أزمة أوكرانيا..حكومات غربية ترفع نبرة التهديد وروسيا تناور عسكرياً

تصاعدت حدة الخطاب الأوروبي والأمريكي، حيال التهديد الروسي بالتوغل عسكرياً داخل الأراضي الأوكرانية، تزامناً مع إعلان موسكو لمناورات عسكرية واسعة النطاق.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الخميس، إن “روسيا إذا شنت أي نوع من التوغل في أوكرانيا، أعتقد أن ذلك سيكون كارثة ليس فقط على روسيا بل على العالم بأسره”.

وأضاف أن المملكة المتحدة تقف بشكل صريح وراء سيادة وسلامة أوكرانيا.

وجاء حديث جونسون، في وقت اجتمع فيه وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا في برلين، اليوم الخميس، لتشكيل جبهة موحدة ضد روسيا بسبب مخاوف من أنها ربما تخطط لغزو أوكرانيا.

فيما اعتبر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن ضمان الأمن الشامل في أوروبا مستحيل دون استعادة سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا، حسب إذاعة “مونت كارلو”.

وتأتي تصريحات الرئيس الأوكراني في إطار الطلب المتواصل من الحكومات الغربية، بفرض عقوبات فورية على روسيا.

تصريحات أمريكية متتالية

من جهته وجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، رسائل لروسيا، تضمنت جانبين، أحدهما التهديد والآخر السير في الطرق الدبلوماسية، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في برلين اليوم.

وقال بلينكن، إنه “في حال توغلت أي قوات روسية في أوكرانيا سنرد على ذلك باستجابة موحدة وصارمة مع حلفائنا”، مضيفاً “أعتقد أن روسيا لا يمكن أن تواجه هذا التضامن”.

وأكد  أن “روسيا ستدفع ثمن أي تصعيد ضد أوكرانيا”.

وكان بلينكن أمس، تحدث عن احتمالية إرسال روسيا لمزيدٍ من القوات العسكرية إلى الحدود الأوكرانية، وشنها هجوماً في وقت وصفه بالـ”قصير جداً”.

ويجري بلينكن محادثات مع نظرائه وزراء الخارجية الفرنسي والبريطاني والألماني في برلين، عقب لقائه نظيره الأوكراني في كييف أمس، للحديث  حول الأزمة الروسية الأوكرانية، وتجنب أن تتحول إلى نزاع مسلح.

ويحرص بلينكن على الحصول على دعم أوروبي في مواجهة روسيا، لكنه لا يزال “يأمل بإمكان إيجاد مخرج دبلوماسي للتوتر المتصاعد بين كييف وموسكو”، حسب “فرانس 24”.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن في العاصمة السويسرية جنيف غداً، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للحديث عن الأزمة الأوكرانية.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، في مؤتمر صحفي اليوم، أن وجود 100 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية يعتبر تهديداً حقيقياً.

ونشرت روسيا 100 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، إلا أنها تنفي نيتها غزو الدولة السوفييتية السابقة.

بدوره حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مؤتمر صحفي، من أن بوتين سيدفع “ثمناً باهظاً مقابل اختياره الحرب”، مشيراً إلى أن بوتين سيتحرك بشأن أوكرانيا لكنه لا يريد حرباً شاملة.

وسبق تصريح بايدن عدة تهديدات أمريكية بفرض عقوبات “هائلة على روسيا” في حال شنها عملية عسكرية في أوكرانيا.

ووافقت إدارة بايدن أمس، على منح أوكرانيا مساعدات دفاعية إضافية بقيمة 200 مليون دولار.

وتضاف المساعدات الأمريكية إلى مساعدات عسكرية أخرى منحتها لأوكرانيا بقيمة 450 مليون دولار، قبل تحركات القوات الروسية نحو الحدود الأوكرانية أواخر العام الماضي.

كما قالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه “إذا تجاوزت أي قوات روسية الحدود الأوكرانية، أي غزوها مجدداً، سيقابل ذلك برد سريع وصارم وموحد من جانب الولايات المتحدة وحلفائها”.

الروس يتجاهلون التصريحات

التهديدات الأوروبية تواججها موسكو حتى الآن، بردود حازمة حول عدم تقديم أي تنازلات، قبل لقاء جنيف غداً بين وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

واتهم الكرملن الحكومات الغربية، باستفزاز روسيا عبر دعم أوكرانيا بالسلاح، ونشر قوات عسكرية عند الحدود الروسية.

وفي المقابل أجرت روسيا مناورات عسكرية على مختلف الصعد.

وذكرت وسائل إعلام روسية، اليوم الخميس، عن مخطط للبحرية الروسية يتضمن إجراء مناورات في كانون الثاني وشباط من العام الحالي.

وكانت روسيا أطلقت مناورات عسكرية في ثلاثة مواقع داخل الأراضي الروسية، بمشاركة الطيران الحربي، وتحركت سفن إنزال من بحري الشمال والبلطيق.

وتتخوف الدول الأوروبية من تكرار سيناريو القرم عام 2014، إذ ضمت روسيا شبه الجزيرة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بترو بوروشنكو.

كما سيطر انفصاليون مدعومون من روسيا عام 2014، على أجزاء من الأراضي الشرقية لأوكرانيا.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا