أبرز عمليات الاغتيال التي طالت ناشطين إعلاميين في مدينة الباب

شهدت مدينة الباب بريف حلب الشرقي، منذ سيطرة “الجيش الوطني” عليها بدعم تركي سنة 2017، بعد طرد تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية”، عمليات تفجير واغتيال، قُتل على إثرها مدنيين وعناصر وقادة من الفصائل العسكرية.

وفي ظل عدم وجود جهات تتبنى التفجيرات وعمليات الاغتيال، يتهم “الجيش الوطني” خلايا تابعة لـ”تنظيم الدولة” ولـ”قوات سوريا الديمقراطية” ونظام الأسد، بالوقوف خلف هذه العمليات، في ظل مطالبة الأهالي الفصائل بضبط الحالة الأمنية.

وكان للناشطين الإعلاميين نصيب من الاغتيالات، التي طالت مدينة الباب، إذ اغتيل اثنان ونجا واحد خلال عامين وهم:

حسين خطاب

في 12 من ديسمبر/ كانون الأول 2020، اغتال مجهولون الناشط الإعلامي، حسين خطاب، أثناء إعداده لتقرير مصور حول تطورات جائحة كورونا في  مخيم ضيوف الشرقية في مدينة الباب شرقي حلب.

وأطلق مسلحون مجهولون على دراجة نارية النار على خطاب بشكل مباشر، استقرت خمس رصاصات في صدره ورأسه وتوفي على الفور، قبل أن يلوذ الجُناة بالفرار دون تحديد هويتهم.

ويعتبر حسين خطاب من أبرز النشطاء الإعلاميين في ريف حلب، ينحدر من مدينة السفيرة، وكان عضواً رئيسياً في مكتبها الإعلامي، منذ سنوات، بينما عمل متعاوناً إعلامياً مع قناة “TRT” التركية.

وأثار اغتيال خطاب غضباً من أهالي المدنية وناشطيها، الذين طالبوا بتعزيز القبضة الأمنية، وإيجاد حلول للخروقات وتكرار محاولات الاغتيالات.

في 20 سبتمبر/ أيلول 2021، أعلنت “غرفة العمليات الموحدة” (عزم)، القبض على خلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وصفتها بأنها “إحدى أخطر الخلايا الإرهابية لتنظيم داعش” في مناطق شمال غربي سورية.

وقالت “عزم”، إن “الخلية نفذت أكثر من 30 عملية اغتيال وتفجير في ريف حلب الشمالي”، من بينها مسؤوليتها عن اغتيال الناشط حسين خطاب.

بهاء الحلبي

بعد أقل من شهر على اغتيال الناشط خطاب، تعرض الناشط الإعلامي، بهاء الحلبي، لمحاولة اغتيال في مدينة الباب ما أدى إلى إصابته بجروح.

وتعرض الحلبي إلى إطلاق نار من قبل مجهولين، بالقرب من شارع الكورنيش بمدينة الباب، ما أدى إلى إصابته بطلقات نارية في ذراعه وكتفه وصدره.

ينحدر الحلبي من مدينة الباب، عمل خلال السنوات السابقة مراسلاً ومصوراً حربياً، كما غطى إعلامياً معارك الأحياء الشرقية في حلب بين الفصائل وقوات الأسد.

وأصيب الحلبي عدة مرات خلال تغطيته الإعلامية، كما تعرض إلى محاولة اعتقال سابقة من قبل “هيئة تحرير الشام” في 2017، في حين يعمل حالياً في “تلفزيون سوريا” بعد مغادرته ريف حلب إلى إسطنبول.

وحسب غرفة “عزم”، فإن الخلية التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” التي ألقت القبض عليها، مسؤولة عن محاولة اغتيال الناشط بهاء الحلبي.

أبو غنوم

وآخر عمليات الاغتيال التي طالت الناشطين الإعلاميين كانت، أمس الجمعة، عندما اغتال مسلحون مجهولون الناشط محمد عبد اللطيف المعروف بـ”أبو غنوم”، وزوجته في المدينة الباب.

وكان الناشط يقود دراجة نارية قبل إطلاق الرصاص عليه، من قبل سيارة مجهولة قرب الفرن الآلي في المدينة الباب.

وتفاعل ناشطون و “مؤسسات ثورية” وأخرى تعنى بالشأن بالإعلامي، وآلاف السوريين، مع حادثة اغتيال الناشط أبو غنوم وعائلته، كما أعلن سكان المدينة إضراباً واعتصاماً مدنياً.

 وأدانت “رابطة الصحفيين السوريين” حادثة الاغتيال “البشعة”، ودعت الإعلاميين في الشمال السوري إلى “اتخاذ كافة تدابير الحيطة والحذر حفاظاً على حياتهم وأمنهم الشخصي أثناء عملهم وخارجه”.

وأضافت الرابطة أن “المخاطر التي يتعرّض لها العاملون في القطاع الإعلامي خاصة والمجتمع المدني عامة توجب على المجتمع الدولي وخصوصاً الدول المؤثرة في الملف السوري اتخاذ تدابير عاجلة لوقف استهداف المدنيين والإعلاميين”.

بدورها دانت “الحكومة السورية المؤقتة” عملية الاغتيال، وتعهّدت أنها تتابع “بشكل حثيث عمل الأجهزة المختلفة لكشف المتورطين في هذه الجريمة النكراء، ومن يقف وراءهم ليتم محاسبتهم”.

وتعرض أبو غنوم سابقاً إلى عدة إصابات، أثناء تغطيته لقصف قوات الأسد، أبرزها أعطبت إحدى قدميه.

ومنذ عام 2011، يواجه الصحفيون والناشطون السوريون انتهاكات عدة، منذ بدء الحراك السلمي في سورية، تتمثل في القتل والاغتيال والاعتقال والتغييب القسري، وسط إفلات لمرتكبيها من العقاب.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا