في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. من يكفل لنا حق الحياة؟

شهدت المنطقة الكثير من الصراعات والأزمات التي كان للسوريين الحصة الأكبر منها خلال العقد الماضي، لكن بات من المخزي تذكير العالم بأبسط حقوق الإنسان، وهو حق الحياة، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع مع دول العالم كافة نصاً ومضموناً بهدف صون حقوق الإنسان بشكل كامل، وذلك عقب الانتهاكات المتكررة بحق الإنسان في الحرب العالمية الثانية.

وتزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف في 10 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، لا تزال معاناة السوريين مستمرة منذ 12 عاماً تخللها سلب لحقوق الناس حقاً تلو الآخر ليصبحوا مجردين من حقوقهم الأساسية، ما دفع البعض للهجرة خارج سوريا بحثاً عن الأمان الذي فقدوه في وطنهم، ليشاهدوا دولاً تسعى جاهدة لتوفير الرفاهية لمواطنيها مقارنة مع واقع الإنسان العربي وما يلاقيه من ظلم الأنظمة وحرمان الحقوق.

للأسف وصلنا لمرحلة نسينا أن نطالب بحقوق غير حق الحياة، الذي أصبح الحصول عليه حلماً مسروقاً في ظل النزاعات التي باتت تحصد آلاف الأرواح وتدمر المنازل والقرى والبنى التحتية من مدارس ومؤسسات ومستشفيات، الأمر الذي أثّر على حصول أطفالنا على حقهم في التعليم ومحاولة جعلهم آمنين وأدى لإشغال الناس بالبحث عن لقمة العيش وسط ظروف معيشية صعبة.

ويتساءل كثيرون، أين قوانين دول العالم التي وقّعت على اتفاقية حقوق الانسان أينما كان، وضمان حياة كريمة له بعيداً عن الذل والهوان؟ وما دور المنظمات الإنسانية التي تسعى جاهدة  لحماية الانسان وصون كرامته وجعل هذا العالم أكثر عدلاً وتحقيق المساواة بين أفراده؟ وما موقف الأمم المتحدة من تطبيق اتفاقية حقوق الانسان؟

لا شيء!  اكتفت هذه الأمم بالتعبير عن القلق وناشددت الجميع بالوقوف في وجه “الخروقات” ووضع عقوبات للحد منها، وغاب الصوت العربي وبات ساكناً على الرغم من معرفته بتعرضنا جميعاً للخطر في حال تم التخلي عن القيم الإنسانية. إننا جميعاً مسؤولون عن المطالبة بحقوقنا وحقوق الآخرين، لذلك نشعر بالأسى لما يجري ونتناسى مصابنا لنعزّي غزة التي لامسنا جراحها من خلال واقعنا المرير، فالإنسان الفلسطيني يعاني يومياً من القصف والقتل والتهجير وحرمان الأمان والعيش بسلام، ورغم ذلك يبقى الأمل موجوداً بأن رأيهم سيُسمع ذات يوم، وحقوقهم المسلوبة ستُسترد، وبيوتهم المسروقة سيعودون إليها وإن طال الزمن.

المصدر السورية نت


المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

قد يعجبك أيضا