هل دخلت العملية البرية التركية مرحلة “التجميد”

تطورات سياسية وعسكرية..

تراجع القصف وكذلك تفاعل التصريحات الروسية الأمريكية مع مطالب أنقرة بشن عملية عسكرية واسعة ضد “قسد” في شمال وشرق سورية، مع بروز مؤشرات ربما تدفع أنقرة إلى العدول عن إطلاقها العملية البرية التي كانت تتوعد بها.

مع ذلك ما زالت تركيا تهدد بشن عملية عسكرية، وتعتبرها ضرورية  لحماية أمنها القومي، لكن بالمقابل قلصت حدة الضغط العسكري على “قسد” بالقصف.

ومؤخراً استأنفت الولايات المتحدة دورياتها مع “قسد”، كما أن المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية جيمس جيفري، طرح مسألة العودة إلى تطبيق اتفاقيات 2019.

استئناف الدوريات

واستأنفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، عملياتها مع “قسد” ضد “تنظيم الدولة” بشكل كامل.

وكانت الولايات المتحدة قلصت دورياتها مع “قسد” في 29 الشهر الماضي، كما أجلت جميع الموظفين المدنيين الأمريكيين بمن فيهم الدبلوماسيين من مناطق سيطرة “قسد”، إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق.

وعلق مدير البحوث في مركز “عمران للدراسات الإستراتيجية” معن طلّاع، على عملية الإجلاء وتقليص الدوريات حينها، بقوله إن ذلك “مؤشر وازن” على شن تركيا هجومها البري، و”من الواضح أن الأمريكيين لديهم بيانات أن العملية متعددة الاتجاهات كمرحلة أو حركة أولى”.

مرور الأيام دون إطلاق العملية البرية رافقها تصاعد حدة الخطاب الروسي الأمريكي ضد العملية، وحتى زعيم “قسد” مظلوم عبدي، ظهر وكأنه غير مبال بالتهديدات التركية في تصريحاته الأخيرة، وذلك رغم تخوفه السابق مع بدء القصف.

وأطلقت تركيا عملية  (المخلب السيف) في سورية والعراق منذ 20 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، لكنها اقتصرت على القصف المدفعي والجوي، ولم تتخذ القيادة التركية قرار الهجوم البري.

أردوغان: التهديد مستمر

لم تتوقف القيادة التركية عن التهديد بشن هجوم بري، لكن في نفس الوقت تناقش مع الروس والأمريكيين مقترحات ومشاريع لمنع الهجوم البري.

وقال أردوغان، أمس الثلاثاء، إنه طلب من بوتين دعمه والعمل معاً لاتخاذ قرارات وخطوات مشتركة في سورية، لكنه أكد على أن تركيا لن تطلب الإذن من أحد، وعلى أهمية إنشاء ممر على الحدود السورية يخلو من “قسد” وفق اتفاق “سوتشي”.

وسبق ذلك بيوم، تصريح أردوغان أن بلاده “ستقتلع شوكها بأيديها” في شمالي سورية، تزامناً مع استمرار الدعم الأمريكي لـ”قسد”.

جيفري.. إحياء اتفاقيات سابقة

وكان المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، ناقش مع مسؤولين أتراك، خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة الأسبوع الماضي، العملية العسكرية المحتملة ضد “قسد”، والمخاوف الأمنية لتركيا عند حدودها الجنوبية.

ونفى جيفري حمله أي رسائل أمريكية لتركيا، كونه لا يتمتع بأي صفة رسمية وإنما بصفته جزءاً من المجتمع المدني، حسب قوله.

وتحدث جيفري في مقابلة مع قناة “NTV” التركية، عن إمكانية إحياء اتفاق “سوتشي”، وانسحاب “قسد” مسافة 30 كيلومتراً تجنباً لعملية برية تركية.

وقال جيفري للقناة التركية، إن الانسحاب قد يكون مشروطاً وليس انسحاباً كاملاً من المنطقة، مشيراً إلى أن “قسد” وافقت عام 2018 على الانسحاب من منبج، بموجب اتفاق أمريكي- تركي، إلا أن الانسحاب لم يتم لوجود جنود روس في المنطقة.

وألقى باللوم على روسيا بأنها لم تُطبق اتفاق “سوتشي” الموقع بين أردوغان وبوتين في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، والذي نص على انسحاب “قسد” من الحدود بعمق 30 كيلو متراً.

وأضاف: “الموقف الذي ستتخذه الحكومة الأمريكية الحالية هو تنفيذ اتفاقية 17 أكتوبر 2019″، مشيراً إلى أن واشنطن لا يمكنها إعطاء ضمانات لأنقرة بتوقف هجمات “قسد” ضدها من الأراضي السورية.

جيفري حول زيارته لأنقرة: إحياءٌ لـ”سوتشي” و”قبول” للوجود الروسي

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا