ناشطون سوريون يروون قصص جرائم النظام في مجلس الأمن

أدلى ناشطون سوريون بشهاداتهم أمام مجلس الأمن، أمس الاثنين، خلال جلسة مخصصة لمناقشة الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري بحق السوريين خلال السنوات العشر الماضية من عمر الثورة السورية.

ناشطون يلومون مجلس الأمن

الناشطة والمخرجة السورية، وعد الخطيب، كانت من بين المشاركين في جلسة مجلس الأمن، التي انعقدت ضمن صيغة “آريا” المخصصة للاستماع لآراء الأفراد والمنظمات في مسائل ضمن اختصاص مجلس الأمن، وذلك بغض النظر عن مواقفة الدول دائمة العضوية واستخدامها لحق النقض (الفيتو).

وخلال كلمتها أمام المجلس، أدلت وعد الخطيب بإفادتها حول الجرائم التي ارتكبتها قوات الأسد عام 2016 في أحياء حلب الشرقية، التي تعرضت لحصار دامٍ وقصف انتهى بتهجير أهلها، ومن بينهم وعد، وسيطرة النظام عليها.

ووجهت الخطيب انتقادات لمجلس الأمن بسبب “التقاعس” عن محاسبة المتورطين بجرائم حرب في سورية، بقولها: “لقد تخليتم عنا. مجلسكم عقد اجتماعات واجتماعات حول كل الأحداث التي شهدتها في حياتي(…) هذا المجلس فشل في مساءلة الجناة لذلك فإننا كسوريين نبحث عن مسارات جديدة لمحاسبة النظام بإشراف ناشطين وفرق قانونية سورية وبعض الدول”.

وأضافت: “هناك 42 تقريراً صادراً عن هيئة التحقيق الدولية، فضلاً عن التقارير الصادرة عن منظمة العفو الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وعشرات المنظمات السورية. ورغم ذلك كله بعضكم يتحدث عن تجديد العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري وهناك من يبرم عقوداً مع أمراء الحرب لإعادة بناء ما دمره نظام الأسد”.

أمل جديد بمحاسبة المجرمين

الناشط السوري والمعتقل السابق في سجون النظام، عمر الشغري، تحدث أيضاً أمام مجلس الأمن، أمس، مسلطاً الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها نظام الأسد بحق المعتقلين في سجونه، عبر عرض تجربته والتعذيب الذي تعرض له حين كان معتقلاً.

وقال الشغري في كلمته، إن الأمم المتحدة وثقت مقتل أكثر من 350 ألف شخص في سورية، منذ عام 2011، كان بإمكان مجلس الأمن الدولي حمايتهم، لكنه لم يفعل ذلك، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك ملايين كثر من الممكن حمايتهم.

ودعا الشغري المجلس للتحرك من أجل إيقاف الانتهاكات في سورية، بقوله: “لدينا اليوم أدلة ضد نظام الأسد أكثر من الأدلة ضد النازيين”.

من جانبه، شارك الناشط القانوني السوري، إبراهيم العلبي، العضو في مجموعة “غرنيكا 37” المختصة في القانون الدولي، في جلسة مجلس الأمن أيضاً، معتبراً أن صمت المجلس عن جرائم الأسد شجعت الأخير على مواصلة الانتهاكات.

وأضاف: “هناك أدلة كثيرة على أن النظام هو الجاني الرئيسي، خاصة في تقرير لجنة التحقيق المستقلة الأخير المؤلف من 1270 صفحة.. فضلاً عن تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”، مردفاً: “اليوم توجد فرصة لمحاسبة مرتكبي الجرائم في سورية لكنها تحتاج إلى تحرك فوري وحقيقي من المجتمع الدولي”.

ولاقت كلمات الناشطين السوريين ترحيباً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها البعض “أملاً جديداً” في ملف المساءلة والعدالة في سورية، عبر اتخاذ خطوات حقيقة لمحاسبة مجرمي الحرب.

يُشار إلى أن مشاركة الناشطين الثلاثة تأتي ضمن تحركات يجريها “المجلس السوري البريطاني” لتوثيق انتهاكات نظام الأسد، والضغط على المجتمع الدولي من أجل محاسبته وإيقاف محاولات التطبيع معه.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا