“وثائق باندورا” تخطف “أضواء” اتصال ملك الأردن ببشار الأسد

لم يحظ الاتصال الهاتفي بين العاهل الأردني، عبد الله الثاني برئيس النظام السوري، بشار الأسد بالقدر الكافي من اهتمام الطرفين أو حتى التغطية الإعلامية، على الرغم من أنه الأول منذ أكثر من عشر سنوات، ويندرج في سياق إعادة تطبيع العلاقات.

وفي الساعات الماضية تحولّت الأضواء إلى حدث أكبر وأبرز، تحت عنوان “وثائق باندورا”، والتي تم الكشف فيها عن ملفات فساد كبيرة مرتبطة بملك الأردن.

وكشفت الوثائق في سياق تحقيق شارك فيه عشرات الصحفيين الاستقصائيين أن العاهل الأردني أنفق أكثر من 70 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 100مليون دولار) لإقامة إمبراطورية عقارية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وتحدث التحقيق عن شبكة من الشركات المملوكة سراً استخدمها الملك عبد الله الثاني بن الحسين لشراء 15 عقاراً، منذ توليه السلطة في عام 1999.

وتشمل القائمة ثلاثة منازل مطلة على المحيط في ماليبو بولاية كاليفورنيا الأمريكية بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني، وممتلكات في لندن وأسكوت في المملكة المتحدة.

وهناك أيضاً ثلاثة عقارات متجاورة قيد الإنشاء تطل على المحيط الهادئ في بونيت دوم، وهي منطقة فخمة بالقرب من لوس أنجلوس.

وذكر التحقيق أن أحد هذه العقارات، قصر من سبع غرف يقع على جرف تم شراؤه في عام 2014 من خلال شركة وهمية، تسمى نابيسكو هولدينغز، مقابل 33.5 مليون دولار.

“تزامن لافت”

وصباح اليوم الاثنين أصدر “الديوان الملكي الأردني” بياناً نفى فيه المعلومات التي أوردها التحقيق، معتبراً أن عدم الكشف عن الممتلكات في الخارج يخضع “لاعتبارات أمنية أساسية”.

وجاء في البيان أن “الملك يمتلك عدداً من الشقق والبيوت في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وهذا ليس بأمر جديد أو مخفي”.

وأضاف: هذه الادعاءات الباطلة تمثل تشهيراً بجلالة الملك وسمعة المملكة ومكانتها بشكل ممنهج وموجه، خاصة في ظل مواقف جلالته ودوره الإقليمي والدولي”.

واللافت أن الكشف عن الوثائق والإعلان عنها يأتي في ظرف اقتصادي حساس يعيشه الأردن، ويتزامن أيضاً مع تحركات للعاهل الأردني على أكثر من صعيد، وخاصة ذاك المرتبط بإعادة التطبيع مع نظام الأسد.

وعلى الطرف المقابل أثار نشر الوثائق بذات التوقيت الذي أعلن فيه عن الاتصال الهاتفي بين ملك الأردن وبشار الأسد تساؤلات عن سر هذه المصادفة، وعما إذا كانت “بقصد أو عن غير قصد”.

الصحفية سناء اليونسي ذكرت عبر “تويتر” الاثنين أن ملك الأردن بات اليوم في مواجهة فضيحتين، الأولى تطبيعه مع نظام الأسد والثانية هي وثائق باندورا.

وقالت الصحفية: “الوثائق كشفت أنه أنفق أكثر من100مليون دولار لإقامة إمبراطورية عقارية في بريطانيا وأمريكا، في حين شنت الأردن في 2020، حملة استهدفت تحويلات الأردنيين إلى الخارج”.

من جانبهم ربط ناشطون وباحثون سوريون الحدثين ببعضهما.

واعتبروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الاتصال الهاتفي بين الأسد وملك الأردن، أسفر عن “لعنة” ستلازم الأخير في المرحلة المقبلة، وكان أولى بوادرها نشر وثائق الفساد المسربة. د

ويحظى التحقيق الدولي باهتمام وسائل إعلام عربية ودولية.

وبحسب ما رصد موقع “السورية.نت” فقد نشرت تفاصيله على كبرى وسائل الإعلام العالمية، بينها “bbc” وصحيفة “واشنطن بوست”، والموقع الرسمي للاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) وصحيفة الغارديان.

في المقابل لم تتطرق وسائل الإعلام الأردنية، وتحدث صحفيون عن صعوبات تقنية تحول دون فتح التحقيق على موقع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وذلك بالنسبة للمستخدمين في العاصمة عمان.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا