روسيا تغازل كرد سورية بـ”تجربة العراق”: عاملان لتجاوز الماضي

دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كُرد سورية والمسؤولين في “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) لإطلاق “حوار جاد” مع نظام الأسد في دمشق.

وقال في تصريحات نشرتها وكالة “تاس“، اليوم السبت، إن “تجربة العراق ومنطقة الحكم الذاتي الكردية يمكن أن تساعد هنا”.

وأضاف لافروف أن موسكو في اتصالاتها مع الرئيسة التنفيذية لـ”مسد”، إلهام أحمد، تسعى لـ”توضح لهم ضرورة إطلاق حوار جاد مع دمشق، بشأن الظروف التي سيعيش فيها الأكراد داخل الدولة السورية”.

وأوضح أن “هدف الدبلوماسية يكمن في تجاوز الماضي، وإقامة علاقات للمستقبل”، مشيراً إلى أن “سورية في هذه المسألة قد تستفيد من تجربة العراق المجاور”.

وهذه هي المرة الأولى التي تستشهد فيها روسيا بـ”تجربة كردستان العراق”، كعامل مساعد لحل مصير المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، في شمال وشرق سورية.

واللافت من حديث لافروف، أن الاستشهاد بكردستان يرتبط بعاملين أساسيين؛ الأول هو “الحوار الجاد” مع نظام الأسد، والثاني يتعلق بعلاقة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بالجانب الأمريكي.

وذكّر الوزير الروسي، بأنه قبل عامين وخلال زيارته إلى دمشق وأربيل “دعم بقوة فكرة تكثيف الاتصالات بين أكراد سورية والعراق، بهدف تبادل أكراد العراق مع أشقائهم السوريين تجربتهم بشكل أنشط”.

وتابع: “هذه هي الحياة، لكن الأفق يجب أن يكون أبعد بالنسبة للسياسيين الأكراد. لا شك في أن الأمريكيين ليسوا من سيحدد مصير سورية”.

ومنذ عام 2019 كانت روسيا قد توسعت عسكرياً في مناطق شمال وشرق سورية، الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”.

وبالتزامن مع ذلك اتجهت لتسهيل عمليات الحوار بين مسؤولي “مسد” من جهة، والمسؤولين في نظام الأسد من جهة أخرى.

وحتى الآن لم يحسم مصير مناطق شمال وشرق سورية، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية، خاصة أن سلسلة المفاوضات بين “مسد” والنظام لم تفض إلى أي نتيجة ملموسة.

وتعتبر اللامركزية الإدارية الطموح والهدف الذي يريده “مسد” ويركز عليه حالياً، بعد الرؤية التي تبناها سابقاً من النظام الفيدرالي، والذي قسم مناطق “قسد” إلى ثلاث مقاطعات.

وسبق وأن عقد “مسد” لقاءات مع مسؤولين روس، ودول غربية أبرزها الولايات المتحدة، كما وقع مذكرة تفاهم مع “حزب الإرادة الشعبية”، الذي يترأسه قدري جميل رئيس منصة موسكو.

ونص الاتفاق على أن “سورية الجديدة هي سورية موحدة أرضاً وشعباً، وهي دولة ديمقراطية تحقق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وتفتخر بكل مكوناتها”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا