مقارنة بين ساحتين.. سلاح المسيّرات يبشر بمرحلة جديدة في سورية

سلط تقرير لموقع إخباري أمريكي الضوء على سلاح الطائرات المسيّرة في سورية، وتوصل أن الزج به على نحو كبير ولافت في الوقت الحالي “يبشر بمرحلة وحشية جديدة” في البلاد.

وتناول تقرير “بزنس إنسايدر“، اليوم السبت، هجمات الطائرات على الجانبين، سواء تلك التي تستخدمها قوات الأسد والتي تطلقها فصائل المعارضة، بينها “هيئة تحرير الشام”.

ونقل عن خبراء أن ما يحصل في سورية “يندرج ضمن التوجه العسكري العالمي المتمثل في زيادة استخدام الذخائر المتسكعة بسبب توفرها على نطاق واسع وسهولة تشغيلها”.

ومنذ بداية عام 2024، أفادت التقارير أن قوات نظام الأسد أسقطت ما لا يقل عن 33 طائرة مسيرة أطلقتها “تحرير الشام” من إدلب.

وفي المقابل استهدفت قوات النظام مناطق شمال غرب البلاد بما لا يقل عن 48 طائرة بدون طيار ذات استخدام واحد.

“محطة الكلية الحربية”

الجولة الحالية من ضربات المسيّرات بدأت حسبما يشير الموقع الأمريكي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما حصل هجوم الكلية الحربية بحمص.

وقتل في الهجوم 89 من طلاب صف الضباط، وأصيب 277 آخرين، وقال النظام السوري إنه نجم عن طائرة مسيّرة بدون طيار استهدفت حفل التخرج داخل الكلية.

ورداً عليه ضربت قوات الأسد إدلب صاروخياً ومدفعياً وبالطائرات الحربية، وزادت بالتدريج من استهداف المدنيين باستخدام الطائرات المسيّرة.

ويرجع فريدي خويري، محلل الأمن العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة RANE لاستخبارات المخاطر الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار إلى انخفاض أسعارها ودقتها العالية”.

ويقول لـ”بزنس إنسايدر”: “يمكنهم التحليق فوق أهدافهم قبل ضربها، مما يجعل الضربات أكثر دقة”.

النوع الأكثر استخداماً على نطاق واسع في سورية هو الطائرات بدون طيار من منظور الشخص الأول.

وعادةً ما تكون ذات محركات رباعية تكلف أقل من 1000 دولار ويتم توجيهها عن بعد نحو الهدف عبر بث الفيديو.

وفي حين أنها صغيرة مقارنة بالطائرات بدون طيار الأكثر تقدماً مثل ذخيرة التسكع شاهد 136 الإيرانية الصنع والتي استخدمتها روسيا ضد أوكرانيا، إلا أن هذه الطائرات غير المكلفة والمزودة بالمتفجرات لا تزال قاتلة.

ويضيف الخويري: “إنها لا تزال خطيرة، خاصة في سورية، حيث الدفاعات الجوية للنظام والمعارضة ضدها نادرة أو غير فعالة في الغالب”.

ما المتوقع؟

آرون لوند وهو خبير الشؤون السورية وزميل في “مؤسسة القرن” يشير من جانبه إلى أنه لم يكن هناك أي تحرك تقريباً على طول الخطوط الأمامية للحرب السورية منذ ربيع عام 2020.

ويقول للموقع الأمريكي: “عندما ينكسر الوضع الراهن أخيراً، يمكن أن يحدث ذلك بسرعة كبيرة وبشكل كبير”.

وعلى الرغم من الجمود الجغرافي لا تزال جميع الأطراف تطلق النار على بعضها البعض بين الحين والآخر، وفي بعض الأحيان، تحدث اشتباكات خطيرة، حسب لوند.

ويلخص الخويري المرحلة الحالية من الحرب بأنها “استمرار للتبادلات المتبادلة التي شهدناها خلال الأشهر والسنوات الماضية بين قوات النظام والمعارضة”.

ويقول: “إن استخدام الطائرات بدون طيار يندرج ضمن التوجه العسكري العالمي المتمثل في زيادة استخدام الذخائر المتسكعة بسبب توفرها على نطاق واسع وسهولة تشغيلها”.

“بين ساحتين”

وعلى النقيض من مقاتلي “هيئة تحرير الشام”، لدى قوات الأسد خيارات أخرى للضرب من مسافة بعيدة، مثل المدفعية والطائرات، وفق موقع “بزنس إنسايدر”.

ومع ذلك، على عكس الطائرات بدون طيار، تحتاج طائرات قوات نظام الأسد إلى دعم كبير من روسيا.

ونظراً للتورط الروسي في أوكرانيا، يشتبه لوند في أن “تسامح موسكو مع التصعيد” في سورية قد انخفض.

ويضيف: “قد لا يرغب الروس في إنفاق المزيد من وقود الطائرات والقنابل السوفيتية التصميم على الأسد لمجرد مساعدته في تفجير المستشفيات والأسواق في إدلب”.

ويتابع: “لديهم الآن مستشفياتهم وأسواقهم الخاصة لتفجيرها في أوكرانيا”.

كيف يحصل عليها الأسد؟

وبالإضافة إلى كونها رخيصة الثمن، يستطيع نظام الأسد تصنيع هذه الطائرات بدون طيار، أو على الأقل العديد من مكوناتها محلياً.

ويوضح الباحث لوند أن “مركز الدراسات والأبحاث العلمية، وهو هيئة تابعة لوزارة الدفاع تدير أيضاً برنامج الأسلحة الكيميائية السورية، عمل على طائرات عسكرية بدون طيار في الماضي، وكذلك على إنتاج الصواريخ بمساعدة إيران”.

ويشير أيضاً إلى أنه سيكون “من المنطقي جداً أن تساعد إيران في إنشاء خطوط إنتاج داخل سورية”.

“من خلال دعم الإنتاج المحلي في سورية تستطيع إيران تجاوز طرق التهريب المرهقة وغير الآمنة”.

ويتابع ذات الباحث: “ستكون وسيلة لدعم كل من حكومة الأسد وحزب الله، وربما حلفاء آخرين أيضاً”.

من جهته يقول الخويري إن العديد من التقارير أوضحت بالتفصيل أن هذه الطائرات بدون طيار يتم تجميعها وتصنيعها محلياً تحت إشراف إيراني وروسي.

علاوة على ذلك، قامت العديد من الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك الحوثيون في اليمن، و”حزب الله” في لبنان والميليشيات العراقية بتجميع طائرات بدون طيار باستخدام أجزاء تم شحنها من إيران.

ويضيف الخويري: “بالنظر إلى انتشار الميليشيات الموالية لإيران في سورية والاقتصاد المتردي للنظام السوري، سيكون من المنطقي افتراض أنهم على الأرجح يقومون بتجميعها بدلاً من استيرادها”.

وفيما يتعلق بـ”تحرير الشام” من المحتمل أنها تفعل الشيء نفسه، ولكن تحت إشراف و/أو دعم تركي على الأرجح، حسب ذات الباحث.

هل لـ”تحرير الشام” قدرة؟

واستهدف سرب من الطائرات بدون طيار انطلق من إدلب القاعدة الجوية الروسية الرئيسية في سورية (حميميم) في محافظة اللاذقية الساحلية في يناير 2018.

ويرى لوند أن “تحرير الشام” يبدو أنها قادرة على تصنيع واستخدام طائرات انتحارية بدون طيار”.

ويضيف: “قد لا تكون الطائرات بدون طيار الأكثر تطوراً، لكنني متأكد من أنها قادرة على بناء شيء جيد بما يكفي للوصول إلى هدفها والانفجار ما لم يتم إسقاطها”.

ورغم أن العديد من طائرات المعارضة بدون هذه غالباً ما توصف بأنها بدائية ومنخفضة التقنية ومصنوعة يدوياً، لا يستبعد لوند احتمال حصول جماعات المعارضة السورية “على دعم دول لبعض الهجمات”.

ويقول: “على الرغم من عدم وجود دليل حقيقي في أي من الاتجاهين، يبدو من الممكن أيضاً أن المتمردين السوريين تلقوا دعماً من تحت الطاولة من داعمتهم، تركيا”.

ويتابع: “وربما تكون تركيا وراء بعض هذه الضربات بطائرات بدون طيار التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها كجزء من لعبتها الانتقامية مع روسيا”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا