قطر تقلّص منحتها المالية لـ”حماس” بسبب تقاربها مع الأسد

كشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن قطر قلّصت من منحتها المالية المخصصة لـ”حركة حماس” الفلسطينية، بسبب تقاربها الأخير مع النظام السوري.

ونقلت الشبكة عن مصدر لم تسمه قوله، اليوم الجمعة إن “التقليص المالي يأتي بسبب ما قامت به الحركة من خطوات فعلية للتقارب مع الحكومة السورية”.

وأكد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في “حماس” أن المنحة المالية القطرية تأثرت فعلياً من حيث قيمتها المالية.

وأوضح أنه “في بعض الأحيان صُرفت ووصلت لعشرة ملايين دولار، ثم تراجعت حتى وصلت لثلاثة ملايين دولار في الجزء المخصص للموظفين”.

كما أن هناك حالة من عدم انتظام الدفع في الشهور الأخيرة، حيث لم يتم دفعها خلال الشهور الثلاثة الماضية إلا لمرة واحدة وبقيمة 3 ملايين دولار، “وهذا بالتأكيد يفاقم العجز المالي للحكومة”، حسب قول معروف.

وتابع أنه “علاوة على تقليص قطر للمنحة المالية فإنه يعود أساساً للفجوة بين النفقات المترتبة على المؤسسة الحكومية عبر وزارة المالية ومحدودية الإيرادات وانخفاضها في بعض الأحيان ما راكم عجزا مالياً بلغ ذروته الشهر الماضي”.

“زيارة وطي الماضي”

وفي أكتوبر العام الماضي وصل وفد حركة “حماس” إلى العاصمة السورية دمشق، اليوم الأربعاء، في زيارة هي الأولى له، منذ انقطاع العلاقات قبل أكثر من 10 سنوات.

وعقد رئيس وفد “حماس” خليل الحية، مؤتمراً صحفياً عقب لقائه بشار الأسد، قال فيه إن هذا اللقاء هو “يوم مجيد” بالنسبة للحركة، ومنه ستستأنف “حماس” حضورها في سورية.

وأضاف: “نحن نطوي أي فعل فردي لم تقره قيادة حماس، واتفقنا مع الرئيس الأسد على طي صفحة الماضي”. وتابع: “اتخذنا قرار العودة إلى سورية بمفردنا ولم نستشر أحداً ولم نكن لنتراجع لو رفض أي طرف ذلك”.

“غدر”

ومنذ وصول وفد “حماس” إلى دمشق لم يطرأ أي تقدم على صعيد علاقتها مع النظام السوري، إلى أن تحدث بشار الأسد في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية” قبل يومين.

واعتبر الأسد أن “موقف حماس السابق كان بمثابة غدر. ليس لأننا وقفنا معها لكن لأنها كانت تدّعي المقاومة في ذلك الوقت”، حسب تعبيره.

وقال: “أنا أتحدث عن القيادات، لا أتحدث عن كل حماس، لا أعرف كل حماس، التي ادعت أنها تقف مع المقاومة هي نفسها التي حملت علم الاحتلال الفرنسي لسورية، فكيف يمكن لشخص يدّعي المقاومة أن يقف مع احتلال نتج باحتلال أميركي وتركي وعدوان إسرائيلي تحت علم محتل فرنسي”.

وتابع رأس النظام: “هذا الموقف هو مزيج من الغدر والنفاق”، مشيراً إلى أنه وفي الوقت الحالي لا يوجد للحركة أي مكاتب في سورية، وأنه “من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء. لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سورية هي الأولوية بالنسبة إلينا”.

ما هي منحة قطر المالية؟

وأعلنت قطر منذ قرابة 5 أعوام عن صرف منحة مالية لقطاع غزة يتم تجديدها سنوياً عبر إصدار بيان من الديوان الأميري القطري، ومن ثم تحويل الأموال المخصصة للمنحة للجنة القطرية المقيمة في غزة لمتابعة عمليات الصرف.

حيث تم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، الأول منها للعائلات الفقيرة و المتعففة والثاني تم تخصيصة لمحطة الكهرباء والجزء الثالث جاء كمساهمة في دفع رواتب موظفي الحكومة في القطاع بواقع إجمالي المنحة البالغة 30 مليون دولار شهرياً. و يتم صرف 10 مليون دولار لقرابة 100 ألف عائلة فقيرة، بحسب “بي بي سي”.

وأيضاً يتم دفع 10 مليون دولار ثمناً للوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء، و10 مليون كانت تدفع للمساهمة في دفع مرتبات موظفي “حماس”، قبل أن يتم الإعلان عن تقليصها منذ عدة أشهر.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا