“قسد” تتقدم في دير الزور وعينها على مسقط رأس “الهفل”

تقدمت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في محافظة دير الزور خلال الساعات الماضية على حساب مقاتلي العشائر العربية، معلنةً السيطرة على عدة مدن وبلدات.

وقال الناطق باسمها، فرهاد شامي، اليوم الاثنين، إنهم تمكنوا من السيطرة على بلدة الشحيل بشكل كامل، الواقعة على ضفاف نهر الفرات شرقي دير الزور.

وأضاف أن “قوات عملية تعزيز الأمن تفرض سيطرتها أيضاً في الوقت الحالي على مفرق الشحيل والذيبان”.

وجاء التقدم بعد استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من جانب “قسد” إلى المحافظة، وفي أعقاب خسارة الأخيرة لسلسلة بلدات وقرى، إثر هجوم واسع نفذه مقاتلو العشائر، على مدى 6 أيام.

“مطلوب لنا”

وتأتي إعادة السيطرة من جانب “قسد” على الشحيل والطريق الواصل إلى ذيبان بعدما حصرت المواجهة التي تخوضها في المحافظة بشيخ عشيرة العكيدات، إبراهيم الهفل.

ونشرت ليلة الأحد بياناً جاء فيه: “قسد تؤكد أن المدعو إبراهيم الهفل وهو رأس الفتنة بات مطلوباً لقوّاتنا لتسببه في إراقة دماء مقاتلينا وأهلنا وتشريد المدنيين، وتخريب المؤسسات الخدمية المدنية”.

واتهم البيان الشيخ الهفل بـ”إشعال الفتنة بناء على أوامر من الجهات الخارجية”.

وأضافت “قسد“: “لن يتم عفو المدعو إبراهيم والمسلحين الدخلاء الذين استجلبهم من غرب الفرات”.

وكان الشيخ الهفل قد خرج بتسجيل مصور، يوم السبت هدد فيه “قسد” بمواصلة القتال، ودعا بقية العشائر العربية للدخول على خط المواجهة.

وقال: “إنها معركة كرامة. مطالبنا مُحقه، ولم نكن نريد الحرب لكنها فُرضت علينا، نحن أبناء عشائر بحتة، لسنا تابعين لأي جهة وضد الفتنة، فليتوجه الجميع لجبهات منطقة البصيرة”.

وأضاف: “نوجه نداء لأبناء عمومتنا الشعيطات وعشائر البوجمال وإلى عشائر البوشامل والبكير الفزعة إلى جبهة البصيرة. مطلبنا مطلب عشائر عام وهذا يومكم يا شباب”.

“عين قسد على الهفل”

وفي الوقت الحالي تقول مصادر من دير الزور لموقع “السورية.نت” إن “قسد” تحاول الضغط عسكرياً على الأرض، في مسعى منها للوصول إلى بلدة ذيبان، وهي مسقط رأس الشيخ الهفل، وتعتبر من أبرز معاقل عشيرة العكيدات.

ومن غير الواضح بشأن ما إذا كانت “قسد” ستتمكن من الوصول إلى القرية، وخاصة في ظل مقاومة يبديها مقاتلو العشائر هناك حتى اللحظة.

وكان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، إيثان غولدريتش، وقائد عملية “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب”، اللواء فويل قد التقوا، الأحد، مع قادة “قسد” وزعماء العشائر العربية بدير الزور.

واتفقوا على أهمية معالجة مظالم سكان دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي في المدينة، وضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

كما اتفقوا على وقف تصعيد العنف في أسرع وقت ممكن، وفقا لبيان لـ”السفارة الأميركية في سورية“.

لكن اللافت أن “قسد” أطلقت هجوماً واسعاً في أعقاب هذا الاجتماع، وتواصل حتى الآن التأكيد على نيتها السيطرة على كامل المناطق التي خسرتها لصالح مقاتلي العشائر.

ورغم أن الشرارة الأولى للمواجهات اندلعت في أعقاب اعتقال “قسد” لقائد “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها، أحمد الخبيل والملقب بــ”أبو خولة”، إلا أن الدوافع الرئيسية للمواجهات التي يقودها مقاتلو العشائر العربية تذهب بمسار مختلف.

وفي أعقاب اعتقال “أبو خولة” وقادة الصف الأول في “المجلس” ارتكبت قوات “قسد” وجهازها الأمني المعروف بـ”أسايش” انتهاكات في دير الزور، ووصلت إلى حد قتل أطفال ونساء، ما دفع مقاتلي عدة عشائر عربية لخوض مواجهات ضدها، بعدما أعلنوا “حالة النفير العام”.

وجاءت الانتهاكات ضمن الحملة التي أطلقتها “قسد” تحت عنوان “تعزيز الأمن والسلام” في دير الزور.

وفي حين قالت أولاً إنها تستهدف “خلايا داعش” وسّعت الدائرة شيئاً فشيئاً، لتتحدث عن محاولات تسلل لقوات النظام إلى دير الزور، وضلوع “أصابع خارجية”، تتمثل بتركيا وإيران، حسب زعمها.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا