مبادرات في إدلب لتحفيز “الوعي المدني” وطرح حلول لقضايا اجتماعية

شهدت عدة مدن وبلدات في ريف إدلب، مبادرات مجتمعية للحد من مخاطر قضايا اجتماعية وصحيّة ونفسية، عصفت بالمجتمعات المحليّة، خلال السنوات القليلة الماضية، بفعل آثار “الحرب المدمّرة على الحجر والبشر”، بحسب أهالٍ مستفيدين من المبادرات.

وكانت 6 مبادرات مجتمعية، أطلقتها مؤسسة “البوصلة للتنمية والإبداع”، وهي إحدى مشاريع “المنتدى السوري”، في ريف إدلب، واحدةً من النشاطات التي تطرح حلولاً لقضايا اجتماعية وإشكالية، بهدف رفع الوعي في المجتمع الأهلي وتفعيل دوره في البناء.

يقول حسن الأمين، وهو مسؤول البرامج في مؤسسة “البوصلة للتنمية والإبداع”، الجهة المشرفة على المبادرات، إنّها “امتداد لمشروع الوعي المدني الذي أطلقته المؤسسة في ثلاث مجتمعات وهي مدن كفرتخاريم وأريحا وبلدة كورين”.

وأضاف أنّ “المشروع عمل على تدريب 24 مدرّباً من المجتمعات المستهدفة بالمبادرات، ليكونوا قادرين على إطلاق تدريبات ومبادرات في تلك المناطق”.

وتلت مرحلة التدريب، بحسب الأمين، “طرح فكرة 6 مبادرات مجتمعية من قبل المدرّبين. مبادرتان في كل مجتمع مستهدف، واحدة تشرف عليها سيدات وأخرى للرجال، وبعد التنسيق مع استشاري لتطوير المبادرات، تم تقديم الكلفة التشغيلية للمبادرات لإطلاقها على أرض الواقع، بجهودٍ تطوعية”.

ما هي المبادرات؟ 

قدّم القائمون على المبادرات من المدرّبين، جلسات توعية مع المجتمع المحليّ، تضمنت عناوين مرتبطة بقضايا اجتماعية ومعيشية للأهالي.

والمبادرات هي “معاً لحياة أفضل، وهي مبادرة توعية صحية للسيدات والفتيات، ومبادرة نحو أسر مترابطة، للتوعية من مخاطر الزواج المبكّر، ومبادرة دع الخلاف جانباً، للتوعية من خطر النزاعات بين السكّان المقيمين والنازحين، ومبادرة قادرون للحد من الهجرة غير الشرعية، ومبادرة أنا وأنت منزينها، لترميم حديقة في مدينة أريحا، ومبادرة سجناء الحريّة، لمساندة أسر المعتقلين والمختفين قسراً”.

غسان عبود، مهجّر من ريف حلب الغربي، ومقيم في بلدة كورين بريف إدلب، يتحدّث عن إطلاقه مبادرة “نحو أسرٍ مترابطة” مع مجموعة من المتطوعين، وخلفيات المبادرة الاجتماعية وضرورتها للمجتمع المحلي.

يقول عبود لـ”السورية.نت”، إنّ “انتشار ظاهرة الزواج المبكّر في المجتمع بنسبة وصلت لـ 30 في المئة، استدعت إطلاقنا المبادرة بغرض التخفيف من آثار الظاهرة السلبية، أبرزها الطلاق والتفكك الأسري، وإيجاد الحلول المناسبة لها”.

يوضح أنّ المبادرة التي انطلقت في بلدة “كورين”، عقدت جلسات مع حوالي 46 شخصاً، بين رجال ونساء، دارت محاورها حول “مخاطر الزواج المبكّر والآثار السلبية للطلاق والتفكك الأسري على الأطفال، وكيفية مكافحتهما”.

ويعتبر عبود أنّ “ظاهرة الزواج المبكّر أدت في الآونة الأخيرة لمشاكل صحية ونفسية وجسدية لكثير من الفتيات، فضلاً عن ارتفاع فرص التفكك الأسري وضياع الأطفال”.

ما هو مشروع الوعي المدني؟ 

انطلق مشروع “الوعي المدني” في عام 2020، من قبل كوادر مؤسسة “البوصلة للتنمية والإبداع”، بهدف رفع الوعي في المجتمع، ضمن محاور رئيسية، منها “حقوق المواطنة، وتعزيز المواطنة، والتعريف بحقوق الإنسان، وآلية حل النزاعات والسلم الأهلي، وأسس الحوار والنقاش، والتنمية الاجتماعية ورأس المال المجتمعي، ومهارات التفاوض والحشد والمناصرة”.

ودرّب الفريق بحسب الأمين، خلال خمس مراحل للمشروع، أكثر من 1800 متدرّب ومتدرّبة من مختلف فئات المجتمع، بين طلبة جامعيين، ومثقفين ونشطاء، وذوي احتياجات خاصة وفئات من المجتمع المحلي، ونازحين ومقيمين، وأعضاء نقابات مهنية.

نفّذ القائمون على المشروع، محاور التدريب عبر صيغتين، الفيزيائية و”عن بُعد”، بالإضافة إلى جلسات حوارية وجلسات متابعة، أفضت إلى المبادرات المجتمعية.

مشروع “البوصلة” لإعداد “قادة ومؤثرين” يواصل تدريباته في شمال غربي سورية

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا