تركيا تصعّد بعد هجوم أنقرة وتحدد “أهدافاً مشروعة” في سورية

كشف وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، تفاصيل جديدة حول هجوم أنقرة، الذي تم تنفيذه الأحد الماضي، عند مدخل مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية التركية.

وقال فيدان، في مؤتمر صحفي في أنقرة، اليوم الأربعاء، إن منفّذي الهجوم قدما من سورية، لافتاً إلى أنهما عضوان في “حزب العمال الكردستاني”.

وأضاف: “نتيجة للعمل الذي قامت به استخباراتنا وقواتنا الأمنية، أصبح من الواضح أن إرهابيين اثنين جاءا من سورية وتم تدريبهما هناك”.

نبرة تصعيدية

تصريحات الوزير التركي حملت لهجة تصعيدية، بعد إعلانه عن “الأهداف المشروعة” لبلاده في سورية والعراق.

وقال: “من الآن وصاعداً، جميع مرافق البنية التحتية والبنية الفوقية ومنشآت الطاقة التابعة لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في العراق وسورية، أصبحت أهدافاً مشروعة لقواتنا الأمنية وقواتنا المسلحة وعناصر المخابرات”.

وأضاف: “أوصي الأطراف الثالثة بالابتعاد عن هذه المنشآت التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب”.

مردفاً أن الرد على هجوم أنقرة “سيكون واضحاً للغاية”.

وكانت وزاة الداخلية التركية كشفت عن هوية منفذي هجوم أنقرة، الأول هو حسن أوغوز الملقب بـ “كانيفار أردال”، والثاني يدعى أوزكان شاهين.

مشيرة إلى أنهما عضوان في “حزب العمال الكردستاني”، الذي تصنفه تركيا “إرهابياً”.

ونفذ الهجوم الذي وصفته تركيا بـ”الإرهابي” شخصان أحدهما “انتحاري” حاول اختراق البوابة الرئيسية، وعندما عجز عن ذلك أقدم على تفجير نفسه.

وتمكن عناصر الحراسة من تحييد الآخر، بعد محاولته تقديم المساندة بإطلاق الرصاص المباشر على الكرفانات الواقعة على جانبي البوابة الرئيسية لمبنى “الداخلية”.

وأسفرت الحادثة، الأولى من نوعها في العاصمة منذ 2016، عن إصابة اثنين من رجال الشرطة الأتراك.

وبعد 4 ساعات من حصوله أعلن “حزب العمال” مسؤوليته عن الهجوم، الذي تزامن مع افتتاح العام التشريعي الثاني للدورة الـ28 للبرلمان التركي.

“سنأتي فجأة ذات ليلة”

من جانبه، اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن العملية ” تمثل الأنفاس الأخيرة للإرهاب”.

وأضاف في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح العام التشريعي أن “استراتيجية حماية حدودنا الجنوبية بأكملها بشريط أمني يصل عمقه إلى 30 كيلومتراً على الأقل وإبقاء الأنشطة الإرهابية خارج هذا الشريط تحت الرقابة المطلقة ما تزال مستمرة”.

كما أعاد أردوغان التذكير بعبارته الشهيرة (سنأتي فجأة ذات ليلة)، التي تدل على نية تركيا تنفيذ عملية ضد “حزب العمال”، والذي ينتشر في شمال سورية والعراق.

وفتحت هذه العبارة باب تحليلات وترجيحات، من جانب كتاب ومحليين مقربين من الحكومة.

كما علّق عليها وزير الدفاع التركي، يشار غولر بالقول في أثناء حضوره حفل استقبال السنة التشريعية الثامنة والعشرين للبرلمان: “احتفظوا بهذه الأغنية في إذنيكم”.

وذكر الكاتب المقرب في صحيفة “حرييت“، عبد القادر سيلفي، أول أمس الاثنين، أن “عمق 30 كيلومتراً لم يعد كافياً في شمال سورية”.

مرجحاً أن تطلق بلاده “عملية خامسة” رداً على هجوم العاصمة.

ويقول سيلفي: “هذا الهجوم يقدم الإجابة اللازمة لمن يتساءل عما تفعله تركيا في سورية، ويبدو أنه رغم كل الإجراءات المتخذة، فإن الإرهابيين قادرون على العبور من سورية إلى تركيا”.

وتتجه الأنظار الآن نحو “العملية البرية الخامسة”، وفق تقرير لموقع “سي إن إن تورك“، الأحد الماضي.

ونقل عن خبراء أمنيين قولهم: “يبدو من المرجح أن تبدأ العملية البرية في منطقة عين العرب- تل رفعت- منبج”.

من جهتها أشارت الكاتبة المقربة من الحكومة، هاندي فرات إلى عبارة أردوغان “يمكننا أن نأتي فجأة في إحدى الليالي”، واعتبرت أن “الإرهابيين يعرفون الآن أن تركيا سترد”.

وأضافت فرات أن “أنقرة حددت منذ فترة طويلة جميع الأهداف التابعة للتنظيم الإرهابي في العراق وسورية وبين البلدين، وتأتي سنجار على رأس هذه الأهداف”.

“المنطقة بين سورية والعراق وضرورة تطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية تمت مناقشتها مؤخراً مع الحكومة المركزية العراقية، وتم التأكيد على ضرورة القيام بعمليات مشتركة”، وفق الكاتبة.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا