“قسد” تعتقل “أبو خولة”.. تفاصيل حملة بدأت من “استراحة الوزير”

اعتقلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قائد “مجلس دير الزور العسكري”، أحمد الخبيل الملقب بـ”أبو خولة”، وبحسب مصادر إخبارية متقاطعة يحاصر فرعها الأمني “أسايش” قادة آخرين في منطقة خشمان بالحسكة.

ويعتبر “دير الزور العسكري” أحد مكونات “قسد”، لكن العلاقة بينهما كانت قد تفجرت لأكثر من مرة، ووصلت ذروتها مطلع الشهر الحالي بعد اشتباكات خمدت بدخل من جانب “التحالف الدولي”.

وفي التفاصيل ذكرت شبكات إخبارية، يوم الأحد، أن “قسد” دعت الخبيل وقادة في الصف الأول يتبعون له إلى اجتماع في “استراحة الوزير” في مدينة الحسكة.

وفي أعقاب ذلك أقدمت على اعتقاله، بينما حاصرت قادة الصف الأول ومجموعة يقودها شقيقه الشيخ جلال الخبيل.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً لجلال الخبيل، أظهر حمله لسلاح فردي داخل السيارة، وتحدث عن حصار فرضته “قسد” على قادة “المجلس” بعد دعوتهم لاجتماع في قاعدة “الوزير” بالحسكة.

وأضاف أن “أبو خولة” اعتقل بعد دخوله لحضور اجتماع مع “قسد” في القاعدة نفسها، مشيراً إلى أن قادة “المجلس” لن يسلموا أنفسهم، واتخذوا خيار القتال.

كما طالب الخبيل أبناء عشيرته “العكيدات” في دير الزور بمهاجمة وحصار حواجز “قسد”.

وأظهر تسجيل مصور آخر شقيق “أبو خولة” أدهم الخبيل، وهو يهدد من أسماهم بـ”الدواعش الصفر” بالتصعيد، في حال لم يحل الموقف.

“حملة تحت ستار داعش”

ولم تعلن “قسد” حتى اللحظة اعتقال “أبو خولة” ومحاصرتها لقادة الصف الأول من “مجلس دير الزور العسكري”، رغم تأكيد الواقعة من عدة مصادر إعلامية.

وأشارت المصادر من بينها الصحفي ابن دير الزور زين العابدين إلى أن “قسد” اتجهت لإرسال قوات عسكرية إلى المحافظة ومناطق انتشار “مجلس دير الزور العسكري”، بعد اعتقال ومحاصرة قادة الصف الأول.

وأوضح زين العابدين عبر موقع التواصل “x” أن “الأمور تسير لصالح قسد، بعد استقدامها تعزيزات غير مسبوقة من الحسكة والرقة”.

إذ “تمكنت من حصار ناحية الصوّر نارياً (معقل أبو خولة)، وقطع طريق مرگدة ــ الصوّر شمالاً، إضافةً لقطع طريق العزِبة شرقاً”.

وفي الريف الغربي لدير الزور بسطت “قسد” سيطرتها على عموم المنطقة من الكسرة وصولاً لدوار المعامل والذي شهد اشتباكات أمس بين “المجلس” وقسد”.

وتحدث الصحفي السوري عن “إقدام قسد أيضاً على اعتقال خليل الوحش قائد ساحة الكسرة في قوات مجلس دير الزور العسكري، واحتجازه في قاعدة حقل العمر”.

وجاءت هذه الحملة الأمنية من جانب “قسد” تحت ستار ملاحقة “فلول تنظيم الدولة الإسلامية”، حسب ما أعلنت في بيان عبر معرفاتها الرسمية.

وقالت “قسد” في البيان: “نظراً لما مرت به منطقة دير الزور من عمليات إرهابية استهدفت السكان ووجهاء المنطقة والقوات الأمنية من قبل خلايا تنظيم داعش فقد أطلقت قواتنا بتمام الساعة الثامنة من مساء اليوم بدعم ومساندة قوات التحالف الدولي عملية تعزيز الأمن في منطقة دير الزور”.

وشكك صحفيون من دير الزور بخلفيات الحملة التي أطلقتها “قسد”، تزامناً مع اعتقال “أبو خولة” ومحاصرة قادته في مدينة الحسكة.

وأوضح “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن “القوى الأمنية لقسد أعلنت عن حظر للتجوال في ريف دير الزور، تمهيداً لاقتحام القرى والبلدات ضد الرافضين إقالة قائد مجلس دير الزور العسكري”.

وقال المرصد إن “أبو خولة يتهم بتجنيد نحو 1000 عنصر عشائري خاص، خارج تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية”.

ما المتوقع؟

في غضون ذلك قالت شبكة “صدى الشرقية” إن “ثلاثة عناصر من مجلس ديرالزور العسكري قتلوا ليلة الاثنين، إثر وقوع اشتباكات عنيفة في قرية الربيضة بناحية الصور شمالي ديرالزور مع مجموعات خاصة تابعة لقوات قسد من طرف آخر”.

وأضافت الشبكة أن “العناصر الثلاثة من أبناء عشيرة البكير من فخذ الخضير والركيوات”.

كما وصل عدد كبير من الاصابات إلى مشفى جديد بكارة والشحيل، بعد اشتباكات بين “قسد” وعناصر “مجلس دير الزور العسكري” في مناطق متفرقة من ناحية الصور شمالي ديرالزور.

وتأتي خطوة “قسد” بعد حديث متكرر عن مخطط أمريكي للهجوم على ميليشيات إيران في البوكمال بالاعتماد على أبناء العشائر، حسب ما يقول الباحث في “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية”، سامر الأحمد.

كما تأتي وسط “خشية قيادة قسد من تفعيل دور عشائري مع حديث عن رفض قيادات حزب العمال الكردستاني للمشاركة في أي عمل ضد الإيرانيين”.

واعتبر الأحمد أن “خطوة قسد في هذا التوقيت تصعيد خطير في المنطقة، وهدفها إضعاف المد العشائري الذي بدأ يتجسد في عدة تطورات مؤخراً، منها إعادة ترتيب وضع عشائر دير الزور، وحشد قبيلة الجبور غير المسبوق ضد ميليشيات النظام بالحسكة”.

وقد جاءت حملتها بالتزامن مع انشغال السوريين بحراك شعبي ضد نظام الأسد وخاصة في السويداء و درعا والشمال السوري، و”في أسلوب تصعيدي مريب ومخادع بذريعة ملاحقة خلايا داعش أو فرار عناصر من سجن الصناعة في الحسكة”.

وتابع الأحمد: “التصعيد اليوم اختبار حقيقي لقوة العشائر، وردة فعلها تجاه سلطات الأمر الواقع، وقد يشكل فرصة جديدة لانتزاع حقوق أهل المنطقة من قسد، التي أرهقتهم بالتضييق الاقتصادي والأمني منذ عدة سنوات”.

واعتبر الباحث السوري أن “قسد تحاول القضاء على قوة ونفوذ مجلس دير الزور العسكري بنفس أسلوبها الغادر الذي حصل سابقا مع لواء ثوار الرقة، وبنفس أسلوب الجولاني في ابتلاع الفصائل”.

ومع ذلك أضاف أنه “لا يمكن الجزم بنجاحها بانتظار رد فعل عشائر المنطقة التي تشكل الحاضن الشعبي للمجلس وقيادته”.

من جانبه أشار الصحفي زين العابدين إلى أن “غالبية قيادات الصف الأول في مجلس ديرالزور العسكري محتجزين لدى قسد، وبعضهم وجه نداءات من سجنه لعناصرهِ طالباً منهم رمي السلاح”.

وقال الصحفي: “كما هو متوقع لم تشهد الأحداث تدخلاً من بقية عشائر العكيدات والبقارة لصالح قوات أحمد الخبيل، إذ يبدو أن تاريخه الأسود في المنطقة كان سبباً بهذا”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا