خريجون من “مخيم دُلّني”: فرصة فريدة مهّدت دخولنا سوق العمل

“بات الحصول على فرصة عمل في منطقة أنهكتها الحرب حلماً صعب المنال”، عبارة رافقت الشابة مروة عيسى لسنوات طويلة، حاولت خلالها دخول سوق العمل في الشمال السوري، وإيجاد فرصة تلائم مهاراتها وتخصصها، لكن دون جدوى.

تلك الأفكار بدأت تتبدد تدريجياً من رأس مروة، مع إيجاد “بادرة أمل”، حسب وصفها، تمثّلت بمشاركتها في “مخيم دُلّني” التدريبي التقني، إذ وضعت أول خطواتها في طريق سوق العمل.

وتشارك مروة اليوم الجمعة، بحفل تخريج الدفعة الأولى من”شركاء النجاح” لـ“مخيم دلني”، في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وهي مبادرة أسسها “المنتدى السوري”، بهدف تطوير المهارات والمواهب التقنية والفكرية لدى المتدربين، وتأهيل كوادر مهنية قادرة على دخول سوق العمل.

“فرصة ذهبية”..ومهارات

ومروة عيسى، واحدة من زهاء 20 “شريك وشريكة نجاح”، خضعوا لتدريبات مكثفة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، واستطاع بعضهم مباشرة الدخول في سوق العمل، فيما بدأ آخرون مسيرة عملية في طريق الحصول على فرصة عمل.

تقول مروة عيسى (26 عاماً) في حديثها لـ “السورية.نت”، إن انضمامها لـ “مخيم دلني”، كان بمثابة “فرصة ذهبية” ضمن تخصصها بمجال الترجمة وكتابة المحتوى وتحسين فرص الظهور في محركات البحث (SEO).

وتابعت بالقول: “أضافت المشاركة في هذا المشروع الكثير بالنسبة لي، حيث تعلمت مهارات كتابة المقالات والمحتوى المتوافق مع محركات البحث”.

كما “تعلمت كيفية تهيئة المواقع الالكترونية والمدونات، لتظهر ضمن النتائج الأولى في محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي”.

إلى جانب تلك المهارات، اكتسبت مروة كما تقول “مخزوناً هائلاً” من المصطلحات في عالم التسويق الرقمي، ومهارات في مجال التواصل وكتابة السيرة الذاتية والتحضير القوي لمقابلات العمل، كما تقول.

وقالت: “توسعت دائرة علاقاتي في المنطقة بعد المشاركة في المخيم التدريبي، وتعرفت على أشخاص مخضرمين وأصحاب خبرة كبيرة بالمجال الرقمي”.

مضيفةً: “أصبح لدي ما يكفي من المهارات التي تخولني لدخول سوق العمل بثقة تامة”.

ومروة عيسى، المقيمة بمدينة اعزاز، حاصلة على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها، ودبلوم مهني في الترجمة والتعريب.

بدأت مؤخراً عملها كمتطوعة في مجال ترجمة المحتوى المكتوب من اللغة الإنجليزية للعربية والعكس.

كما تعمل عن بعد في مجال كتابة المحتوى التسويقي والمقالات المتوافقة مع محركات البحث.

“مخيم دُلّني” يُنهي برنامجه الأول

ويواجه الشباب في الشمال السوري تحديات كبيرة لإيجاد فرصٍ لتطوير مهاراتهم، بما يسمح لهم بدخول سوق العمل وتحقيق دخل مناسب.

وتؤكد مروة عيسى على ذلك، بقولها: “كوننا نعيش في منطقة مغلقة أنهكتها الحرب والكوارث على مدار السنوات السابقة، بات الحصول على فرصة عمل ملائمة للخبرات والمهارات التي نملكها حلم صعب المنال”.

وتضيف: “في حال توفرت لنا فرصة عمل، لن تكون ضمن التوقعات والأهداف المرجوة، ولن تكسبنا مهارات جديدة أو تطور ذاتنا”.

كل ذلك استدعى الحاجة إلى مشاريع وبرامج مهمتها صقل مهارات الشباب السوريين في الشمال، وتأهيل كوادر قادرة على دخول سوق العمل.

وكان مشروع “مخيم دُلّني” التدريبي أحد أبرز تلك المشاريع، حيث عمل على زهاء 20 شاباً وشابة وتأهيلهم في قطاع الخدمات الرقمية، على مدى ثلاثة أشهر.

وأنهى المخيم برنامجه الأول، عبر تخريج الدفعة الأولى من المستفيدين، اليوم الجمعة، في مركزه بمدينة اعزاز بريف حلب، ويستعد لأطلاق التدريب الثاني، حيث يستهدف البرنامج عموماً، تدريب مئات الشباب والشابات في شمال غربي سورية، ليدخلوا سوق العمل، متسلحين بأدوات مهنية.

وتضمّن المشروع برامج تدريبية عدة من بينها: كتابة المحتوى الرقمي، وتحسين الظهور في محركات البحث “SEO”.

كما تضمّن مهارات مهنية احترافية للتوظيف، تشمل كتابة السيرة الذاتية والتواصل والإقناع خلال مقابلات العمل، وحل المشكلات ضمن فريق العمل.

وتقول مروة عيسى، التي شاركت في حفل التخرج اليوم، إنها تسعى في المسقبل القريب إلى “الانخراط أكثر في المجال الرقمي بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل”.

وختمت حديثها لـ”السورية.نت”، بالتأكيد على أنها تتطلع “للاحترافية في هذا المجال لاكون من الشخصيات الملهمة في قصصهم وخبراتهم”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا