كتيبة “آزوف” الأوكرانية تشحن روسيا ضد تركيا.. من هي وما دورها؟

أثارت عودة خمسة قادة ينتمون لكتيبة “آزوف” القومية الأوكرانية من تركيا إلى أوكرانيا، أول أمس السبت، أزمة بين أنقرة وموسكو، حيث وصفت الأخيرة الخطوة بأنها “انتهاك تركي”.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، زار تركيا والتقى بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضي.

وعقب زيارته أعلن زيلينسكي عودة 5 من قياديي كتيبة “آزوف” كانوا موجودين في تركيا.

وقال الرئيس الأوكراني في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، “نعود من تركيا إلى الوطن، ونعيد أبطالنا إلى وطننا”.

مردفاً: “وأخيراً الجنود الأوكرانيون دنيس بروكوبينكو، وسوياتوسلاف بالامار، وسيرخي فولينسكي، وأولي خومينكو، ودنيس شليها، سيكونون إلى جانب أقاربهم”.

واعتقلت روسيا القادة الخمسة خلال سيطرتها على مدينة ماريوبول الأوكرانية الواقعة على بحر آزوف في مايو/ أيار 2022.

وعقب ذلك جرت عملية تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية، إلا أن الاتفاق، حسب الرواية الروسية، أن يبقى هؤلاء القادة في تركيا حتى انتهاء الحرب.

ووصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عودة القادة بأنه “انتهاك لبنود الاتفاقيات القائمة” مع تركيا.

وقال بيسكوف، حسب وكالة “ريا نوفوستي” الروسية إنه “وفقاً لبنود الاتفاقيات، كان من المفترض أن يبقى قادة جماعة آزوف النازية المتطرفة في تركيا حتى نهاية الصراع”.

وأضاف أن “أنقرة وكييف انتهكتا الاتفاقية”، وأن روسيا لم تعلم مسبقاً بشأن نقل القادة من تركيا.

وعلق الصحفي الروسي ونائب رئيس مجلس دوما مدينة موسكو، أندريه ميدفيديف، على تصرف تركيا.

وقال: “لماذا يستغرب أحد أن أردوغان سلم قادة آزوف؟ هل هو حليفنا؟ صديق؟ لا ، ولم يكن، لطالما تصرفت تركيا بهذه الطريقة”.

واعتبر أنه “ليس لروسيا حلفاء، لا يوجد أصدقاء أيضاً، هناك شركاء تكتيكيون”.

من جانبه وصف سيرغي ماركوف، رئيس معهد الدراسات السياسية في موسكو والمقرب من الكرملين، الخطوة التركية بأنها “إهانة لروسيا”.

وقال إن عودة القادة “انتهاك صارخ للاتفاقيات بين تركيا وروسيا، ومجرد إهانة لروسيا”.

ولم يصدر أي تصريح من قبل تركيا حول التصريحات الروسية حتى الآن.

يأتي ذلك مع إعلان الرئيس التركي عن توقعه إجراء لقاء مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في أنقرة الشهر المقبل.

إلا أن متحدث الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن موعد اللقاء لم يتحدد بعد.

من هي كتيبة آزوف؟

نشأت كتيبة “آزوف” كوحدة عسكرية عام 2014، من قبل عدد من المتطوعين، بهدف دعم الجيش الأوكراني في قتاله ضد “الانفصاليين” الموالين لروسيا شرق أوكرانيا.

ويعتبر أندري بليتسكي مؤسس الكتيبة، ويعرف بأنه نشط في الوسط اليميني المتطرف.

وتوصف الكتيبة بأنها “يمينية متطرفة”، ومتهمة بتبني أيديولوجية “النازيين الجدد”.

ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية عام 2014، لقاءات مع أعضاء الكتيبة، تثبت ميولهم القومية والتطرفية.

وقالت الصحيفة حينها إن “الكتيبة تعتبر ربما القوة الأوكرانية الأقوى والأكثر موثوقية في ساحة المعركة، لكنها تشكل أيضاً خطراً على كييف بسبب ميول اليمين المتطرف، وحتى النازيين الجدد للعديد من أعضائها”.

كما أثار شعار الكتيبة، المكون من الحرفين “N” و “I” ويرمزان إلى شعار “الفكرة الوطنية”، جدلاً كونه يحمل دلالات يمينية متطرفة، واستخدمه النازيون سابقاً.

واتخذت الكتيبة من مدينة ماريوبول على ساحل آزوف مقراً لها، وأسهمت في استعادتها من الانفصاليين الموالين لروسيا عام 2014.

وفي عام 2016 أعلنت كييف دمج كتيبة “آزوف” في الحرس الوطني الأوكراني، ويقدر عددها بين ألف و2500 مقاتل.

وفي عام 2019 طلب عشرات المشرعين في الكونغرس الأمريكي بتصنيف الكتيبة كـ”منظمة إرهابية”، وفي عام 2022 صنفت موسكو الكتيبة بأنها “منظمة إرهابية”.

يذكر أنه خلال هجوم القوات الروسية على مصنع “آزوفستال” في مدينة ماريوبول، في مايو/ أيار 2022، استسلم مئات المقاتلين من الكتيبة بعد حصارهم لعدة أسابيع.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا