باحث يتحدث عن “مغزى أمني” وراء لقاء بافل وعبدي

الحوار الكردي - الكردي غائب

لم تكن الزيارة التي أجراها رئيس “حزب الاتحاد الوطني الكردستاني”، بافل طالباني إلى شرق سورية دون أي مقدمات، بل جاءت عقب فترة وصفت بـ”العصيبة” عاشها قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، بعدما أطلقت تركيا عملية جوية تحت اسم “المخلب السيف”، ومن ثم تهديدها بشن عملية عسكرية للسيطرة على المزيد من المناطق، الواقعة على طول الحدود الشمالية لسورية.

وفتحت الزيارة الباب أمام الكثير من التحليلات، حول أسبابها وتوقيتها، خاصة مع حالة الانقسام السياسي في إقليم كردستان العراق، بين حزبي “الاتحاد الوطني” و”الديمقراطي الكردستاني”.

إضافة إلى مؤشرات على تراجع تركيا عن شنها هجوماً برياً في سورية، وعودة النشاط العسكري للتحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا لدعم “قسد”.

“تعزيز التعاون الأمني”

بافل طالباني وأعضاء من قادة قسد خلال زيارة طالباني إلى شمال شرقي سورية (بافل طالباني/تويتر)

 

ورأت بعض التحليلات أن زيارة “بافل” هي لزيادة التنسيق بين الولايات المتحدة و”قسد” لمحاربة تنظيم “الدولة”، وترتيب الأوراق العسكرية والسياسية في شمال شرقي سورية، وهو ما يمكن أن يفسر نتيجة لحضور الجنرال ماثيو ماكفرلين قائد “عمليات العزم الصلب”.

ويرجح الباحث بدر ملا رشيد، مدير مركز “رامان للبحوث والاستشارات” أن تكون زيارة طالباني “برغبة أمريكية لإعادة التنسيق الأمني بين الجانبين للمستويات السابقة”.

ويوضح الباحث لـ”السورية نت” أن التنسيق الأمني بين “قسد” و”الاتحاد الوطني” تضرر بعد إزاحة “لاهور شيخ جنكي” من قيادة “حزب الاتحاد الوطني”، ومن قيادة قوات استخبارات الحزب في مدينة السليمانية، الواقعة بإقليم كردستان العراق.

وكان “لاهور شيخ جنكي” منخرطاً بشكل كبير مع “قسد”، وغيابه يمكن أن يكون قد أدى لخلل أمني.

ونقلت وكالة “رووداو” عن أحمد نجم السكرتير الصحفي لبافل، وهو الذي رافقه في زيارته لشمال شرقي سورية، بقوله إن الأخير “أكد لقائد قسد دعمه له”.

كما قال فرهاد شامي مدير المكتب الإعلامي لـ”قسد” إن “الزيارة جاءت لمناقشة خطر مرتزقة داعش على شمال وشرق سورية وجنوب كردستان، في ظل هجمات الاحتلال التركي المستمرة”، حسب قناة “روناهي“.

وأشار عضو مجلس قيادة “الاتحاد الوطني”، آراس محمد آغا، في حديثه لـ”اندبندنت عربية” إلى أن زيارة طالباني هي لهدفين، الأول: هو مكافحة “الإرهاب مع الحلفاء” و”قسد” في المنطقة.

أما الهدف الثاني، يتمثل في سعي طالباني “لتوحيد الخطاب السياسي الكردي، في ظل انقسام غير مطلوب، والزيارة تأتي لتقوية العلاقة مع هذا الجزء الكردستاني”، بحسب تعبيره.

ماذا عن الحوار الكردي الكردي؟

ويقول الباحث بدر ملا رشيد، إنه لا توجد إشارات بأن يكون اللقاء من أجل الحوار الكردي الكردي، رغم الحديث عن هذا الجانب، ولم يصدر “المجلس الوطني الكردي” أي شيء بهذا الخصوص.

وأيضاً، ورغم وجود ضغط أمريكي على البيشمركة في إقليم كردستان العراق وعلى الأكراد في سورية للوصول إلى اتفاق.

وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية باستمرار لاستئناف جولات الحوار الكردي – الكردي في سورية، بهدف توحيد الموقف السياسي للكرد السوريين.

لكن لا تزال هناك العديد من العقبات تعترض الاتفاق النهائي.

وكانت آخر التطورات على صعيد الحوار، في 20 من يوليو/أيلول 2020، بإعلان “المرجعية السياسية الكردية”، من جانب “المجلس الوطني” و”حزب الاتحاد الديمقراطي”، تحت رعاية أمريكية.

وتعد اتفاقية “دهوك 2014” حول الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع، أساساً لمواصلة الحوار والمفاوضات الجارية بين الطرفين الكرديين، بهدف الوصول إلى اتفاقية شاملة.

بافل طالباني يثير الجدل بزيارة شرق سورية.. لماذا عَبر الحدود؟

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا