“الغزو الروسي” لأوكرانيا.. القتال يحتدم في كييف وباحث يجيب: أين تذهب الأمور؟

تتركز معظم تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا في اليوم الثالث على أبواب العاصمة كييف، والتي تحاول القوات الروسية اقتحامها، فيما تواجه “مقاومة شديدة”، بحسب ما أعلن الجيش الأوكراني، قبل ساعات.

وظهر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي في تسجيل مصور جديد من أمام مكتبه في العاصمة، مؤكداً أنه سيبقى في كييف.

وأضاف عبر “تويتر”: “يوم جديد على خط المواجهة الدبلوماسية بمحادثة مع ماكرون وهناك أسلحة ومعدات في طريقها إلينا. لن نلقي السلاح، سندافع عن دولتنا”.

ودعا زيلينسكي إلى عدم تصديق “المعلومات الكاذبة” المنتشرة على الإنترنت بأنه دعا جيشه إلى تسليم سلاحه. وتابع: “سلاحنا هو الحقيقة. هذه أرضنا، هذه بلادنا، أطفالنا، سندافع عن كل هذا”.

“مجموعات تخريبية”

من جهته قال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، صباح اليوم السبت، إن عشرات الأشخاص أصيبوا في قتال خلال الليل في كييف، مضيفاً أنه وحتى الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت غرينتش) أصيب 35 شخصاً بينهم طفلان.

وذكر كليتشكو أنه ليس هناك حالياً وجود عسكري روسي كبير في كييف، لكنه قال مستدركاً إن المجموعات التخريبية نشطة.

وتشن روسيا هجمات في ثلاث مدن: كييف في الشمال وخاركيف في الشمال الشرقي وخرسون في الجنوب، بينما تقاتل القوات الأوكرانية للسيطرة على هذه المدن الرئيسية.

وبحسب ما أعلن وزارة الدفاع الروسية، في آخر بياناتها فإن قواتها سيطرت على مدينة مليتوبول، كما دمرت 821 منشأة عسكرية وأسقطت 7 طائرات و7 مروحيات و9 مسيرات في أوكرانيا.

وأضاف المتحدث باسم الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن “العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لا تزال مستمرة”.

ما المتوقع؟

وفي الوقت الذي يتواصل فيه القتال بشدة لليوم الثالث على التوالي تطرح تساؤلات عما سيكون عليه مشهد العاصمة كييف في الساعات المقبلة، خاصة مع وجود موقفين متضادين، الأول من روسيا والثاني من أوكرانيا.

ويقول باسل الحاج جاسم الباحث في العلاقات الروسية الأوروبي إن الواضح من طبيعة رد الفعل الروسية هو أن “موسكو لن تتراجع”.

ومن المبكر تحديد إلى أين قد تصل المعارك في الساعات المقبلة، بحسب الحاج جاسم، مذكراً بأن “الأهداف الروسية ما تزال قائمة وهي نزع سلاح أوكرانيا وتغيير النظام هناك”.

ويضيف الباحث لموقع “السورية.نت”: “الأغلب أن التوجه الروسي نحو الاقتحام وخلق الظروف المناسبة لوصول حكومة جديدة تتماشى مع المصالح الروسية ولا تشكل تهديد لروسيا عبر توجهات نحو التكتلات الغربية”.

“لن تصل غرب أوكرانيا”

في غضون ذلك يشير الباحث باسل الحاج جاسم إلى أن “الاقتحامات العسكرية وعلى الأغلب لن تصل غرب أوكرانيا، مع وجود اقليات مجرية و بولندية هناك. هي لا تشكل حاضنة شعبية لروسيا”.

وذلك يعيد للأذهان ما طالب به رئيس وزراء المجر، فيكتور اوربان عام 2014، جيث دعا أوكرانيا إلى منح حكم ذاتي للأقلية المجرية هناك.

وبحسب بيان للأمم المتحدة فإن الوضع على الأرض “فوضوي ومتقلب للغاية، بحيث لا يمكن تحديد عدد الأشخاص الذين نزحوا أو فروا من البلاد على وجه التحديد”.

وقال مارتن غريفيث، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة إن الأرقام الأولية تشير إلى أن 100 ألف شخص قد نزحوا حتى الآن بسبب النزاع.

وأضاف: “نتوقع أن يكون هناك 1,8 مليون إضافي” في المستقبل، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وأقامت دول الاتحاد الأوروبي القريبة من أوكرانيا، مثل بولندا، مراكز استقبال للاجئين، وتعهدت بدعم الأوكرانيين الفارين من الغزو الروسي بالطعام والمأوى والرعاية الطبية.

قال فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين لوكالة “رويترز”، الجمعة: “لقد رأينا بالفعل تقارير عن وقوع ضحايا وبدأ الناس في الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان. ستكون العواقب الإنسانية على السكان المدنيين مدمرة”.

ماذا عن العقوبات؟

في مقابل ما تشهده أوكرانيا وبالأخص كييف هناك مشهد آخر يتعلق بالعقوبات التي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية بفرضها على روسيا، وبالتحديد رئيسها، فلاديمير بوتين.

ويوم أمس الجمعة استهدفت العقوبات الأمريكية بوتين ووزير خارجيته، سيرغي لافروف ودفاعه، سيرغي شويغو.

وبموجب العقوبات سيتم حظر جميع الممتلكات والمصالح للأفراد المعنيين في الولايات المتحدة أو يسيطر عليها أميركيون.

وتطال العقوبات أي كيانات مملوكة بشكل مباشر أو غير مباشر، بنسبة 50 في المئة أو أكثر من قبل شخص واحد أو أكثر من الأشخاص المحظورين.

وتحظر العقوبات تقديم أي مساهمة أو توفير أموال أو سلع أو خدمات من قبل أو لصالح أي شخص محظور، أو استلام أي مساهمة أو توفير أموال أو سلع أو خدمات من أي شخص من هذا القبيل.

ويرى الباحث باسل الحاج جاسم أن “روسيا يبدو أنها استعدت للعقوبات جيداً”.

ويوضح أن “الاقتصاد الروسي اليوم يتمتع بمستوى قياسي من الاحتياطات النقدية وهو ما يعتبر عامل مطمئن مهم لهم، و منذ عام 2014 أصبح الاقتصاد الروسي معتاد جداً على العقوبات”.

ويضيف أن روسيا “كثّفت مؤخراً من علاقاتها التجارية مع الشرق و الصين على وجه الخصوص عبر عقود طويلة الأجل لتصدير الطاقة، وحصل في السنوات الأخيرة تنويع فعلي للعملات في احتياطات المصرف المركزي الروسي، إضافة لكميات كبيرة من الذهب، هو ما يجعل اقتصاد روسيا من ناحية الارتباط الأقل في نظام الدولار”.

وبالإضافة إلى أن “العقوبات سلاح ذو حدين”، يشير الحاج جاسم إلى أن موسكو “سترد بالتأكيد عليها، وما يزال لديها الكثير من الأوراق، وارتباط الاقتصادات في دول أوروبية مع روسيا يجعل الأمر أكثر تعقيداً للجميع”.

وبحسب الباحث: “لابد من القول بأننا الآن نشهد استعداد الغرب وموسكو لمرحلة ما بعد أوكرانيا. روسيا ستنفذ بعض مطالبها السابقة ضمن المفاوضات مع الغرب بنفسها عسكرياً”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا