مهجّر يصنّع آلة لعصر البندورة والمواد الغذائية بريف إدلب (صور)

أمام آلةٍ فضية اللون، وبين أمواج من عصير حبات الطماطم (البندورة) يتأمّل “يوسف حسين الهمام” لساعات يومياً عمل آلة من ابتكاره، في محل تجاري صغير في مدخل بلدة “كللي” شمالي إدلب.

ولا يعكّر الازدحام أو الطلب الزائد، على تقانة عمل الهمام أو جودة الإنتاج.

وقاد شغفه وحبّه لتصنيع الآلات إلى العمل على تركيب وتطوير آلة عصر الطماطم، بما يتناسب مع حاجة السوق المحليّة ومتطلباتها، “بعيداً عن المبالغة أو الوهم”.

ورغم أن هذا المشروع تم بإمكانيات محدودة “قد لا تشبع رغباته الابتكارية”، إلا أنه “يلبي الحاجة”، حسب ما يقول “الهمام” لموقع “السورية.نت”.

يوسف الهمام خلال إشرافه على آلة عصر المواد الغذائية، بلدة كللي، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)
يوسف الهمام خلال إشرافه على آلة عصر المواد الغذائية، بلدة كللي، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)

 

والهمام، وهو مصنّع ومركب آلات وعضو في “جمعية المخترعين السوريين”، كما يعرّف نفسه مهجرٌ من ريف دمشق، منذ 10 سنوات، وهو خريج في جامعة دمشق فرع “الكيمياء التطبيقية”.

وبعد وصوله إلى ريف محافظة إدلب عمل على تركيب آلة لعصر حبات الطماطم في موسم “ربّ البندورة” المعروف محلياً بـ”دبس البندورة” في بلدة “كللي”.

“حاجة ماسة للصناعات الغذائية”

يوضح الهمام أنّ “تركيز عمله اليوم ينصبّ على ما يرتبط بآلات عصر المواد الغذائية والكنسروة وآلات تصنيع المواد التنظيفية، التي تخدم العجلة الاقتصادية والمعيشية في منطقة شمالي غربي سورية، بسبب حاجة المنطقة الماسّة للصناعات الغذائية”.

وتحدث لـ”السورية.نت” عن “صعوبات في التصنيع بسبب نقص مواد الأولية، مثل مواد معدن الكروم الغذائي وقياسات مختلفة منه، لكن في النهاية تمّ تأمينها”.

يوسف الهمام حول محلاً صغيراً إلى مكان لعصر البندورة، بلدة كللي شمالي إدلب، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)
يوسف الهمام حول محلاً صغيراً إلى مكان لعصر البندورة، بلدة كللي شمالي إدلب، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)

 

وتبدأ عملية التصنيع، بحسب الهمام، من “مجسّم كرتوني يجسّد الفكرة، وبعدها يتحول إلى قطع تصنّع تباعاً، لتبدأ نهايةً عملية التركيب والتجميع، وأخيراً التجربة”.

ويشير الهمام إلى أنّ “مختلف عمليات التصنيع لآلات عصر المواد الغذائية، ينجزها بقدرات شخصية وبكفاءة، وهي مصمّمة لمشغل كنسورة، إلا أنّه وبسبب ضعف الإمكانيات وقلة التكاليف حوّلها لتخديم الأهالي فقط مقابل تكلفة بسيطة وزهيدة جداً”.

ويطمح في هذا السياق، أن “يتجه المستثمرون نحو الصناعات الغذائية لتحقيق الاكتفاء الذاتي”، وذلك من أجل أن “نتخلص من التبعية الخارجية في مجال الغذاء والمساعدات”، حسب تعبيره.

“عصر البندورة”

وآلة الهمام “مصمّمة لعصر مختلف المواد الغذائية والفواكه والخضار، ما عدا الزيتون”.

وكلّ نوع له إعدادات معيّنة تناسب وضعه، “إذ تعمل على فرز قلوب بعض أنواع الفواكه قبل عصرها، كما أنها تقطّع حبّات البندورة بمرحلة مستقلة قبيل عصرها”، وذلك ضمن طريقة “حديثة جداً غير موجودة في المنطقة أو في تركيا حتى”.

ويشغّل الهمام الآلة خلال هذه الأيام، على موسم عصير البندورة في بلدة “كللي”، بينما يشرف على مجموعة من العمّال الذين يقودون عملية العصر.

يوسف الهمام حول محلاً صغيراً إلى مكان لعصر البندورة، بلدة كللي شمالي إدلب، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)
يوسف الهمام حول محلاً صغيراً إلى مكان لعصر البندورة، بلدة كللي شمالي إدلب، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)

 

ويتابع المتحدث: “الموسم هذا العام متراجع وقصير جداً، بسبب محدودية المساحات المزروعة، لذلك فإن العمل على الآلة يكون متواضع ومحدود للغاية”.

ويضيف الهمام أن “قلة الإنتاج في مختلف المواسم وارتفاع الأسعار يواجه عمل آلات العصر، سواء كان للمشمش أو البندورة وغيرهما من أنواع الفواكه والخضار والمواد الغذائية”.

يوسف الهمام حول محلاً صغيراً إلى مكان لعصر البندورة، بلدة كللي شمالي إدلب، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)
يوسف الهمام حول محلاً صغيراً إلى مكان لعصر البندورة، بلدة كللي شمالي إدلب، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)
يوسف الهمام حول محلاً صغيراً إلى مكان لعصر البندورة، بلدة كللي شمالي إدلب، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)
يوسف الهمام حول محلاً صغيراً إلى مكان لعصر البندورة، بلدة كللي شمالي إدلب، 24 يوليو/تموز 2022 (السورية.نت)
المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا