“لن نعود إلى الوراء”.. ما المتوقع بالنسبة لاحتجاجات السويداء؟

بعد مرور سبعة أيام على الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء تطلق تساؤلات حول ماهية المحطة التي سيصل إليها الحراك، وما إذا كان المتظاهرون سيبقون على ذات الوتيرة والزخم أم قد يغيرون المسار الذي بدأوه مطالبين بإسقاط النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254.

وسبق وأن شهدت المحافظة مظاهرات شعبية خلال السنوات الماضية، لكنها توقفت بعد أسابيع من انطلاقها دون أن تحقق المطالب التي نادى بها المحتجون، سواء المعيشية أو السياسية.

لكن صحفيون ومراقبون يرون أن المشهد الذي تعيشه السويداء في الوقت الحالي يختلف عن السابق، لاعتبارات كثيرة، أولها أن الاحتجاجات وخلال أيامها السبع الماضية شهدت مشاركة من جميع أطياف والفئات المجتمعية، في وقت أخذت منحى تصاعدياً جعل “الرجوع إلى الوراء أمراً مستبعداً”.

ويردد المحتجون شعارات تطالب بإسقاط النظام السوري، بالإضافة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، الخاص بالحل في سورية، والذي تهرب بشار الأسد من الانخراط منذ عام 2015.

كما يرددون شعارات تطالب بـ”الحرية والكرامة والعدالة والمساواة” والإفراج عن المعتقلين، وهي ذات المطالب التي رددها السوريون في الأيام الأولى لانطلاقة الثورة السورية عام 2011.

وشهد يوم الجمعة أكبر تجمع احتجاجي في ساحة السير أو كما تسمى محلياً بـ”ساحة الكرامة”، إذ تجمع فيها الآلاف، بالإضافة إلى المئات في ساحة ضريح سلطان باشا الأطرش في بلدة القريا.

وانضمت مدن وبلدات أخرى في باقي المحافظات السورية “نصرة للسويداء”، من بينها الجارة درعا ومناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، فضلاً عن عدة مناطق في محافظتي الرقة ودير الزور.

ما المتوقع بعد أسبوع؟

ومن غير الواضح حتى الآن المسار الذي ستتخذه الاحتجاجات في الأيام المقبلة، وما إذا كانت ستبقى على ذات الزخم أم أنها قد تشهد أي تغييرات، بالتوازي مع حالة “الإضراب العام” الذي تعيشه المحافظة.

ويعتقد الصحفي والباحث السوري، نورس عزيز أن “يتحدد شكل الحراك واستجابة النظام له بعد مرور سبعة أيام من الاحتجاجات”، ويقول: “هل سيتم بالفعل تحقيق الشعارات التي يرددها الشارع؟ أم سيكون هناك تغييرات وتعديل؟”.

ويضيف عزيز لموقع “السورية.نت” أن “المظاهرات تتخذ شكل هبّات. في بعض الأحيان تكون قوية وتارة تضعف، وهو الأمر الذي عاشته الثورة السورية منذ انطلاقتها الأولى في عام 2011”.

“كل الناس نزلت إلى الشوارع في المحافظة. كبار وصغار ومن كافة الانتماءات السياسية والحزبية والفصائل الأهلية المحلية والقيادات الدينية”.

ولا يعتقد عزيز أن “يكون هناك رجعة”، لكنه يرجح “أن يكون هناك انحدار في حجمها كون الناس تحتاج للعمل لكي تؤمن قوت يوم العائلة”.

من جانبه يرى الناشط السياسي مروان حمزة أن “الشارع في المحافظة وصل إلى مرحلة لا رجعة فيها”، ويقول: “نتأمل أن نلقى تأييداً ودعماً من باقي المحافظات السورية”.

“المظاهرات في كل يوم تختلف عن سابقاتها”، ويضيف حمزة لـ”السورية.نت” أن “الاحتجاجات قد لا يزيد زخمها لكن ستستمر”.

ويتابع: “نحن مستمرين في التظاهر، ولن نتوقف إلا برحيل وسقوط النظام السوري”.

ماذا عن موقف النظام؟

وحتى الآن لم يصدر أي موقف رسمي من جانب النظام السوري بشأن ما تشهده السويداء من احتجاجات شعبية تطالب بإسقاطه ورحيل رأسه بشار الأسد من السلطة.

ومنذ مطلع الأسبوع الماضي التزم النظام السوري الصمت، في وقت اتجهت وسائل إعلامه لنشر مقالات كتاب، وصفوا فيها المتظاهرين بـ”الموتورين”، والاحتجاجات بـ”الفتنة والمؤامرة”.

من جتهتها نقلت شبكة “الراصد” المحلية عن مصادر قولها، الخميس، إن محافظ السويداء التابع للنظام، بسام بارسيك، زار شيخ العقل، حكمت الهجري وقدم عرضاً له حول حلول للواقع الاقتصادي والمعيشي.

وقالت المصادر إن “بارسيك عرض على الهجري إجراء اتصال مع أحد القيادات في دمشق”، إلا أن الشيخ رفض، وأكد أن المسألة “لا تحتاج لوساطات ولا اتصالات”.

كما أكد أن “مطالب الشارع معروفة ولا داعي لشرحها، وأنه لن يكون هناك أي تواصل مع أحد قبل تحقيق مطالب الشارع”.

ويصف الصحفي السوري عزيز صمت النظام السوري بـ”المريب”، ويقول: “قد يسعى إلى ترك الشارع كما هو حتى يمل ويعود الناس إلى بيوتهم”.

ويشير الصحفي إلى سيناريو آخر، مضيفاً: “قد يحاول النظام السوري المراهنة على أن يعود الشعب بعد فترة زمنية إلى بيت الطاعة”، كما حصل في المرات السابقة.

وفي إجابته على “سؤال المتوقع” بالنسبة للاحتجاجات، يوضح عزيز أنه “قد يكون هناك اتفاق دولي معين على منطقة الجنوب. ومع ذلك ما يزال هذا الأمر في إطار التخمينات”.

و”يمكن أن تصل الاحتجاجات إلى نقطة الاستقلال الإداري أي تطبيق قانون الإدارة المحلية الذي صدر عام 2011″.

ويشير عزيز إلى أن “القانون يعطي الإدارة للشعب نفسه بنفسه، وهنا نشهد لامركزية في الحكم، ويصبح أبناء السويداء والجنوب ودرعا أمام إدارة مناطقهم بطريقة يربطون فيها مع دمشق بالتوازي مع الحرية الإدارية”.

ولا يرى الناشط السياسي مروان حمزة أي حلول يمكن أن يقدمها النظام السوري، تلبية للمطالب التي ينادي بها المتظاهرون.

ويقول لـ”السورية.نت”: “المطالب باتت سياسية وتتخطى لقمة العيش. من خرج من بيته لا شيء سيخسره بعد الآن”.

“الموجودون في الساحات الشبان الذين قتل النظام السوري أحلامهم. هذه السلطة لم يعد لديها أي شيء تقدمه للناس، ولو أرادت التراجع عن القرارات لفعلت ذلك”، وفق تعبير حمزة.

“6 مطالب”

وكانت “دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سورية” قد نشرت بياناً قبل يومين جاء فيها أنها تؤكد على مطالب المحتجين “المحقة”، “في إعطاء الحقوق لأصحابها ونيل العيش الكريم، التي فقدت جل مقوماته بسبب الفساد المتفشي والإدارة الفاشلة، وترحيل المسؤوليات، واعتماد اللامبالاة منهجاً، وهو ما أهلك البلاد والعباد”.

وحددت “دار الطائفة” 6 مطالب لـ”التهدئة”، أولها “إجراء تغيير حكومي وتشكيل حكومة جديدة قادرة على إدارة الأزمة وتحسين الواقع وإيجاد الحلول وعدم ترحيل المسؤوليات”.

وطالبت أيضاً بـ”التراجع عن كل القرارات الاقتصادية الأخيرة، التي لم تبق وتذر، والعمل على تحسين الواقع المعيشي للمواطنين”، و”محاربة الفساد والضرب على أيدي المفسدين بكل مصداقية وتقديمهم للعدالة”.

ومن بين المطالب “أن تمارس المؤسسة الأمنية والشرطية دورها في الحفاظ على الأمن، وأن تكون عوناً للمواطن لا عليه”.

إلى جانب “المحافظة على وحدة الأراضي العربية السورية وتحقيق السيادة الوطنية”، و”إعداد دراسة تشغيل معبر حدودي لمحافظة السويداء لإنعاشها اقتصادياً”.

ولا يعرف ما إذا كان الموقف الحالي لمشيخة العقل في السويداء يؤيد المطالب السياسية التي ينادي بها المحتجون بشكل ضمني، وخاصة المتعلقة بإسقاط النظام السوري.

ورغم أنهم حددوا سلسلة من المطالب، إلا أنهم لم يتطرقوا إلى ما ينادي به المحتجون بشكل يومي، مطالبين بإسقاط النظام السوري وبشار الأسد، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا