قصف ودهم وحصار.. إسرائيل تصعّد عملياتها في مشفى الشفاء

منذ يوم أمس، يشهد مشفى الشفاء في قطاع غزة تصعيداً من قبل إسرائيل، بعد تعرضه للقصف أكثر من مرة ما أسفر عن ضحايا مدنيين، تزامناً مع إعلان إسرائيل عن مداهمة “المربع الأمني” لحركة “حماس” قرب المشفى.

وارتكبت إسرائيل، اليوم الجمعة، مجزرة جديدة في المشفى، بعد استهدافها مبنى العيادات الخارجية، ما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الجيش الإسرائيلي قصف مبنى العيادات الخارجية في مشفى الشفاء بصواريخ وقذائف مدفعية.

وأضافت أن القصف استهدف النازحين إلى المشفى، ما أدى لمقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم “منظمة الصحة العالمية”، مارغريت هاريس، “ليس لدي تفاصيل عن مشفى الشفاء، لكننا نعلم أنه يتعرض للقصف بالفعل”.

وأضافت في مؤتمر صحفي أن موقع المشفى “يشهد عنفاً مكثفاً”.

تصعيد على المشافي

وكانت إسرائيل استهدفت، الليلة الماضية، ساحة مشفى الشفاء، الذي يعد أكبر مجمع طبي في غزة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين.

لكنها صعّدت، اليوم الجمعة، من استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في غزة، مع دخول الحرب يومها الـ 35.

إذ استهدف الجيش الإسرائيلي محيط مشفى “أصدقاء المريض”، ومحيط مشفى “العودة”، ومشفى “الرنتيسي” للأطفال غربي غزة.

كما طالت صواريخ إسرائيل بوابة مشفى “النصر” للأطفال غرب مدينة غزة، ما أدى لخروجه عن الخدمة.

إلى جانب ذلك، دفعت إسرائيل بدباباتها إلى محيط مربع المستشفيات وسط غزة، والذي يضم 4 مشافي، وسط الحديث عن حصار تلك المشافي ومحاولات دهم.

إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه داهم ما يصفه بـ “المربع الأمني” لحركة “حماس” وسط غزة، متحدثاً عن مقتل 50 عنصراً من الحركة.

ويأتي الاستهداف الإسرائيلي لمستشفيات غزة في ظل انهيار المنظومة الطبية في المنطقة، بسبب القصف ونفاد الأدوية والوقود.

إذ أعلنت “الصحة العالمية”، اليوم، أن 20 مشفى في غزة خرجت عن الخدمة، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتشير إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد القتلى قارب من 11 ألفاً وسط إصابة ونزوح آلاف السكان.

لماذا مشفى الشفاء؟

وسبق أن هددت إسرائيل بقصف مشفى “الشفاء” في غزة، وسط مخاوف من مصير مشابه لما حدث في مشفى الأهلي المعمداني، والذي أوقعت فيه إسرائيل مجزرة راح ضحيتها أكثر من 470 قتيلاً.

وتقول الرواية الإسرائيلية إن حركة “حماس” تستخدم المشافي مركزاً لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وتستخدم ذلك كمبرر لقصف المراكز الطبية والمدنيين.

وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، فإن القيادة المركزية لـ”حماس” موجودة أسفل المشفى.

وقال هاجاري في مؤتمر صحفي، قبل أيام، إن “حماس تشن حرباً من المستشفيات”، وخص بالذكر مشفى الشفاء.

وأضاف: “لدينا أدلة ملموسة على تدفق مئات الإرهابيين إلى المستشفى للاختباء فيه بعد مجازر 7 أكتوبر”.

وبحسب هاجاري، فإن “لدى إسرائيل معلومات استخبارية بوجود عدة أنفاق تسمح لقياديي حماس بالدخول من خارج المشفى إلى أحد الأقسام ومركز العمليات”.

وزعم أن “حماس” تخزن الأسلحة داخل المشفى، وتطلق الصواريخ منه.

إلا أن حركة “حماس” نفت تلك المزاعم، وقالت إن إسرائيل تمهد لارتكاب مجزرة جديدة في المشفى.

ويعتبر مشفى الشفاء أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، وتم إنشاؤه شمال غرب القطاع عام 1946.

يتكون المجمع من عدة أبنية ويضم ثلاث مستشفيات تخصصية هي: مشفى الجراحة ومشفى الباطنة ومشفى النساء والتوليد.

يضم المشفى حوالي 1500 سرير، وتوجد داخله مختلف العيادات التخصصية، ويخدّم جميع مناطق قطاع غزة.

لكن وبعد بدء التصعيد الإسرائيلي على غزة، نزح العديد من سكان القطاع إلى مشفى الشفاء، هرباً من الغارات الإسرائيلية على الأحياء السكنية.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا إلى مشفى الشفاء منذ 7 أكتوبر الماضي، بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا