التقارب السعودي- الإيراني.. إسرائيل تبحث عن “أمنها” وإيران عن “فك عزلتها”

لا تزال تبعات الاتفاق السعودي- الإيراني حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة 7 سنوات، تستولي اهتماماً عالمياً في الصحف ووسائل الإعلام، في خطوة أقر محللون بتأثيرها على ملفات إقليمية ودولية.

وتتسع دائرة تأثير ذلك الاتفاق، لتشمل “أمن إسرائيل القومي”، بحسب تقارير، في ظل ترحيب أمريكي وصمت أوروبي تجاه الاتفاق، خاصة أن الغرب كان الداعم الأساسي لإسرائيل في المنطقة منذ عقود.

“أمنها خط أحمر”

صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، قالت في تقرير لها اليوم الأربعاء، إن أمن إسرائيل هو “مسألة اتفاق وخط أحمر ثابت ودائم”، مع وجود حليف استراتيجي لها مثل الولايات المتحدة.

وأضافت أنه بالرغم من ذلك، فإن الضمانات التي حصلت عليها إسرائيل حول أمنها القومي تخضع حالياً لعمليات تقييم مختلفة بعد الاتفاق السعودي- الإيراني، خاصة أن حكومة نتنياهو تركز على ملف حلفاء إيران في سورية ولبنان، ووضعته على رأس أولوياتها.

وأردفت: “لقد أكدت (حكومة نتنياهو) مراراً على الخطوط الحمراء لإسرائيل فيما يتعلق بتعزيز النفوذ الإيراني في سورية وسلوك حزب الله اللبناني”.

وبحسب الصحيفة، فإن الهدفين الاستراتيجين المهمين لإسرائيل يتمثلان في منع الوجود العسكري لإيران في سورية، ومنع وصول المساعدات الإيرانية لـ”حزب الله” في لبنان.

وبالتالي، فإن هذين الهدفين يفوقان من حيث الإلحاح والتأثير الفوري ملفات أخرى بالنسبة لإسرائيل، مثل القدرات النووية لإيران، بحسب الصحيفة.

وأضافت: “تمثل الميليشيات الإيرانية ومواقعها في سورية ولبنان ذراعاً ممتداً، يمكن للنظام الإيراني الاعتماد عليه لضربة ثانية محتملة، أو الرد على عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران”.

وتواجه إسرائيل، بحسب “جيروزاليم بوست”، مهمة صعبة طويلة المدى تتمثل في إخراج إيران من سورية وإبعادها عن حدودها، مشيرة إلى أن هذه المهمة يصعب تحقيقها من خلال المواجهة العسكرية وتتطلب عملاً دبلوماسياً مع ضغط عسكري مستمر.

فك عزلة إيران

رئيس مركز تحليلات الخليج في واشنطن، جورجيو كافيرو، قال إن استعادة العلاقات بين السعودية وإيران هو “دليل نجاح” بالنسبة لطهران، بعد وعود قدمها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بتحسين علاقات بلاده مع دول الجوار، حين تسلمه الحكم.

وأضاف في تقرير نشرته شبكة “الجزيرة” باللغة الإنجليزية، أن إيران تحاول من خلال هذا الاتفاق التخفيف من عزلتها الإقليمية، دون أن تضطر إلى تغيير سياستها الخارجية، وهو ما يُنظر إليه في إيران على أنه “نجاح”.

من جانبها، قالت كارولين روز، كبيرة المحللين في معهد “نيو لاينز للاستراتيجيات والسياسات”، إنه بالرغم من أن إيران لا تزال تخضع لعقوبات شديدة من قبل الولايات المتحدة، ومعزولة عن معظم أوروبا بسبب دعمها لروسيا في الحرب الأوكرانية، فلا يزال من الممكن القول إن الاتفاقية بين الرياض وطهران هي “خطوة نحو الاتجاه الصحيح”.

وأضافت لشبكة “الجزيرة” أنه بالرغم من أن السعودية تلقت ضمانات من إيران بعدم تشجيع الحوثيين في اليمن على شن هجمات ضد المملكة، فإن الرياض وعواصم خليجية عدة ستواصل اعتبار إيران “تهديداً” لها.

إلى جانب ذلك، قال جوردن غراي، سفير الولايات المتحدة السابق في تونس لـ “الجزيرة”: “من الصعب تصور إنهاء إيران دعمها لحزب الله في لبنان أو بشار الأسد في سورية، وستسعى إيران دائماً إلى عراق مطيع”.

فيما اعتبر أرون لوند، زميل في مؤسسة “سينشري انترناشيونال” أن تحسن العلاقات السعودية الإيرانية يمكن أن يخلق فرصاً لنظام الأسد، فقد يُصبح مقبولاً بالنسبة للرياض إضفاء طابع رسمي على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.

وبحسب تقرير كافيرو، لن تحل الاتفاقية الدبلوماسية بين الرياض وطهران على الفور جميع مصادر التوتر في العلاقات الثنائية، ناهيك عن كل صراعات الشرق الأوسط.

المصدر السورية نت وكالات
قد يعجبك أيضا