الفشل الكلوي” في إدلب

تزداد معاناة العلاج لدى عوض القسوم (90 عاماً)، بعد إبلاغه بضرورة تأمين مواد ومعدّات لجلسة غسيل الكلى، على نفقته الشخصية، بسبب انخفاض الدعم عن مركز كانت تتكفل بالعلاج سابقاً.

التسعيني عوض، يداوم على 3 جلسات غسيل أسبوعياً، بسبب إصابته بـ”الفشل الكلوي” منذ سنوات طويلة، تصفها عائلته بـ”المرهقة مادياً ونفسياً”، إلا أنّ تراجع المِنح في مركز “ابن سينا” لغسيل الكلى في مدينة إدلب، مكان تلقي الجلسات، يصعّب من هذه المهمّة أكثر على العائلة.

مرضى "الفشل الكلوي" خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)
مرضى “الفشل الكلوي” خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)

يقول، محمد وهو نجل عوض القسوم والمرافق له في الجلسات، لـ”السورية.نت”، إنّ “المركز ـ بسبب انخفاض الدعم والنفقات المالية عن المعدّات ـ طلب منا شراء قثطرة غسيل خاصة لوالدي من أجل عملية الغسيل، لكن سعرها يقارب الـ 17 دولاراً وهي تحتاج لتبديل بشكل دوريّ، ما يزيد من حجم المبالغ”.

تجد العائلة بحسب محمد، صعوبةً ماديةً في تأمين أجرة السيارة التي تقلّهم من قريتهم الواقعة قرب بلدة “كفرجالس” غربي المحافظة إلى مركز مدينة إدلب، ويتساءل: “كيف يمكن لنا تأمين هذا المبلغ أسبوعياً”.

مرضى "الفشل الكلوي" خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)
مرضى “الفشل الكلوي” خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)

عائلة التسعيني عوض، واحدة من عشرات العائلات التي يرهقها انخفاض الدعم عن مراكز غسيل الكلى الخمسة في إدلب، التي تسجّل عجزاً في تأمين الاحتياجات بنسبة 30 في المئة، بحسب فريق “منسقو استجابة سورية”.

وتقدّم المراكز بحسب الفريق حوالي 5 آلاف جلسة غسيل شهرياً، وقال إنّ “لجوء المرضى إلى شراء مواد العلاج يزيد من أعبائهم، إلى جانب تنقلهم من منطقة إلى أخرى بحثاً عن مراكز لاستقبالهم”.

ويضيف الفريق: “في كثير من الحالات لا يستطيع المريض إجراء العلاج بسبب إغلاق بعض المراكز”.

مرضى "الفشل الكلوي" خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)
مرضى “الفشل الكلوي” خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)

ولا يختلف الحال لدى الطفل عماد عرمان، المصاب بـ”الفشل الكلوي” منذ 7 سنوات، إذ تعيش عائلته حالة قلق من نفاد جلسات الغسيل في مركز “ابن سينا”، الوجهة التي يداومون عليها لعلاج طفلهم.

يقول والد عماد، كامل عرمان لـ”السورية.نت”: “في كل جلسة من جلسات الغسيل الثلاثة أسبوعباً لطفلي، أتخوّف من نفاد المعدات من أجل جلسة العلاج”.

يتأثر كامل بجو الترقب السائد على المركّز، الذي يعتمد اليوم على تبرّعات فردية من أشخاص وفرق إنسانية ومنظمات أخرى على شكل متقطّع، من أجل تقديم الحدّ الأدنى من مواد واحتياجات جلسات الغسيل.

ويردف كامل: “الجلسة الواحد من الممكن أن تكلفني ما يقارب الـ 400 ليرة تركية، وهذا المبلغ ليس بمقدوري تأمينه على الإطلاق، وتأمين الدعم مرتبط بحياة طفلي وعشرات المرضى من حولي”.

وتقدّر تكلفة جلسة الغسيل الواحدة، بمبلغ يتراوح من 20 إلى 30 دولاراً أمريكياً، وهو مبلغ يفوق الدخل الأسبوعي للأسر.

مرضى "الفشل الكلوي" خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)
مرضى “الفشل الكلوي” خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)

“حلول مؤقتة”

يقول طه طقيقة، وهو المدير الإداري لمركز “ابن سينا” لغسيل الكلى، إنّ “جميع المراجعين للمركز من المرضى غير قادرين على تأمين تكلفة جلسة الغسيل الواحدة”.

ويناشد في حديثٍ لـ”السورية.نت”، الجهات المنظمات ومنظمة الصحة العالمية تحديداً لتأمين الدعم الكافي للمركز، حتى يستأنف عمله وفق الاحتياج.

ويشير إلى “أن المركز يخدّم المرضى في الوقت الحالي من تبرّعات مختلفة، كما يحاول أن تكون التكاليف تشاركية بين المريض والمركز خلال هذه الفترة، إلى أن يتوفر الدعم”، معتبراً أنها “حلول مؤقتة لمساندة المرضى”.

ويوضح أنّ المركز يقدم حوالي 1700 جلسة غسيل شهرياً للمرضى، إلا أنّ احتياجات الجلسات المتوفرة قد لا تستمر إلا لأيام قليلة.

مرضى "الفشل الكلوي" خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)
مرضى “الفشل الكلوي” خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)
مرضى "الفشل الكلوي" خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)
مرضى “الفشل الكلوي” خلال جلسات الغسيل، مركز ابن سينا، مدينة إدلب 22 كانون الثاني/يناير (السورية.نت)
المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا