كارثة قارب اليونان: سوريون على قوائم المفقودين و100 طفل

نشر صحفيون وناشطون قائمة لمفقودين سوريين كانوا على متن القارب الذي غرق قبالة السواحل اليونانية، وبينما تأكدت “السورية.نت” منها بناء على حديث مصادر تحدثت وسائل إعلام غربية عن مأساة 100 طفل.

وتضم القائمة 54 اسماً من محافظة درعا في جنوب سورية، بالإضافة إلى 12 آخرين نجوا ووصلوا إلى اليونان، بحسب الصحفي عمر الحوراني والمصدر المتابع الذي أكد لـ”السورية.نت”.

وأوضح المصدر أنه “لم يطرأ أي جديد على المفقودين، بينما نقلت السلطات اليونانية الناجين إلى كامبات لاستكمال الإجراءات”.

ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد المفقودين والغرقى، حتى الآن في ظل استمرار أعمال البحث والإنقاذ في المنطقة التي غرق فيها القارب، على بعد نحو 50 ميلاً على الساحل الجنوبي الغربي.

“100 طفل وعوائل سورية”

وانطلق القارب فارغاً من مصر وتوقف عند ميناء طبرق في ليبيا، حيث حمل المهاجرين متوجهاً إلى إيطاليا، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية يونانية.

وأظهرت صور القارب مكدساً بالأشخاص، لكن الروايات عن تواجد عدد كبير من النساء والأطفال على متنه، جاءت على لسان أطباء قدموا العلاج لعدد من الناجين معظمهم من الذكور.

وقد يكون القارب قد حمل ما يصل إلى 750 راكباً، بحسب وكالة “أسوشيتد برس“، التي نشرت أسماء عائلة من مدينة عين العرب في شمال سورية غرق كامل أفرادها المكونين من 4 رجال وصبي يبلغ من العمر 14 عاماً.

وفي ظل المئات في عداد المفقودين في وقت متأخر من يوم الخميس، ستكون الحادثة “واحدة من أسوأ حطام السفن في البحر الأبيض المتوسط في التاريخ الحديث”، وفق ذات الوكالة.

من جهتها نقلت شبكة “بي بي سي” البريطانية، اليوم الجمعة، عن طبيب مسؤول في مشفى كالاماتا العام قوله إن ما يصل إلى 100 طفل كانوا على متن القارب.

وأضاف رئيس قسم أمراض القلب مانوليس ماكاريس أن الناجين “قالوا لنا إن أطفالاً كانوا في مقدمة القارب. أطفال ونساء”.

وقال أيضاً إن المرضى زودوه بأرقام تقديرية، مشيراً: “أحدهم أخبرني عن 100 طفل وآخر عن خمسين طفلاً، لذا لا أعلم الحقيقة – لكن (العدد) كبير”.

وقال مكاريس إنه يعتقد إن ما يصل إلى 600 شخص لقوا مصرعهم في هذه الكارثة، مؤكداً أن “العدد الدقيق لجميع من كانوا على متن القارب كان 750 شخصاً. هذا هو العدد الدقيق الذي أخبرني عنه الجميع”.

وقال إن “عائلات بعض الأطفال المصريين المفقودين أرسلوا له صوراً لأقاربهم، آملين أن يتعرف عليهم بعد معالجتهم”.

وتابع: “إنها مأساة، على الجميع في أوروبا عدم القبول بهذا الوضع. علينا أن نفعل شيئاً. على الجميع أن يفعل شيئاً كي لا يتكرر ذلك”.

“تفاصيل أكثر”

وقدِمت عائلات بعض المفقودين إلى كالاماتا اليونانية للبحث عن أقاربهم، فيما أُنقذ 104 أشخاص جميعهم من الذكور.

وقال أحدهم لـ”بي بي سي” إن أربعة من أقاربه على الأقل في عِداد المفقودين، مضيفاً أنهم حصلوا على تأكيد بالعثور على أحد أقاربهم في مركز الإنقاذ، لكنه لم يحصل على معلومات بشأن الآخرين بعد.

وانهار رجل سوري من هولندا حين علم أن زوجته وشقيقها في عِداد المفقودين.

وقال قاسم أبو زيد إن “السلطات تبحث عن جثثهم في البحر، يبحثون في المستشفيات وبين الجثث الأخرى وبين الناجين”.

وكانت اليونان قد أعلنت الحداد العام ثلاثة أيام على ضحايا الكارثة، التي وصفتها بأنها واحدة من أكبر مآسي المهاجرين على الإطلاق.

وقال خفر السواحل اليوناني إن القارب سقط على بعد نحو 80 كيلومتراً جنوب غربي بيلوس بعد الساعة 02:04 صباح الأربعاء، بحسب التوقيت المحلي، وانخفض عدد القتلى المؤكد في وقت سابق من 79 إلى 78 قتيلاً.

من جهتها أضافت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل “فرونتكس” أنها رصدت القارب في وقت مبكر من بعد ظهر الثلاثاء، وأبلغت السلطات اليونانية والإيطالية على الفور.

“جدول زمني”

ويفيد الجدول الزمني الذي قدمه خفر السواحل بأن أول اتصال بقارب الصيد كان في الساعة 14:00، بحسب التوقيت المحلي، ولم يُقدم أي طلب للمساعدة.

وقال خفر السواحل إن وزارة الشحن اليونانية أجرت اتصالات متكررة بالقارب، وقيل لها مراراً إن السفينة تريد الإبحار إلى إيطاليا.

وأضافوا أن سفينة ترفع علم مالطا قدّمت الطعام والماء في حوالي الساعة 18:00بالتوقيت المحلي، وقدّم قارب آخر المياه، بعد ذلك بثلاث ساعات.

وفي حوالي الساعة 01:40 بالتوقيت المحلي من صباح الأربعاء، قيل إن شخصاً ما كان على متن القارب أبلغ خفر السواحل اليوناني أن محرك السفينة تعطل.

وبعد ذلك بوقت قصير، انقلب القارب، ولم يستغرق سوى 10 إلى 15 دقيقة ليغرق تماما. وبدأت عملية البحث والإنقاذ ولكنها كانت معقدة بسبب الرياح العاتية.

واشتكى خط مساعدة الطوارئ الخاص بالمهاجرين الذين يواجهون مشاكل في البحر، من أن خفر السواحل كانوا “على علم بأن السفينة في محنة لساعات قبل إرسال أي مساعدة”.

وأضاف أن السلطات “أبلغتها مصادر مختلفة” أن القارب كان يواجه مشكلة.

وتابع أن الناس ربما كانوا خائفين من مواجهة السلطات اليونانية، لأنهم كانوا على دراية بـ”ممارسات الصد الرهيب المتبعة” في البلاد.

وانطلقت عدة مسيرات مساء الخميس في العاصمة أثينا ومدينة سالونيك وأماكن أخرى احتجاجا على المأساة.

وأمرت المحكمة العليا اليونانية بإجراء تحقيق لتحديد أسباب المأساة التي صدمت اليونان التي تتهمها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الدولية منذ سنوات بإبعاد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في الاتحاد الأوروبي.

لكن بعض الصحف لم تخف غضبها من هذه المأساة الجديدة.

وكتبت صحيفة “إفسين” اليونانية من يسار الوسط على صدر صفحتها هذه الكلمة بست لغات: “عار!”.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة أشارت في تقرير لها أمس، أن وفيات المهاجرين على طرق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت خلال العام الماضي أعلى رقم منذ 2017، بعدما لقي نحو 3800 شخص حتفهم.

وكشف التقرير عن زيادة في الحوادث المميتة على القوارب التي تتجه إلى اليونان وإيطاليا من لبنان، بحسب وكالة “رويترز”

وجاء في تقرير المنظمة الدولية للهجرة أن “ما يصل إلى 84 بالمئة ممن لقوا حتفهم على طول الطرق البحرية ما زالوا مجهولي الهوية، تاركين عائلات يائسة تبحث عن إجابات”.

وتعتبر اليونان من إحدى النقاط الرئيسية التي يدخل منها اللاجئون من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا